الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرحلة المراهقة (4)

14 مايو 2011 22:14
ذكرنا في العدد الأول أن مرحلة المراهقة من المراحل المهمة والحرجة، والتي دائماً ما نتلقى شكاوى الأمهات والآباء حول سلبية سلوك وتصرفات الأبناء معهم، وأن كثيراً منهم لا يدرك الحالة الانفعالية التي يكون عليها المراهق، وقلنا إن مصطلح المراهقة تعني “التدرج نحو النضح الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي”، واليوم نكمل حديثنا حول أمور نراها مهمة لأهمية هذه المرحلة ولزيادة التوعية بها بما يحقق للوالدين وأولياء الأمور حسن التعامل معها. أشرنا في العدد الماضي إلى أن هناك أربع أشكال عامة للمراهقة كما بينتها دراسة الدكتور صموئيل مجاريوس في مصر وهي: المراهقة المتكيفة، المراهقة الانسحابية المنطوية، المراهقة العدوانية المتمردة، والمراهقة المنحرفة. والسؤال هنا: ما الذي ساعد على تشكيل الأشكال الثلاثة الأخيرة للمراهقة؟ الجواب: عوامل عدة منها: مرور المراهق بخبرة شاذة ومريرة أو صدمة عاطفية عنيفة جعلت تفكيره يسوده التشاؤم لبعض الوقت، انعدام الرقابة الأسرية والإهمال، القسوة الشديدة في معاملة المراهق وتجاهل رغباته وحاجاته، الدلال الزائد والمفرط، وجود الصحبة السيئة. ونود لفت انتباه الآباء والأمهات إلى أن هناك مطالب للنمو في مرحلة البلوغ والمراهقة (من سن 12-21 سنة) كما ورد في قوائم “هافجهرست” عن مهام (مطالب) النمو للمراحل المختلفة، نلخصها فيما يلي: فهم ما يجري بالجسم من تغيرات، ثم التأكد من أنه خال من العيوب، الثقة بأنه قادر على التصرف بحكمة، وعلى ضبط شهواته، التدرب على مزيد من الاستقلال في إدارة شؤون نفسه، الإعداد للتخصص الدراسي، تمهيداً للتخصص المهني، تقبل المسؤوليات الاجتماعية تدريجياً حسبما يراه مناسباً له، استطلاع جوانب وآفاق ثقافية جديدة تتعلق بأفراد وبشعوب وأخلاقيات ونظم لم يكن يهتم بها من قبل، تكوين إطاره القيمي الخاص به، وتطويره كنتيجة لاستطلاعاته ولأنشطته الاجتماعية المستمرة، اكتساب فرض احترام الآخرين له ككيان مستقل ذي اعتبار، التنصل من مشاعر التبعية العاطفية التي تفرض قيودها عليه نحو الوالدين. عزيزي القارئ إن المراهقة تعتبر فترة نمو تمثل بدايتها البلوغ حيث يتحقق النضج الجنسي للفرد، وتتمثل نهايتها بالرشد حيث يتحقق النضج الاجتماعي والانفعالي، ولذا ننصحك بالتعامل مع المراهق باللين و البال الطويل والحوار البناء الإيجابي واحترامه وتقديره لكي نساعده في تخطي هذه المرحلة الحرجة. وقد قسم المختصون مراحل الفرد من الطفولة وحتى الشباب بثلاث مراحل كل مرحلة تحمل سبع سنوات. فالسنوات السبع الأولى حب وحنان، والثانية تأديب وتهذيب، والثالثة صداقة؛ لأنها مرحلة حرجة وتحتاج أن نشعر المراهق بأننا أصدقاؤه ولسنا مراقبين ومتحكمين ومتسلطين وموجهين له. ولكي تدرك ذلك جيداً ضع نفسك مكانه وقل لي بماذا تشعر وماذا تريد؟ د. عبداللطيف العزعزي | dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©