محمد بن زايد يؤكد أهمية قطاع السياحة البيئية الطبيعية والترويج له

أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اهمية قطاع السياحة البيئية الطبيعية والعمل على الترويج له باعتباره رافدا إضافيا للسياحة الوطنية له مقوماته الذاتية المشجعة· جاء ذلك خلال تدشين سموه رسمياً يوم الخميس الماضي منتجع ''جزر الصحراء'' من فئة الخمس نجوم في جزيرة صير بني ياس الذي تديره مجموعة ''أنانتارا ريزورتس أند سبا'' التايلاندية حيث يعد باكورة المرحلة الأولى من مشروع ''جزر الصحراء'' السياحي المتكامل الذي يقدم نموذجا إقليميا وعالميا للتنمية المستدامة الشاملة· ولفت سموه الى أن تنفيذ هذه المشاريع النوعية على جزيرة صير بني ياس التي اشتهرت كأكبر محمية طبيعية وغيرها من الجزر يأتي في إطار توجيهات صاحب الســــــــمو الشــــــــيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' للوفاء بإرث المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' ومواصلة الإنجازات الضخمة والطموحة التي حققها الفقيد على ارض صير بني ياس وجعلها ملجأ آمنا للحياة الفطرية وواحدة من اجمل البيئات الطبيعية في العالم· وأكد سموه اهمية نقل هذا الميراث الاصيل للأجيال القادمة· ونوه سموه الى أن هذه المشاريع تعكس الابعاد الانسانية والحضارية التى تتمتع بها دولة الإمارات وتجسد مدى التزام دولة الإمارات وحكومة أبوظبي خاصة بمسؤولياتها البيئية في جهود التنمية المستدامة· ويضع مشروع جزر الصحراء جزيرة صير بني ياس ،مع ثماني جزر طبيعية واقعة قبالة شواطئ المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي يجري تطويرها بواسطة شركة التطوير والاستثمار السياحي،على خريطة أبرز الوجهات السياحية في العالم ويطرح صياغة فريدة لمفاهيم استثمار المقومات والثروات الطبيعية· حضر حفل التدشين سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان رئيس الطيران الأميري ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة السياحة بأبوظبي ومعالي محمد أحمد البواردي الامين العام للمجلس التنفيذي وعدد من كبار رؤساء ومديري الهيئات الحكومية والخاصة في أبوظبي· واطلع سموه والحضور على معرض مخططات المراحل التالية لتطوير عدد من المشاريع السياحية النوعية التي ستنفذ في جزيرة صير بني ياس وعدد من الجزر القريبة والتي تضم تشكيلة فريدة من المشاريع الترفيهية والسياحية الراقية والمرافق العلمية والثقافية ومجموعة من الانشطة الرياضية والتى من المنتظر أن تكون مقصدا لأفواج سياحية مولعة بالحياة الفطرية ورحلات المنتجعات الطبيعية ذات الانشطة المتنوعة والمناظر الخلابة والخدمات الراقية· واستمع سموه الى شرح من مسؤولي شركة التطوير والاستثمار السياحي عن نوعية المشاريع ومراحل سير تنفيذها على جزيرة صير بني ياس والتي سيتم إنجازها في عام 2014 وتشمل قرابة 6 فنادق ومنتجعات وواجهات بحرية للممارسة الرياضات البحرية ومخيمات طبيعية للرحلات وقرى سكنية على طراز التراث العربي الاصيل وتشكيلة من القنوات المائية والخلجان والمراسي والتي ستضفي أبعادا جمالية اخرى للجزر ومدينة توليد الطاقة النظيفة للجزر بواسطة شركة مصدر لطاقة المستقبل حيث روعي في تصميم المشاريع أن تكون صديقة للبيئة وتحافظ على مقومات التنمية المستدامة مع الاستغلال الامثل للطاقات البشرية· كما تعرف سموه على مشروع مركز جزر الصحراء التعليمي بجزيرة دلما الذي يضم اكثر من 500 طالب وطالبه والذي جاء ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' والفريق أول ســــــمو الشــيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بضرورة إشراك وتمكين أبناء جزيرة دلما والمنطقة الغربية بالمساهمة الفاعلة في إدارة المشاريع المنفذة وتقديم الخدمات المتنوعة من خلال تأهيلهم ورفع مستوى المهارات التعليمية من خلال برامج تعليمية وإدارية متطورة تعتمد على استخدام الحاسوب واللغة الإنجليزية· حيث من المتوقع عند اكتمال وانتهاء المشاريع في جزر الصحراء الثماني عام 2018 أن توفر اكثر من 6500 وظيفة لأبناء وأهالي الجزر والمنطقة· وبحسب ما ذكره مسؤولون في شركة التطوير والاستثمار السياحي، ستشمل المراحل القادمة لتطوير جزيرة صير بني ياس إنشاء ما يتراوح بين 4 و6 فنادق ليصل العدد الاجمالي للغرف الفندقية بالجزيرة الى نحو 1500 غرفة بحلول العام ،2014 مشيرين الى أن هذه الخطط تعتمد على جذب ''سياحة النخبة'' ولا تقوم على بناء منشآت سياحية ضخمة او جذب أعداد كبيرة من السياح نظراً للحياة الطبيعية التي تتمتع بها الجزيرة· كما أشاروا الى وجود خطط لتحويل ما يتراوح بين 75% و80% من احتياجات الطاقة بالجزيرة الى اساليب الطاقة البديلة من خلال مشروع مشترك مع شركة ''مصدر'' سيتم الإعلان عن تفاصيله خلال الفترة المقبلة، فيما يتوقع أن يوفر مشروع ''جزر الصحراء'' عند إنجازه بالكامل نحو 6500 فرصة عمل جديدة· وتعد ''صير بني ياس'' محمية طبيعية تضم نحو 22 ألف حيوان بري تعود لأكثر من 23 فصيلا، كما تضم نحو 2,5 مليون شجرة ونبتة اضافة الى حوالي 18 ألف شجرة نخيل، وتمتد الجزيرة على مساحة تبلغ 87 كيلو مترا مربعا، وهي تفوق حجم جزيرة أبوظبي، فيما تبعد عن العاصمة بنحو 170 كيلو مترا، وقد أسس الجزيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة· وفي تصريح صحفي عقب تدشين المشروع قال مبارك المهيري العضو المنتدب لشركة التطوير والاستثمار السياحي إن سمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، وجه بمراعاة كافة الجوانب البيئية الخاصة بالمشروع، مشيرا الى أن هدف حكومة أبوظبي من هذا المشروع هو إيجاد منتجع سياحي يوضع على خريطة العالم كوجهة سياحية تعتمد على البيئة الطبيعية بشكل رئيسي من خلال المحافظة على حياة الحيوانات والنباتات الطبيعية والمحافظة عليها· واضاف أنه من المتوقع اكتمال المشروع بصورة كاملة خلال فترة تتراوح بين 7 و8 سنوات، مشيرا الى أن المشروع يقوم على تحقيق التوازن بين الاحتياجات السياحية المتمثلة في إنشاء الفنادق والمنتجعات والمرافق الاخرى، وبين الحياة الطبيعية وتوفير البيئة الملائمة لحياة الحيوانات والنباتات البرية الموجودة بالجزيرة· وفي رده على سؤال لـ ''الاتحاد'' حول نوعية السياح الذين يستهدفهم المشروع قال مبارك المهيري ''نهدف الى جذب السياحة الراقية من خلال السياح الراغبين في الاطلاع على البيئة الطبيعية والخدمات الملائمة للبيئة''، مشيرا الى أن الخطط تشمل ايضا خفض تكلفة الطاقة المستخدمة بالجزيرة لتحقيق التوازن بين البيئة الطبيعية واحتياجات المشاريع السياحية· من جهته أشار لي تيبلر الرئيس التنفيذي في ''شركة التطوير والاستثمار السياحي'' إلى أن افتتاح المرحلة الأولى من ''جزر الصحراء'' يشكل خطوة مهمة وعلامة فارقة في مسيرة الشركة وخطط تنمية المنطقة الغربية بصورة عامة· وقال'' نفخر بتدشين جزيرة صير بني ياس بوصفها باكورة الوجهات السياحية التي تقدمها شركتنا للعالم ويكتسب هذا الإنجاز أهمية إضافية لاسيما أننا نجحنا بتحقيقه في غضون أقل من ثلاث سنوات على إطلاق نشاط شركتنا ويعتبر المشروع ركيزة أساسية لتطوير المنطقة الغربية وتجربة رائدة بحد ذاتها في كيفية الاستفادة من المقومات السياحية والطبيعية لهذه المنطقة وفق خطط مستدامة''· واختتم تيبلر ''وضعنا نصب أعيننا تزويد زوار جزيرة صير بني ياس بتجربة سياحية فريدة خلال جميع مراحل رحلتهم وأثناء إقامتهم في هذه الوجهة التي تساهم في إعادة تعريف السياحة البيئية المستدامة التي تتعايش بتناغم وسلام مع جميع عناصر الطبيعة المحيطة مما يجعلها مقصدا مثاليا لقضاء العطلات وتجربة نمط حياة نقي وهادئ بعيدا عن ضغوط المدينة والحياة المعاصرة·'' وكان فندق ''أتانتارا جزر الصحراء'' قد افتتح ابوابه اوائل اكتوبر الماضي، قبل التدشين الرسمي، وسجل خلال الشهر الماضي معدلات إشغال تتراوح بين 65% و70% بحسب ما ذكره باسم تركاوي مدير ادارة العلاقات العامة في شركة التطوير والاستثمار السياحي، الذي اشار الى أن الايام الاخيرة من الاسبوع الماضي شهدت معدلات إشغال وصلت الى 100%· واشار تركاوي الى أن الفندق يدار من قبل مجموعة اتانتارا ريزورتس اند سبا التايلندية، مشيرا الى أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اطلع خلال زيارته للجزيرة ايضا على المبنى الجديد للمسافرين عن طريق الجو الذي سيتم إنشاؤه مستقبلا بالقرب من مدرج الطائرات الموجود حاليا بالجزيرة· واضاف إن الوصول الى الجزيرة في الوقت سيكون متاحا عن طريق البحر او باستخدام طائرات برمائية ستنطلق من مطار ابوظبي الدولي عن طريق خدمة تديرها شركة ''امباير افييشن'' التابعة للاتحاد للطيران، مشيرا الى أنه سيتم فتح باب الحجز في هذه الرحلات ابتداء من اوائل شهر ديسمبر المقبل· يذكر أن جزيرة صير بني ياس تقع بمحاذاة ''جبل الظنة'' في المنطقة الغربية، ويمتد الطريق البري على 250 كيلومتراً بالسيارة من العاصمة أبوظبي الى جبل الظنة، تتبعها 15 دقيقة رحلة بالقارب للوصول إلى الجزيرة· وسيكون من الممكن الوصول جوا إلى الجزيرة في رحلة تستغرق 50 دقيقة فقط بواسطة رحلات مباشرة بطائرات برمائية خاصة، ومن المتوقع انجاز كافة مراحل التطوير الخاصة بالجزيرة خلال عامي 2013 و2014 بحسب ما ذكره تركاوي· وأوضح باسم تركاوي أنه يتم حاليا الاستعداد لتنفيذ خطط لتحويل ما يتراوح بين 75% و80% من احتياجات الطاقة بالجزيرة الى طرق الطاقة البديلة من خلال مشروع مشترك مع شركة ''مصدر'' سيتم الاعلان عن تفاصيله خلال الفترة المقبلة، مشيرا الى أن ذلك يأتي بهدف المحافظة على الطبيعة البيئية التي تتمتع بها الجزيرة· يذكر أن الجزيرة تضم حاليا محطة للطاقة البديلة توفر ما يتراوح بين 2% و3% من احتياجات الجزيرة من الطاقة، كما تضمن الانظمة المطبقة بالجزيرة المحافظة على الحياة الطبيعية والهادئة بالجزيرة· واضاف تركاوي أن تطوير مشروع جزر الصحراء الذي يضـــم 8 جزر طبيعية سيجعل من المنطقة معلما مهما للسياحة الطبيعية، مضيفا الى أن المشروع يشمل ايضا محميات للحياة البحرية والدلافين التي سيتم تنفيذ مشاريع لها في جزيرتين من الجزر المعروفة باسم ''ديسكفري''· واشار الى ان تطوير الاجزاء الاخرى الخاصة بالمشروع تشمل إحداث نقلة في جزيرة دلما، مشيرا الى أن خطط تطوير جزيرة دلما تشمل إشراك سكان الجزيرة البالغ عددهم نحو 5000 شخص في عملية التنمية، مشيرا الى أنه تم افتتاح مركز جزر الصحراء التعليم في الجزيرة مؤخرا والذي يقدم برامج اكاديمية وتدريبية متخصصة للملتحقين به· واضاف أن توجيهات صاحب الســـــــــمو الشـــــــيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وتعليمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تركز على ضرورة تطوير مهارات سكان جزيرة دلما من خلال برامج مختلفة، مشيرا الى أن المركز التعليمي شهد إقبالا فاق التوقعات حيث التحق به حتى الآن نحو 500 طالب في تخصصات تشمل الدراسة باللغة الانجليزية وبرامج للحاسوب وتخصصات في الادارة· واضاف إن المركز سيحظى خلال الفترة القريبة القادمة بتخصصات توفر شهادات معترفا بها عالميا من قبل مؤسسات تعليمية، مشيرا الى انه سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقا· يذكر أن جزيرة صير بني ياس تضم نوعيات نادرة من الحيوانات المعرضة للانقراض مثل المها العربي، حيث تضم الجزيرة نحو 20% من هذا النوع من الحيوانات بالعالم، وتضم الجزيرة فريقا مكونا من نحو 200 مختص يعملون على المحافظة على هذه الحيوانات، وتبعد الجزيرة مسافة 5 كيلو مترات عن جزيرة دلما، التي يتم من خلالها تزويد صير بني ياس بالاحتياجات الغذائية التي تبلغ نحو 40 طنا يوميا· وتعد ''جزيرة صير بني ياس'' إحـــــدى معـــــالم إرث المغــــفور له بإذن اللـــــه الشــــــيخ زايد بــــــن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''، وجهوده لحماية البيئة، والتزامه بتحويل هذه الجزيرة إلى محمية آمنة للسلالات النادرة من طيور وحيوانات ونباتات الجزيرة العربية· ويشغل حالياً ''المنتزه العربي للحياة البرية'' حوالي 75% من مساحة الجزيرة، حيث يضم عدداً كبيراً من قطعان الحيوانات البرية النادرة ومنها أكبر قطيع في العالم من حيوان المها العربية (400 حيوان من هذه الفصيلة)· وتتولى شركة التطوير والاستثمار السياحي، المملوكة بالكامل من قبل ''هيئة أبوظبي للسياحة'' تطوير جزر الصحراء بصفة مطور رئيسي