الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة المالية··· مؤشرات الكساد الأميركي

الأزمة المالية··· مؤشرات الكساد الأميركي
8 نوفمبر 2008 02:56
التقارير الحكومية تشير إلى أن الاقتصاد قد تراجع، وأن معدلات الاستهلاك قد انخفضت بشكل مذهل، لكن ذلك لم يكن بالخبر الجديد لـ''كريس هورن'' الذي يمتلك محلاً لبيع المفروشات في ''مونتيري بارك''، والذي شهد انخفاضاً في المبيعات بنسبة 40 في المئة على الأقل الشهر الماضي عندما تفاقمت الأزمة المالية، وهبطت أسعار الأسهم بشدة· تعقيباً على ذلك يقول ''هورن'' البالغ من العمر 58 عاماً، وهو من الجيل الثالث في أسرته المالكة لشركة متخصصة في بيع الأساس الفاخر: ''كان العمل يمضي بشكل جيد للغاية حتى ذلك الوقت، ثم انخفض بشكل جذري بعد ذلك، وأصبح الناس أكثر عزوفاً عن إنفاق أي أموال في الوقت الراهن''· وتشير الأرقام التي أعلنتها وزارة التجارة الأميركية، إلى أن المستهلكين قد خففوا من اندفاعهم الاستهلاكي بدرجة كبيرة، لدرجة أن الناتج القومي الإجمالي انخفاض بنسبة 0,3 خلال الأشهر الثلاثة التي انتهت في 30 سبتمبر الماضي· يعتبر هذا أكبر انخفاض من نوعه منذ ·2001 ويتوقع معظم خبراء الاقتصاد أنه سوف يكون الأول من انخفاضين متتابعين على الأقل في الناتج القومي الإجمالي- يعد هذا تعبيراً مقبولاً على نطاق واسع، وإن لم يكن رسمياً ـ للكساد· في المجمل، هبط معدل الاستهلاك الشخصي بنسبة 3,1 بالمئة في الربع الثالث من العام حسب وزارة التجارة الأميركية، وكانت تلك هي المرة الأولى منذ عام 1991 التي يهبط فيها الاستهلاك الشخصي بهذه السرعة، كما مثلت أكبر تراجع من نوعه منذ ·1980 وقد بدأت عملية شد الحزام بانخفاض مقداره 14,1% في الإنفاق على المواد المرتفعة القيمة مثل السيارات والأجهزة المنزلية، و6,4% على المشتريات الأقل قيمة· وعلى الرغم من أن الانخفاض في الإنفاق الاستهلاكي يعتبر أمراً سيئاً بالنسبة للاقتصاد بشكل عام، فإنه يحمل في طياته مع ذلك جانباً إيجابياً هو: أن الأميركيين لن يكونوا قادرين على الحياة بطريقة تتجاوز حدود قدراتهم المادية·· كما يقول ''دين بيكر'' المؤسس المشارك لمركز أبحاث الاقتصاد والسياسة في واشنطن· يضيف بيكر لما سبق: ''منذ حقبة التسعينات اعتاد المستهلكون في أميركا الإنفـــاق أكثر مما ينبغي، لأن الفقاعة التقنية ثم الفقاعة العقارية اللتان سادتا خلال السنوات الأخيرة، قد جعلتاهم يشعرون أنهم أغنى مما هم عليه بالفعل''· ''عندما ترتفع أسعار المنازل بدرجة كبيرة، ويحس الناس بأن بأيديهم ثروة نتيجـــة لهـــذا الارتفاع فإنهم يميلون عادة إلى التوسع في الاستهلاك، معتقدين أن تلك العقارات في حالة بيعها سوف تساعد على مواجهة أي مشكلة أو ديون''· وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن معدل الادخار لدى الأسر الأميركية حتى حقبة التسعينات كان 8%، ثم انخفض إلى 2% بحلول عام ،2000 ثم إلى 1% منذ 2004 وحتى حدوث الأزمة المالية الأخيرة· كان ذلك يعني أن الناس لم يعد لديهم من المدخرات ما يمكنهم من مواجهة تكاليف الحياة عند تقاعدهم، أو ما يكفي لتكوين شبكة أمان إذا ما فقدوا وظائفهم· يعلق بيكر على ذلك بقوله: ''كان يجب على الناس أن يدركوا أنه يتعين عليهم ادخار جزء من المال لمواجهة أي ظروف صعبة في المستقبل··· وإذا ما كان الكثيرون منهم يخشون من فقدان وظائفهم فقد كان يتعين عليهم أن يجهزوا غطاء يمكنهم أن يستظلوا به إذا ما حدث شيء مثل هذا''· وهناك مؤشرات تدل على أن الناس قد بدأوا في ادخار المزيد حيث ارتفعت نسبة الادخار 2,7% في الربع الثاني من العام الحالي، وإن كانت قد عادت فانخفضت إلى نسبة 1,3% في الربع الثالث من العام، وفقاً لبيانات مكتب التحليل الاقتصادي الحكومي· ويعتقد ''لورانس إتش ماير''، رئيس مجلس إدارة شركة ''ماكروإيكونوميك أدفايزر'' العاملة في مجال الاستشارات والتنبؤات الاقتصادية، أن احتمال تدهور الأمور أكبر من احتمال تحسنها، وأن الاقتصاد: ''ينزلق إلى حالة من الكساد الذي سيستمر لبعض الوقت''، ويتنبأ ماير بأن الكساد يمكن أن يصل إلى 2,75% في الربع الأخير من العام، وأنه ''سيكون شديداً بدرجة ما على الأرجح''· ومن المتوقع -بحسب الخبراء الاقتصاديين- أن يؤدي هذا الكساد إلى زيادة نسبة البطالة بسبب قيام المصانع ورجال الأعمال بتسريح نسبة كبيرة من العمالة الموجودة لديهم كرد فعل على انخفاض الطلب على سلعهم ومنتجاتهم· ويتوقع ''ماير'' أن تصل نسبة البطالة -التي تبلغ 6,1% حالياً- إلى 7,5% في وقت ما من العام المقبل، وأن الاقتصاد لابد أن ينمو بنسبة لا تقل عن 2,5% لخلق عدد كاف من الوظائف يكفي للتماشي مع الزيادة في عدد السكان، ولكنه توقع ألا يحدث هذا في سوى النصف الثاني من عام ·2009 وأضاف: ''حتى إذا ما تمكن الاقتصــــاد من اجتياز المنعطـــف فإن نسبة البطالـــة سوف تستمر في التصاعد''· ويقول خبراء أن الأمور ستمضي إلى أسوأ إذا لم يتغير الاتجاه الحالي في أسواق الائتمان، وأن الأداء المتراخي للاقتصاد سوف يزيد الضغط على الكونجرس لتمرير حزمة أخرى من مقترحات زيادة الإنفاق المقصود بها إنعاش الاقتصاد· نعود إلى ''هورن'' صاحب شركة بيع الأثاث الذي يقول إنه قد اتخاذ خطوات لمواجهة هبوط الطلب منها تخفيض الإنفاق الرأسمالي، وبذل قصارى جهده لاستخراج أكبر قدر ممكن من الجهد الإنتاجي من العاملين لديه· وهو يجد عزاء في أن مشروعه العائلي الذي أسسه جده عام 1924 قد تمكن من النجاة من آثار الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي· مورا رينولدز و تيفاني هسو محللان اقتصاديان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©