موسكو (د ب أ)
ظل جيليرمو أوتشوا حارس مرمى المنتخب المكسيكي متواجداً في الملعب لمدة ما يقرب من عشر دقائق عقب إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة التي فاز بها فريقه على المنتخب الألماني بطل العالم لمجرد استنشاق الهواء، بعد ما يمكن القول عنه إنه أكبر فوز للمكسيك في المونديال.
وفاز المنتخب المكسيكي على نظيره الألماني 1 / صفر أمس الأول في مستهل مشوارهما بالمجموعة السادسة، ولم تستطع عشرات الآلاف من الجماهير المكسيكية التوقف عن الغناء داخل ملعب لوجنيكي عقب تحقيق الفوز، ما جعل الانتصار أفضل هو أن المنتخب المكسيكي استحق الفوز، وأرهق الألمان في الهجوم في الشوط الأول، الذي كان الحدث الأبرز فيه هو هدف هيرفينج لوزانو، ومن ثم تراجع الفريق رويداً رويداً لاستيعاب التهديدات الهجومية للمنتخب الألماني.
بالإضافة إلى ذلك، كان يتوقع المدرب خوان كارلوس ولاعبوه نتيجة المباراة، وأصروا في الفترة السابقة أن يقفوا نداً بند أمام لاعبين أمثال توني كروس وسامي خضيرة ومانويل نوير، على الرغم من أن المنتخب المكسيكي لم يهزم ألمانيا من قبل في مباراة رسمية كما أن الألمان لم يخسروا سوى مباراة وحيدة فقط في مبارياتهم الافتتاحية الـ18 بالمونديال.
وقال أوسوريو لاعب المنتخب المكسيكي: «هذه المباراة علامة فارقة في كرة القدم المكسيكية، الفريق لعب حباً في الفوز وليس خوفاً من الهزيمة، لعبنا بشجاعة عندما احتاج الأمر، ودافعنا بقوة عندما احتجنا إليه».
وقال لوزانو: «لا أعلم إذا كان هذا الفوز هو الأكبر للمكسيكيين في التاريخ، ولكننا حققناه»، وتحدث عن جهوده الشخصية قائلًا: «إنه أفضل هدف سجلته طوال حياتي».
وكان لوزانو، الجناح الأيسر لفريق أيندهوفن، هو المفتاح الرئيسي في الفوز بجانب الجناح الأيمن ميجيل لايون، لاعب إشبيليه، وخافيير هيرنانديز، مهاجم ويستهام، وكارلوس فيلا مهاجم لوس أنجلوس.
وبصفة خاصة الثنائي فيلا ولوزانو، كشفا مساحات كبيرة في الجانب الأيمن للمنتخب الألماني، حيث ترك جوشوا كيميتش مساحات كبيرة خلفه أثناء تأدية دوره الهجومي.
وقال أوسوريو: «لقد رسمنا خطتنا قبل ستة أشهر، اضطررنا لإجراء بعض التعديلات، ولكننا أردنا دائماً أن نمتلك لاعبين سريعين في الجناحين. في الشوط الأول، دافعنا بذكاء وسجلنا هدفاً من هجمة مرتدة. مع كامل احترامي، كنا الفريق المتفوق».
وأضاف: «لقد حاولوا شن الهجمات في الشوط الثاني ولكننا كنا مستعدين. لقد تدربنا على الدفاع بأربعة لاعبين».
بالتأكيد كان المنتخب الألماني بعيداً عن أفضل مستوياته، وقال أوسوريو رغم الفوز الكبير إن فريقه لم يحقق شيئاً، حيث يريد المنتخب المكسيكي التأهل لدور الستة عشر، لذلك لا يمكنهم أن يفقدوا تركيزهم في المباراتين المقبلتين أمام كوريا الجنوبية والسويد.
وقال أوسوريو: «سوف نرتاح ونتعافى استعداداً لمباراة المنتخب الكوري الجنوبي، التي ستكون صعبة للغاية، دعونا نرى إلى أي مدى يمكننا أن نصل».
ماركيز: حققنا الانتصار الأهم في تاريخنا
أكد المدافع المكسيكي المخضرم رافايل ماركيز أن فوز منتخب بلاده على ألمانيا في مباراة الفريق الأولى بروسيا هو الانتصار الأهم في تاريخ المكسيك.
وقال اللاعب المكسيكي - 39 عاماً عقب اللقاء: «نعم، لا يعتريني أي شك، إنه الانتصار الأهم في تاريخ المكسيك، أن تلعب أمام بطل العالم في الوقت الذي لم يكن فيه أحد يراهن عليك في المكسيك فهو شيء ثمين للغاية، هذا الأمر لا يحدث دائماً».
وتابع: «من المستحيل أن تكون هناك بداية أفضل من هذه، إنه انتصار تاريخي، نحن سعداء ونشعر بدوافع كبيرة من أجل استكمال هذا الطريق، لا يزال هناك الكثير، إنها فقط البداية».
وحقق المدافع السابق لبرشلونة الإسباني رقما قياسياً تاريخياً أمس الأول عندما سجل مشاركته الخامسة على التوالي في بطولات كأس العالم، ليعادل في هذا الصدد كلاً من مواطنه أنطونيو كارباخال والألماني لوثر ماتيوس، وهما اللاعبان الوحيدان اللذان خاضا المونديال خمس مرات.
ودخل ماركيز أمس إلى ملعب اللقاء في الدقيقة 73 على حساب أندريس جوادرادو الذي سلمه شارة قيادة المنتخب المكسيكي.
واستطرد ماركيز قائلا: «لم أكن أدرك هذا، كنت أركز في المباراة، كنت أصب تركيزي في القيام بالأمور بشكل جيد».
«المانشافت» يتدرب خلف الأبواب المغلقة
بعد الهزيمة غير المتوقعة أمام المكسيك، قرر المنتخب الألماني تغيير خططه الخاصة بالتدريبات التي سيخوضها استعداداً للمباراة الثانية، وأعلن عدم فتح الأبواب للجماهير لحضور المران.
ومن المقرر أن يتدرب بطل العالم، الذي سقط أمس الأول أمام المكسيك بهدف دون رد في الجولة الأولى من المونديال الروسي، خلف الأبواب المغلقة بمعسكره في فاتوتينكي على أطراف العاصمة الروسية موسكو.
وبالإضافة إلى ذلك، ألغى الاتحاد الألماني لكرة القدم مؤتمراً صحفياً لفيليب لام، اللاعب الألماني السابق، الذي كان أحد عناصر المنتخب الفائز بلقب مونديال البرازيل 2014.
ويُعد لام أحد أبرز الوجوه التي تروج لملف ترشح ألمانيا لتنظيم بطولة كأس أمم أوروبا 2020.
وبدأ منتخب «المانشافت» أمس مشوار الدفاع عن لقبه العالمي بهزيمة مدوية أمام المكسيك بملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية موسكو.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى منذ العام 1982، التي تستهل فيها ألمانيا مشوارها في المونديال بهزيمة.
ويلتقي المنتخب الألماني، بقيادة مدربه الوطني يواكيم لوف، يوم السبت المقبل مع سويسرا، قبل أن يختتم مشواره في المجموعة السادسة يوم الأربعاء الموافق 27 يونيو أمام كوريا الجنوبية.
عدد اليوم
