الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأنشطة الرياضية للأطفال.. تفريغ للطاقة بعيداً عن الغرف المغلقة

الأنشطة الرياضية للأطفال.. تفريغ للطاقة بعيداً عن الغرف المغلقة
11 مايو 2013 23:26
الأنشطة الرياضية للأطفال لا تقتصر على مبدأ الحركة البدنية، وإنما تتسع أبعادها لتشمل التفتح الذهني الذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على السلوك المتوازن والروح العالية، وهكذا فإن تركيز الأهالي على إدماج أبنائهم، ضمن برامج الأندية المتخصصة لأيام عدة في الأسبوع، من شأنه أن يضمن لهم تركيبة نفسية متوازنة على خطى نموهم البيولوجي. مع الانشغالات الأسرية بأجواء المذاكرة اليومية، استعداداً للواجبات المدرسية المرهقة غالباً، يبقى هنالك حيز نسبي من وقت الفراغ لكل طالب، وهذا ما يحدده الآباء من باب الوعي لأهمية انخراط الأبناء في الأداء الرياضي على اختلاف أشكاله، من التمارين، إلى ألعاب الحركة التنافسية، إذ تبدو هذه المبادرات منتشرة عند الأسر المثقفة التي تثمن الترفيه المفيد في حياة الأطفال، وإيجاد منافذ لتفريغ الطاقة، بعيداً عن الشاشات الإلكترونية والغرف المغلقة، وزيادة معدل استجابتهم للنصائح والتوجيهات الأسرية. هواية وهوية مع دخول الكثير من الرياضات الجديدة على قائمة الأنشطة الترفيهية لصغار السن، بات الأمر أكثر حماساً بالنسبة لهذه الفئة العمرية التي تبدأ معها المواهب بالظهور، وكثيراً ما تتحول الهواية المصحوبة بالتدريب واكتساب المبادئ الأساسية، إلى هواية رياضية، يفاخر بها الطلبة عاماً بعد عام، حتى أنها تتحول عند البعض إلى موعد ثابت على جدولهم اليومي، بحيث يشعرون بالملل أو بنقص ما، في حال ابتعدوا بما يفوق المعتاد. وتذكر نادية الهادي، وهي أم لولد في السابعة من عمره، وبنت في الرابعة من عمرها، أن أسعد أوقاتها هي تلك التي تقضيها برفقة طفليها في النادي. وتشير إلى أنه على الرغم من شعورها بالتعب في بداية الأمر بسبب عملية التوصيل والانتظار والمتابعة، إلا أنها بعد فترة بدأت تشعر بالنشاط جراء ذلك، كما أن ابنها الذي يمارس رياضتي الكاراتيه والسباحة، بمعدل مرتين في الأسبوع، ينتظر الموعد بحماس شديد، ويقوم بالمبادرة بتذكيرها. في حين أن ابنتها التي تتدرب على رقصات الباليه، كانت قد دفعتها إلى الانضمام للنادي الغيرة من مشاهدة أخيها مستمتعاً بوقته في كل مرة يذهب إلى التدريب. استجابة وتعتبر أميرة إدريس التي تستغل وجود أولادها في النادي، حيث تقوم بأداء تمارين الآيروبيك، أن تنظيم الوقت جعلها تتنبه إلى إمكانية الإفادة من الفراغ في أمور مفيدة للأسرة، وهكذا فقد استجابت إلى نصيحة صديقتها، وقامت بتسجيل أولادها الثلاثة في أنشطة الكرة، حيث اختار كل منهم ما يستهويه منها ويناسب سنه، وتقول إن اندفاعهم تجاه الأمور الحياتية الأخرى بات أكثر جدية والتزاما، ولا سيما فيما يتعلق بالمذاكرة. وهذا ما يشجعها على مواصلة تحفيز الروح الرياضية لديهم طالما أن الأمر لا يؤثر على وقت الدراسة. الرأي نفسه يسجله إبراهيم معتوق الذي يرى في الأنشطة الرياضية فسحة انطلاق يعبر خلالها الأطفال عن أنفسهم. ويقول إنه يشجعه ولداه على خوض المباريات التنافسية التي ينظمها نادي أبوظبي الرياضي بشكل دوري، كنوع من دفعه باتجاه المثابرة والإصرار. ويذكر أنه منذ سنتين تقريباً يذهب مع أسرته إلى النادي بحيث يواظبون على مختلف التمارين، وأكثر ما يمتعهم رياضة «البادل»، وهي لعبة جديدة تجمع بين «التنس» و»السكواتش»، إلا أنها أكثر إمتاعاً عندما تكون المشاركة فيها بين 4 أشخاص، كجو مثالي للتواصل الأسري في منافسة ودية. نشاط ذهني عن الاهتمام المتزايد بالأنشطة الرياضية المتخصصة للأطفال تتحدث أوكسانيا ياكونبا، الخبيرة الرياضية والمسؤولة الإدارية في نادي أبوظبي الدولي، مشيرة إلى أنه لبناء مجتمع صحي مقبل على الحياة، فإنه من المفيد الارتقاء بالأندية المتخصصة، وتذكر أنه على الرغم من ضيق الوقت لدى معظم الموظفين من الآباء والأمهات، لا بد من النظر إلى مفهوم الرياضة على أنها حاجة وليست تسلية، إذ كلما ارتفع معدل النشاط البدني في اليوم سواء للصغار أو للكبار، زادت القدرة على الإنتاجية بإيجابية وراحة، وهذا ما ينطبق برأيها على الطلبة منذ المراحل التعليمية المبكرة، والذين يبدون بحسب الإحصاءات رغبة في إنهاء واجباتهم المدرسية بسرعة للتوجه إلى النادي أو العكس، إذ إن الكثيرين يظهرون تحسناً في أدائهم الأكاديمي بفضل التمارين الرياضية التي يخضعون لها، وتدفعهم بعد ذلك للمذاكرة بذهنية جاهزة للاستيعاب. وتعدد أوكسانيا أكثر من 15 نشاطاً حركياً يمكن للأطفال الاستفادة منها بمجرد انضمامهم ضمن البرامج التدريبية التي ينظمها نادي أبوظبي الرياضي على مدار السنة. ومنها كرة السلة، كرة المضرب، كرة اليد، كرة القدم، السباحة، الكاراتيه، والباليه، البولينج، والجيمنازيوم، مع إمكانية الخضوع بدءاً من عمر الـ 5 سنوات إلى النادي الصحي الذي يوفر أجهزة رياضية تتناسب مع الصغار، من باب تحفيزهم على ممارسة التمارين حتى تغدو جزءاً من حياتهم فيما بعد. وتؤكد الخبيرة الرياضية أنه من المفيد للأطفال أن يرافقوا ذويهم إلى الأندية الرياضية، بحيث يتجه كل منهم إلى الألعاب الحركية التي تستهويه، وبذلك تكون الأسرة قد أمضت وقتاً مفيداً ومسلياً في آن، بعيداً عن الروتين اليومي الذي يتسبب أحياناً في اللجوء إلى أمور مضرة بالصحة كتناول الأطعمة الجاهزة أو مجرد الجلوس في البيت لساعات خلف الأجهزة وشاشات التلفزة. روح المنافسة ويوضح المدرب الإسباني راؤول كويستا، المتخصص في تمارين «البادل» بنادي أبوظبي الرياضي، إن عاصمة الإمارات هي من الدول القلائل في الشرق الأوسط التي تشجع على هذه اللعبة الحركية. ويقول إن «البادل» تعد من رياضات فئة النخبة لما توفره من مساحات واسعة في الترفيه والتركيز، وإنها رياضة لاتينية، موطنها الأصلي ينحدر من الأرجنتين، وصولاً إلى إسبانيا، حيث بدأ انتشارها يتسع شيئاً فشيئاً في العالم. ويذكر كويستا أن الرياضات التي تحتمل فريقاً من 4 أشخاص أو أكثر، غالباً ما يكون لها تأثير نفسي جيد على الأفراد. والسبب أنها تحيي روح المنافسة فيما بينهم، وتدفعهم إلى قضاء وقت طويل، وسط أجواء من الاستمتاع اللامتناهي. وهذا برأيه أكثر ما ينطبق على صغار السن الذين يجدون في الرياضات الجماعية، مثل كرة القدم وكرة السلة و«البادل» ملاذاً لإطلاق العنان لرغباتهم في التعبير وإثبات الذات والمشاركة. وينصح المدرب الرياضي جميع الأهالي بإعادة النظر في جدول أوقات أبنائهم، وتهيئة الفرصة لهم للانخراط ضمن فريق رياضي داخل النادي، يكون بمثابة المتنفس لطاقاتهم. ويلفت إلى أنه على أبواب الإجازة المدرسية، لا بد من التفكير ببرنامج رياضي ضمن المخيمات الصيفية، مشيراً إلى أن نادي أبوظبي الرياضي ينظم 3 فعاليات مماثلة في السنة. وذلك خلال عطلات الشتاء والربيع والصيف، حيث يمضي الطالب أكثر من 9 ساعات في اليوم، متنقلاً بين الأنشطة الرياضية والحركية التي لا تخلو من المتعة والفائدة والتأهيل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©