سياسيون أوروبيون متشائمون بشأن التعاون مع أميركا

حذر رئيس الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية ايبرهارد ساندشنايدر الذي يشرف على إدارة التعاون الاستراتيجي بين أوروبا وأميركا في حلف شمال الأطلسي''الناتو'' من الإفراط في التفاؤل حيال عودة التعاون القوي بين أوروبا والولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب باراك أوباما· وقال ساندشنايدر في ندوة عقدتها الجمعية صباح أمس بالتعاون مع معهد مارشال الأميركي، إن أمـــــــــام أوباما أعمالاً كثيرة وأجنـــــــدة ملأى بالمشاكل التي سيخلفها له سلفه الرئيس المنقضية ولايته جورج بوش والتي تحتاج إلى وقت طويل لمعالجتها بينها الأزمة المالية وتدهور الاقتصاد ومحاولة إعادة قوة أميركا الاقتصادية إضافة إلى ملف إيران النووي ومسألة كوريا الشمالية وعلاقات واشنطن مع موسكو إلى جانب الحرب في العراق وأفغانستان· ودعا ساندشنايدر الأوروبيين إلى مساعدة الرئيس الأميركي الجديد في مجال السياسة الخارجية والسعي إلى اعادة الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين منبهاً إلى أن بوش لا يزال يملك الوقت للقيام بمغامرات تحرج أوباما والأوروبيين · من جانبه، اعتبر رئيس برامج تحسين مستوى الاتحاد الأوروبي العسكري والاستراتيجي في معهد الفريد فون اوبنهايم للعلوم السياسية الأوروبية يان تيخاو، عرض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الأخير الذي عقدوه في مرسيليا الفرنسية، على الإدارة الأميركية دمجها في حوار برشلونة والمشاركة في اتحاد البحر الأبيض المتوسط، ''تسرعاً'' داعياً إلى انتظار معرفة من سيتسلم حقيبتي الخارجية والدفاع· ووصف مشاركة الولايات المتحدة في اتحاد المتوسط بالمستحيلة لأن واشنطن بعيدة عن المنطقة ولا تكترث بالحوار بين الأوروبيين وجيرانهم منذ قيام معاهدة برشلونة· وأكد خبير شؤون السياسة الأميركية في الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية يوسف براميل أنه وعلى الرغم من سيطرة الديمقراطييين على أغلبية مقاعد مجلس الشيوخ ''الكونجرس''إلا أن هناك صعوبات تواجه أوباما على صعيدي السياسة الاقتصادية مع الأوروبيين والتعاون مع منظمة التجارة العالمية· وقال إن أي تغييرات على صعيد السياسة الخارجية الأميركية في إدارة الرئيس الجديد لن تتم في المدى القريب وإن على الأوروبيين تكثيف حوارهم مع هذه الإدارة إذا ما أرادوا الوصول إلى شراكة قوية مع واشنطن لحل المشاكل والأزمات الدولية