يعتبر القائد في عالم كرة القدم مثالاً للأفضل بين اللاعبين والأكثر حضوراً في الجانب الذهني، بالإضافة إلى قوة الشخصية والقدرة على صناعة الفارق في مجمل الظروف، فضلاً عن تخفيف الضغوطات على زملائه اللاعبين، وامتصاص الصدمات، ومدهم بالعزيمة والإصرار والحماس لمواصلة الجهد وبذل المزيد في سبيل تحقيق النتائج الإيجابية، ومن هنا يظهر قائد المنتخب الكرواتي لوكا مودريتش، الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته بقميص منتخب بلاده في أول ظهور للكروات في كأس العالم، عندما برع في قيادة فريقه لحصد النقاط الثلاث الأولى بكل استحقاق، موجهاً لاعبي فريقه نحو بر الأمان.
أظهر مودريتش نجم ريال مدريد الإسباني مستوى متميزاً بعد التغلب على نيجيريا بهدفين، وجمع أول ثلاث نقاط في دور المجموعات أمام منافس قوي، وشكل مودريتش من خلال هذه المباراة حلقة وصل متكاملة بين الدفاع والهجوم، نجح في تنظيم إيقاع اللعب بشكل متميز وتوزيع كرات بالصورة الصحيحة، بجانب زميله في الفريق إيفان راكيتش نجم برشلونة، كان مودريتش كمهندس خط الوسط في منتصف الملعب يصنع الكرات في جميع الأطراف، وساهم في تسجيل الهدف الأول بتنفيذه للكرة الركنية، بالإضافة إلى تسجيله للهدف الثاني من ركلة الجزاء المحتسبة لمنتخب بلاده.
ويكمل مودريتش عامه الـ33 في سبتمبر القادم، دافع عن قميص منتخب بلاده منذ عام 2008 وتحديداً في بطولة يورو من ذلك العام، الذي كتب خلالها شهادة ميلاده مع المنتخب الكرواتي، وخاض مباراته الـ107 بقميص المنتخب في مباراته الأولى في هذا المونديال، سجل خلالها 13 هدفاً، ويعد أحد أكثر اللاعبين تمريراً للكرات في الدور الأول حتى الآن بعدد 56 تمريره بنسبة نجاح بلغت 92%، من أصل 177 لمسة للكرة خلال الـ90 دقيقة الأولى أمام نيجيريا، وتنتظر كرواتيا مباراة مهمة أمام المنتخب الأرجنتيني، الذي يسعى لتحقيق الفوز من خلالها لضمان التأهل على الرغم من أن المنافس قادم من تعادل مر أمام آيسلندا، وهو ما يجعل مودريتش رفاقه يطمحون لتحقيق نتيجة إيجابية ثانية، تضمن وصوله إلى الدور الثاني وما لم يحققه المنتخب في آخر 3 مشاركات.
عدد اليوم
