الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أرجوك.. افعلها يا صلاح

18 يونيو 2018 22:51
المتابعون لكأس العالم يترقبون اليوم مشاركة مهاجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح في مواجهة منتخب بلاده أمام المنتخب الروسي، حيث كشف الجهاز الإداري عن جهوزيته للمباراة، بعدما غاب عن المشاركة في المواجهة الأولى أمام أوروجواي؛ إذ اكتفى بالجلوس على مقاعد الاحتياطيين. ولست أبالغ حين أقول إن المتابعين لكأس العالم بمختلف جنسياتهم يترقبون إطلالة محمد صلاح، فهو واحد من أهم أربعة لاعبين في مونديال روسيا، إلى جانب ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو، ونيمار، بدليل أنه يستحوذ إلى جانب اللاعبين الثلاثة على جل أحاديث الإعلاميين والجماهير الحاضرة في روسيا، وقد لامست ذلك بوضوح، سواء من خلال تغطية القنوات الفضائية، أو في الأحاديث البينية التي تتم مع الإعلاميين أو الجماهير، يكفي أن يعرف محادثك هنا في روسيا أنك عربي، لينقل دفة الحديث معك إلى «مو صلاح»، خاصة أن الكثيرين منهم لا يتعاطون معه على أنه نجم مصري، بل على أنه اللاعب العربي الفذ. دار حديث قبل أيام بيني وبين مشجع إنجليزي كان يجلس إلى جانبي في «المترو» عن صلاح، وذلك بمجرد أن لفته أنني عربي الملامح، حيث بادر لسؤالي إن كان سيتمكن من المشاركة أمام روسيا، فأشرت له بأن هناك تصريحات رسمية تؤكد مشاركته، فبدت الفرحة واضحة على محياه، قبل أن يسترسل في التمجيد بقيمة اللاعب الفنية، وبأخلاقه العالية، وما فعله مع «الريدز» من حضور باهر قبل أن يختتم حديثه بالتعريض بكلام نابٍ طال مدافع ريال مدريد سيرجيو راموس، إذ يعتقد أنه تعمد إصابته. المفاجأة بالنسبة لي لم تكن في حماسته، وهو يتحدث عن صلاح بكل تلك المشاعر الفياضة، وإنما في اللحظة التي هممت فيها بمغادرة عربة «المترو»، والنزول إلى المحطة، حين عاد ليحدثني وكأنه قد نسي أن يخبرني بشيء مهم حين قال: بالمناسبة أنا لا أشجع ليفربول فأنا من أنصار تشيلسي. مشاركة صلاح اليوم وتألقه في مواجهة روسيا ليسا مهمين للمنتخب المصري وحسب، وإنما هما مهمان له شخصياً من جانب، وللاعب العربي عموماً من جانب آخر، فهي مهمة له ليواصل رحلته الإبداعية، وليسجل بصمة جديدة في مشواره، وليزاحم رونالدو وميسي على الألقاب الشخصية الدولية، وكذلك حتى يرفع قيمته السوقية في بورصة المحترفين، فالمونديال فرصته المواتية ليسجل نفسه كأحد أغلى لاعبي العالم، أما كونها مهمة للاعب العربي، فلأن نبوغ صلاح وتسجيله لنفسه كأيقونة عالمية ستحفز الجيل الجديد من اللاعبين العرب على التعاطي مع كرة القدم والاحتراف عموماً بعقلية مغايرة تماماً، كما سيجعلهم تحت أنظار الأندية الأوروبية، بعدما خلع لهم ابن قرية «نجريج» المصرية كل الأقفال التي توصد الأبواب في وجوههم بتجربته الملهمة والفريدة في حيثياتها، كما فعل قبله الليبيري جورج ويا، والغاني عبيدي بيليه، اللذان كانا أيقونتين للأفارقة من ذوي البشرة السوداء، فهل يفعلها محمد صلاح اليوم؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©