الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شباب آخر الليل .. عفاريت «التفحيط»

شباب آخر الليل .. عفاريت «التفحيط»
25 مايو 2014 14:53
يشكو سكان الأحياء في مدينة العين من تزايد سلوكيات غير مقبولة من سائقين يختارون أوقاتاً متأخرة من الليل لممارسة سباقات داخلية و«تفحيط» عجلات مركباتهم، مما يُشكل إزعاجاً وقلقاً للمواطنين. ويقول سكان مناطق فلج هزاع، وشعاب الأشخر، وزاخر، إن الشباب «المتهور» يعمدون إلى «التفحيط» يومياً بين عشر دقائق وربع الساعة ثم يهربون إلى منطقة سكنية أخرى، مستغلين عدم وجود دوريات مرورية في هذه الأحياء السكنية الهادئة، بعدما نجح قسم مرور العين في ضبط المخالفين الممارسين لتلك الظاهرة في الطرق الرئيسية والمناطق خارج المدينة. تحقيق: عمر الحلاوي التفحيط أن تأتي بالسيارة بسرعة جنونية هائلة وتقوم بعمل بعض الحركات بانحراف السيارة ودورانها وغيرها من بعض حركات الهوس وتنتشر الظاهرة في نهاية كل أسبوع في شوارع معينة، ويحتشد الشباب لتشجيع المفحط بالسيارة والتصفيق له، وتكمن الخطورة في قيام المفحطين بالترويج لأنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وانتقد مواطنون اتساع الظاهرة وازديادها في ظل غياب واضح للدوريات المرورية لافتين إلى وجود مساحات واسعة داخل تلك الأحياء يستغلها الشباب لممارسة هذه الهواية الخطرة والتي قد تكون تذكرة انتقالهم إلى القبر. وقال حارب سعيد الشامسي الذي يسكن منطقة فلج هزاع: إن المنطقة تشهد انتشاراً واسعاً لهذه الظاهرة، خاصة في فترة نهاية الأسبوع وما بين الساعة الثانية إلى الرابعة فجرا وتزيد خلال فترة الإجازات حيث يسمع صوت السيارات واحتكاك الإطارات بالأرض ويسبب ذلك إزعاجاً كبيراً وخوفاً لدى السكان. وأوضح أنه نتيجة لاختيار «الشباب» لأوقات متأخرة جداً وممارسة التفحيط مدة ربع ساعة لا يتمكن السكان من الشكوى إلى الجهات المختصة، وفي حال الإبلاغ عن هؤلاء الشباب فإنه لن تكون هُناك بنتيجة فورية فقبل وصول سيارة الدورية يهرب المفحطون إلى منطقة أخرى. ولفت إلى أن علامات التفحيط واضحة في الأرض مما يؤكد أن ممارستهم لهذه الهواية الغريبة والخطرة مستمرة لفترات طويلة، مما ترك آثاراً في تلك الساحات، مشيراً إلى أن دور السكان يأتي في تحديد مناطق ممارسة هذه الظاهرة وعلى الجهات المختصة تنظيم دوريات دائمة في جميع الأحياء السكنية الداخلية في مدينة العين للحد من ممارسة التفحيط الذي يعتبر من اخطر الظواهر وقد يسبب وفاة الشاب الذي يقود السيارة أو الذين يقفون للمشاهدة على جانب الطريق. وقال إن معالجة الموضوع تتم من خلال تكثيف الدوريات في الأحياء السكنية، خصوصاً تلك التي تزداد فيها الظاهرة وابلغ سكانها الجهات المختصة غير مرة مما يعانونه. وقال عبد الله الهرمودي إن ظاهرة «تفحيط» السيارات التي يمارسها بعض الشباب من أسوأ أنواع الهوايات وتؤدى إلى طريق واحد وهو الموت أو الإصابة بحوادث جسيمة وهي مثل السباقات بالسرعات العالية والحركات البهلوانية بالسيارة، وكلها ممارسات أدت إلى وفاة بعض ممارسيها بعد انفلات المركبة وعدم القدرة على السيطرة عليها، وهي استعراضات للشباب بالسيارات في الأحياء السكنية لعدم وجود دوريات تراقب في تلك الأماكن حيث تمارس في فلج هزاع بالقرب من حديقة النساء لوجود مواقف سيارات أمام الحديقة في مساحة واسعة تتيح للشباب التحرك بالمركبة وممارسة التفحيط، أما في منطقة زاخر فيمارسون ذلك عند روضة أطفال أمامها ساحة واسعة وكذلك في شعاب الأشقر أمام مواقف المدارس، حيث إن تلك المواقف واسعة ومفتوحة تغري الشباب كما لا يوجد عليها أي نوع من الرقابة. ويرى شاكر حسين الشمري أن هذه الظاهرة بدأت تتزايد في الفترات الأخيرة بعدما انتشرت الدوريات في الطرق الخارجية، وطالب بتشديد العقوبات على هذه المخالفات التي تعتبر ضمن القيادة بتهور، وهي إزعاج للسكان مع استخدام السرعات العالية في الأحياء السكنية وغيرها من المخالفات، ولابد من وجود دوريات في الأحياء السكنية للقضاء على هذه الظواهر، بالإضافة لإقامة أسوار لتلك المساحات الواسعة، وبناء مواقف بشكل لا يسمح باستخدام المساحات الواسعة في هذه الظواهر، وذلك من خلال إقامة ممرات وعدم ترك المواقف بشكل مفتوح وتخطيطها فقط بالدهان، وإضافة مطبَّات وحواجز وعمل ممرات ضيقة وغيرها. وأضاف أن هذه الظاهرة منتشرة بشكل غريب في الأحياء السكنية التي بها مواطنون بنسبة 100%، وأن الشباب الذين يمارسون التفحيط بالسيارات أعمارهم بين 16 و20 عاماً، كما توجد أماكن أخرى لممارسة هذه الاستعراضات، والسبب في اختيار الأحياء السكنية المكونة من الفيلات في الغالب أن تلك المساكن واسعة ويكون السكان في داخلها بعيدين عن الباب الرئيسي، كما تكون الحركة الخارجية في تلك الأحياء ضعيفة وتكاد تختفي في هذا الوقت، فهؤلاء الشباب يحاولون اختيار مناطق تسهل عليهم ممارسة التفحيط بالسيارة من دون ضبطهم. وطالب سالم بن بهيان بمساءلة قانونية لهؤلاء الشباب ولأولياء أمورهم الذين يسمحون لهم قيادة السيارة، وهم لم يبلغوا السن القانونية، كما يغيبون عن المنزل لأوقات متأخرة بالسيارة من دون أن يسأل ولي الأمر أو يتصل بابنه أو يتفقد وجود السيارة، لافتاً إلى أن الشباب في تلك الفئة العمرية المبكرة غالباً ما يكون متهوراً وطائشاً ويحتاج إلى مراقبة وتوجيه من الأب، فلذلك يجب أن يحاسب الآباء قبل الأبناء وتتم مصادرة السيارات وقبل كل ذلك تنظيم دوريات لضبط المخالفين، وذلك حفاظاً على أرواح الشباب والممتلكات ومظهر المدينة وسلامة واستقرار الأحياء السكنية. ولفت إلى أن تجمعات هؤلاء الشباب في الغالب تكون يومي الخميس والسبت وفي بعض المناطق المعينة التي تسمح لهم بممارسة هذه الأفعال، حيث يمكن إجراء دراسة ومسح ميداني لمعرفة الأماكن، ومراقبتها وضبط هؤلاء الشباب ليكونوا عبرة لغيرهم وحتى لا يصل الأمر إلى انتشار الظاهرة بشكل أوسع من الآن وينعكس سلباً على المجتمع وعلى تلك الفئة الشبابية، حيث إن من يمارسون ذلك يدعون أصدقاءهم، فإذا لم يوجد رقيب أو عقاب فسيغري ذلك بقية الشباب لأن تلك الممارسات لا يحاسب عليها القانون. تحذيرات من تزويد المركبات حذر قسم مرور العين الشباب من القيادة بطيش وتهور، وتزويد مركباتهم بإضافات وتعديلات غير قانونية، لتضخيم أصواتها وزيادة سرعاتها، مما يشكل خطراً بالغاً على أنفسهم، موضحاً أن التزويدات غير الصحيحة والتمديدات الكهربائية لرفع معدلات السرعة في السيارات تزيد من مخاطر اندلاع النيران في المركبات، خصوصاً عند ارتطام المركبة بجسم صلب، ما يتسبب في انفجارها أو حدوث ماس كهربائي مع تسرب الوقود بعد اصطدام المركبة، ودعا قائدي المركبات إلى الالتزام بقانون السير والمرور وبالقوانين والنظم التي وضعت لضمان سلامتهم، لافتاً إلى أنه لا تهاون في تطبيق قانون السير والمرور على قائدي المركبات «المتهورين»، الذين يعرّضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر. مرور أبوظبي: لا تهاون في تطبيق القانون وضبط «المتهورين» طالب العميد المهندس حسين أحمد الحارثي، مدير مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، بدور أوسع للمؤسسات المعنية بالنشء والأهالي؛ لمنع انتشار الممارسات الخطرة والمتهورة التي يقوم بها بعض الشباب والمراهقين في الأحياء السكنية «التفحيط بالمركبات»، والتي تعدّ مخالفة لقوانين وأنظمة المرور، لا سيما في ساعات متأخرة من الليل. وأضاف أن مديرية المرور والدوريات كانت قد اقترحت، لمعالجة هذه المشكلة في وقت سابق بالتنسيق مع حلبة مرسى ياس في إمارة أبوظبي؛ افتتاح ميادين لاستعراض المهارات الفردية لقيادة المركبات، تكون مقصداً لمحبي وعشّاق هذه الرياضة، وفقاً لاشتراطات السلامة العامة. وشدد على استمرار الرقابة المرورية على الطرق الداخلية والخارجية، وتحديداً بالمناطق السكنية المتضررة من هذه الظاهرة غير الحضارية؛ مؤكداً عدم وجود أي تهاون في تطبيق قانون السير والمرور على قائدي المركبات «المتهورين»، الذين يعرّضون حياتهم، وحياة الآخرين للخطر، منوهاً بتواصل الجهود الميدانية من خلال الدوريات المدنية والشرطية، وتشديد الضبط المروري على الطرقات للحد من المخالفات كافة، وخصوصاً المخالفات «الخطرة»، لما تسببه من أخطار كبيرة على الجمهور في حال نجم عنها حوادث. وأكد الحارثي أهمية التعامل المقنّن مع المتورطين في قيادات المركبات بشكل خطر، وآفـة «التفحيط» بين الشباب الذين يمارسونها، مساءً، بالاستعراض بسياراتهم والانطلاق بها بسرعة عالية جداً، مما يسفر عن نتائج مؤسفة فضلاً عن الخسائر في الأموال العامة وإتلاف المركبات. وعـدّد أنواع مخالفات الدرجة الأولى المذكورة بقيادة مركبة تسبب خطراً، أو التسابق على الطريق، وقيادة المركبة بتهور، وقيادة مركبة تسبب خطراً على الجمهور، والهروب من شرطي المرور. وقال العميد الحارثي إن مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي تعزز برامجها وأنشطتها في التوعية؛ بما يسهم في تنمية الوعي الثقافي المروري لدى الشباب حول المخاطر المترتبة على قيامهم بمثل هذه السلوكيات الخاطئة في الأحياء السكنية، وعند صالات الأعراس، وهو ما يؤدي إلى تعرضهم إلى الحوادث المرورية وما ينتج عنها من وفيات وإصابات بليغة، تؤدي إلى الإعاقة. وأشار العقيد حمد ناصر البلوشي، مدير إدارة الطرق الخارجية في مديرية المرور والدوريات، إلى أن أخطار قيادة المركبات لا يتعرَّض لها سائقها فحسب، وإنما قائدو المركبات ومستخدمو الطريق الآخرون، خاصة في حالة فقدان السيطرة على المركبة أو القيام بمناورات خطرة في مناطق سكنية، أو محاولة الهروب من الدوريات المرورية. وحثّ الأسر والجمهور على التعاون مع شرطة أبوظبي للحد من هذه الممارسات الخطرة مع متابعة الأبناء، والتشديد عليهم، وعدم السماح لهم بقيادة المركبات من دون رخصة قيادة أو بطرق استعراضية، ومعرفة أماكن وجودهم ومرافقيهم والإبلاغ عن أي موقع تمارس فيه مثل هذه الحالات. وطالب الجهات المختصة، والجهود المجتمعية، بالتضافر وتعزيز الوعي بين الشباب، والتذكير بأضرار هذه السلوكيات المرورية الخطرة لمكافحتها والقضاء عليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©