السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء يستبعدون تعافياً قريباً للاقتصاد العالمي ويحذرون من الركود العميق

8 نوفمبر 2008 23:32
في الوقت الذي تباينت فيه وجهات نظر خبراء ماليين حول تحديد ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد الأزمة المالية، اتفقت الآراء على أن الأزمة المالية التي شهدتها الأسواق العالمية تعد الاكثر تعقيدا والأشد صعوبة فيما يتعلق بآليات التعامل معها ،مؤكدين أنها ليست أزمة في النظام المالي بل هي أزمة النظام الرأسمالي برمته· واستبعد الخبراء المشاركون في قمة مجالس الأجندة العالمية التي تستضيفها دبي وينظمها المنتدى الاقتصادي العالمي تعافي الاقتصادات العالمية من تداعيات الأزمة المالية العالمية قبل ثلاث او خمس سنوات وذلك في حال دخول الاقتصاد العالمي مرحلة من الركود العميق· وأوضح الخبراء أن الأزمة المالية العالمية ما تزال ضارية وأن السيناريوهات المستقبلية للتداعيات لم تتضح بعد، وإن كانت هناك بعض الآمال المعلقة على نجاح الجهود الدولة المشتركة في حلحلة هذه الأزمة وخاصة خلال اجتماع مجموعة العشرين في واشنطن ومنتصف نوفمبر المقبل،لافتين إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة اوباما ستسعى بكل السبل لإنقاذ الاقتصاد الاميركي وإحداث التغيير الذي جاءت من أجله· وعلى الجانب الآخر أبدى خبراء ماليون تفاؤلهم الحذر فيما يتعلق بإمكانية أن تحل الأزمة المالية العالمية بصورة أسرع مما يتخيل الكثيرون، مؤكدين في الوقت ذاته على وجود فرص قوية يجب استغلاها من قبل المستثمرين· وقال سعود باعلوي الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي المالية إن النظام المالي العالمي بأكمله شهد العديد من الأخطاء نتجت عن عيوب في التشريعات والإدارات الحكومية، مشيرا الى أن ما يواجهه العالم اليوم من تحديات عديدة يفرض بذل المزيد من الجهد المشترك والموحد لتفادي تفاقم الازمة ودخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود عميق· و حذر محمد العريان الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيمكو الاميركية التي تدير أصولا بقيمة 830 مليار دولار، من دخول الاقتصاد العالمي هذه المرحلة التي تعنى صعوبة الخروج من هذه الأزمة قبل 3 او 5 سنوات على الأقل، مشيرا إلى صعوبة تحديد المرحلة التي نعيشها حاليا في ظل الأزمة وذلك اعتمادا على استمرار وجود المصادر التي ولدتها· وقال العريان إن الأزمة المالية العالمية تحولت بسرعة من أزمة في النظام المالي العالمي إلى أزمة في النظام المالي الرأسمالي برمته،لهذا انتقلت السلطات الأميركية في معالجتها من استهداف مؤسسات إلى استهداف النظام المالي بأكمله· وبالرغم من الصورة الباهتة التي رسمها العريان في حديثه عن واقع الأزمة، إلا أنه أكد أن الاستقرار المالي قادم إن عاجلا أم آجلا طلما أن السيارة يوجد بها من يقودها· إلا أن باعلوي أعرب بدوره عن إمكانية أن يكون الخروج من الأزمة الحالية أسرع من التوقعات، لافتا إلى أنه وفي ظل هذه الأزمة فإن الفرص يمكن أن تتولد لدى الأسواق الناشئة والشركات العاملة فيها للاستفادة منها خاصة وأن البنوك التي تعمل في هذه الأسواق تحتفظ بمعدلات معقولة من السيولة والودائع تمكنها من اغتنام الفرص· وبدورها أشارت سوزان جونسون مدير أول في جولدن مان ساكس إلى أن صعوبة الأزمة المالية الحالية تتمثل في اختراقها للحدود بين البلدان والمناطق واختراقها لايدولوجيات الأسواق، بعد أن تحولت من مشكلة خاصة بالقطاع المالي إلى مشكلة اكبر للاقتصاد الكلي· ودعت إلى ضرورة أن تتواصل جهود التعاون الدولي لمواجهة الأزمة واستخدام كل الأدوات المتاحة لحل هذه المعضلة المعقدة على حد تعبيرها· إلى ذلك ، قال هوارد ديفيس، مدير كلية لندن للعلوم الاقتصادية والاجتماعية، الرئيس السابق لهيئة الخدمات المالية في المملكة المتحدة: ''لا شك بأن رسالتنا الأهم إلى قمة العشرين، انطلاقاً من النقاشات المستفيضة التي أجريناها، بأن التزام الحكومات بالدور المنوط بها في حماية اقتصاديات العالم في هذه المرحلة بالذات· كما يجب على القمة تحديد التوجهات الأساسية لعملية التغيير والإصلاح بما يتناسب مع مقتضيات المرحلة الراهنة· وأضاف هوارد: ''لا بد للحكومات أن تحذر أيضاً من المبالغة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي، والذي ما قد يكون له مفعولاً عكسياً· ما نحتاج إليه في هذه المرحلة هو نظام مالي عالمي يمكن الاعتماد عليه· وأن لا نكتفي بإلقاء المسؤولية فيما حدث على طرف بعينه، فالمسؤولية هنا·· هي مسؤولية الجميع بلا استثناء· ومن هنا لا بد أن يكون للأسواق الناشئة مشاركة ملحوظة وصوت مسموع في فعاليات هذه القمة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©