أحبطت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي عمليات نصب واحتيال كان متهمان من الجنسية الإفريقية يعتزمان تنفيذها، باستخدامهما أسلوباً مبتكراً عبر استخدامهما جهازاً من صنعهما ادعيا أنه يضاعف الأموال.
وقال الرائد صلاح جمعة بوعصيبة إن الإدارة تلقت معلومات موثوقة المصدر تفيد بأن شخصين من الجنسية الإفريقية يقومان بعمليات نصب واحتيال باستخدام أسلوب مبتكر، وهو جهاز متوسط الحجم يدعيان أنه يقوم بإنتاج العملات ومضاعفة الأموال.
وبناءً على تلك المعلومات وبعد التأكد من جديتها، شكلت الإدارة العامة فريق عمل من المختصين بإدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية تم تكليفه بتعقب النصابين وإعداد كمين أمني للقبض عليهما متلبسين.
وبين أن الفريق أعد خطة عمل مكثفة لجمع بيانات أكثر عن المتهمين والطريقة التي من خلالها سيتم التواصل معهما لافتاً إلى أن الخطة أفضت إلى زرع أحد عناصر الشرطة بين أوساط المتهمين، ممثلاً دور تاجر تعرض لضائقة مالية يرغب بالخلاص من أزمته المالية وانه على استعداد للتعامل معهما بشرط أن يعاين طريقة عمل الجهاز الذي بحوزتهما بشكل عملي من خلال قيامهما بإجراء تجربة أمامه تظهر الكيفية التي يضاعف الجهاز الأموال من خلالها.
وقال إن المتهمين انطلت عليهما الحيلة التي أعدها لهما رجال المكافحة الاقتصادية وطلبا من عنصر الشرطة مبلغاً مالياً لتنفيذ التجربة أمامه، وهو ما وافق عليه ليتم تحديد موعد لإجراء التجربة وتسليمهما الأموال التي طلباها منه.
وأضاف أن اللقاء بين المتهمين وعنصر الشرطة تم بأحد الفنادق الكائنة بمنطقة ديره، حيث حضر المتهمان ومعهما الجهاز وشرعا بتقديم شرح واف عن طبيعة عمل الجهاز وعن قدرته على إنتاج مبلغ (45.000.000) دولار (خمسة وأربعين مليون دولار) شهرياً من خلال إدخال أوراق بيضاء بداخله تتم معالجتها في داخله لتتحول في ظرف دقائق إلى عملات صحيحة عبارة عن أوراق نقدية فئة المائة دولار أميركي.
وتابع أن المتهمين عرضا على عنصر الشرطة شراء الجهاز إذا رغب في ذلك، حيث أنهما باشرا بتنفيذ تجربتهما على الجهاز وطلبا من عنصر الشرطة إدخال ورقة بيضاء اللون في الجهاز خرجت من الجهة المقابلة للجهاز بعد دقائق ورقة من فئة مبلغ 500 دولار.
وبمعاينتها من قبل العنصر تبين له أنها أصلية عندها أعطيت الإشارة المتفق عليها لأفراد الكمين، وتمت مداهمة المكان وتم ضبط المتهمين والجهاز وجلبهما إلى الإدارة، حيث اعترفا خلال التحقيق بالواقعة.
وقال إن معاينة الجهاز أظهرت أنه مصنوع من الخشب تم تغليفه بمواد معدنية فيما يحتوي بداخله على بعض القطع الكهربائية والإلكترونية، موضحاً أن المتهمين أفادا بأنهما يقومان بوضع مبلغ مالي أصلي في الجهة الأمامية للجهاز وعندما يتم تشغيله أمام الضحية وبعد إدخال ورقة بيضاء في الجهاز الذي يقوم بحركة ميكانيكية بدفع الأوراق الأصلية الموضوعة في الأمام وإخراجها، وذلك حتى يتم إيهام الضحية بأن الجهاز يستطيع تحويل الأوراق البيضاء إلى دولارات ويقع في وهم مضاعفة الأموال.
من جانبه، أكد العميد خليل إبراهيم المنصوري مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي، ضرورة التصدي للمشعوذين وضعاف النفوس الذين يقومون بأعمال النصب والاحتيال بهدف الاستيلاء على أموال الناس دون وجه حق.
ودعا الجمهور إلى عدم الانجراف خلف الأوهام التي يروجها المحتالون حول قدراتهم على مضاعفة الأموال واتخاذ التدابير الاحترازية في التعامل مع أي جهة أو شخص مجهول يقوم بمراسلته على بريده الإلكتروني أو هاتفه المتحرك أو الاتصال الهاتفي به، وأن عليه إبلاغ السلطات الأمنية حتى يتسنى لهم اتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص.
ولفت إلى أن العاقل بمقدوره تبيان حقيقة هذه الأساليب من خلال أن المحتالين لو كان بإمكانهم كما يدعون مضاعفة الأموال لما كان لهم حاجة لخوض مثل هذه المغامرات والتعرض لملاحقة رجال الأمن.
عدد اليوم
