الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنبل الهوايات على مر التاريخ أصول وجذور الصيد بالصقور

أنبل الهوايات على مر التاريخ أصول وجذور الصيد بالصقور
8 نوفمبر 2008 23:41
عرفت رياضة القنص بالصقور في منطقة الخليج العربي منذ القدم كأنبل الهوايات على مدار التاريخ، والصقارون يصطادون بالصقور التي يهتمون باقتنائها وتربيتها والعناية بها، ويستخدمون كل مهارات وفنون الصيد لترويض الصقر البري 10 ليصبح صيادا ماهرا ومرافقا جيدا· واقتناء الصقور والقنص بها ظاهرة تراثية متغلغلة في الوجدان والثقافة الإماراتية والخليجية، وتمثل جانبا مهما من التراث العربي · رجائي سعيد أبوعفش، صاحب مزرعة للصقور في ستالزبورج بفرنسا، وصاحب خبرة طويلة تمتد إلى أكثر من عشرين عاما في هذا المجال، وقام بإنشاء مزرعته منذ خمسة عشر عاما، وتنتج ما بين 70-80 طائر سنويا من كافة الأنواع، والطير الواحد من نوع''جير'' يباع بمبلغ يتراوح بين 25 إلى 50 ألف دولارا، ويكلف المزرعة حوالي نصف سعره، ما بين تغذية ورعاية صحية وضرائب، وتعد الإمارات وقطر والبحرين والسعودية على الترتيب أهم الأسواق، نظرا لارتباط هواية القنص واقتناء الصقور بتراث منطقة الخليج العربي· طرق ووسائل يضيف أبوعفش: المربون يحصلون على الصقور عن طريق الشراء أوبالتبادل مع الغير، أو باصطياد الصقور نفسها، وهناك أكثر من طريقة معروفة لأسر الصقر، الأولى باستخدام ''الكوخ والشرياص'' وهى عبارة عن حفرة مغطاة بسعف النخيل أو ماشابهه ويدخل بها الصياد الذي يسمى بالطاروح ، ولا بد من وجود فتحات ليتمكن من رؤية الشباك المحيطة بالكوخ ، ويستخدم غالباً في هذه الطريقة طائرا يسمى ''الشريص'' بعد أن يقطب أجفان عينيه، ويربطه بخيط قوي ويعلق في أرجله جلد وريش طير وشبكا صغيرا لكي يبدو وكأنه يحمل صيدا· فيطير ''الشريص'' حتى يصادف صقرا جائعا ، فينقض عليه وعلى الريش التي فيها شبك، فتطبق على أصابع الصقر، ويصبح أسيرا، ومن طرق صيد الصقر المشهورة ''الصيد بالحمامة والشبكة'' التي تنصب في الهواء وبداخلها حمامة، وهى مصنوعة من خيوط نايلون متينة ورفيعة، ومربوطه بخيط نايلون طويل إلي عقدة وتدية في الأرض قريبة من مخبأ الصياد، حيث تلفت رفرفتها بأجنحتها انتباه الصقر الذي يسارع إلى الانقضاض عليها والهبوط بها الي سطح الارض· وعند انهماكه في افتراسها تكون مخالبه قد علقت بخيوط الشبكة فيبدأ الصياد بسحب الخيط إلى أن يصبح الصقر في متناول يده فيسارع إلى مسكه، وتقطيب عينيه بالبرقع، أوعن طريق الشبكة الأرضية العرضية، التي تنصب في حالة رؤية الصقر، وبعكس الهواء ، وهي عبارة عن عمودين ينصبان بينهم مسافة معقولة ثم تثبت الشبكة عليها وتوضع الحمامة في مقدمتها فيأتي الصقر طالبأ الفريسة فيقع بها· مراحل التدريب يقسم أبو عفش مراحل تدريب واقتناء الصيد لغرض القنص الى الأشهر الستة الأولى والتي يصبح فيها الصقر مكتملاً للنمو ومؤهلاً للتدريب والطيران والقنص، وقبل انتهاء الأشهر الستة الأولى يدرب الطير في الخلاء الحر ما بين 5 - 7 أسابيع حتى يعتاد ويألف صاحبه، ثم يدرب على القنص داخل شبرة وهي شبكة كبيرة بمساحة نصف ملعب كرة القدم، وحيث يقدم له الطيور الحية للتدريب على اصطيادها، بعدها يعاد الى الصيد في الخلاء· أما علي حمد البادي هاوٍ من قطر فيضيف: بلا شك أن الطائر الذي يتربى في مزارع أوروبية ذات المناخ البارد، فإنه يحتاج الى وقت للتأقلم والتكيف مع البيئة الجديدة في منطقة الخليج العربي حيث ارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة، وإن لم يلق الرعاية الصحية الكافية فإنه يصبح معرضاً للهلاك، ويشير الى أهمية تدريب الصقر جيداً قبل الخروج به الى رحلات القنص الحر وإلا تعرض للفقدان· يقول سالم ناصر القحطاني'' مرب وهاو من السعودية'': ''هناك من الصقور أنواع كثيرة أشهرها''الحر الصافى''، ويقصد به صافى الوجه من السواد أو''الدعوج''، والثاني ''الحر الفارسى'' ويتميز عن الصافى بتشديد ريش الجناح ووجود نقش على الذيل، و''الحر الشامى'' ويتميز عن الصافى والفارسى بريش خفيف أسفل الظهر، ولايوجد في ذيله نقوش، و''الجرودي'' ويتميز بالنقوش على الظهر بشكل واضح أشبه بدق الابر، وليس بالدق المخطط وقلة الدعوج بالوجه، أما''السنجاري أو'' السنياري'' وهو حر متميز جدا، وينسب الى جبل سنجار بالعراق، ومثله الحر الحوراني نسبة الى جبل حوران في سوريا، وأخيرا نوع الـ ''الجير'' وهو متميز،لسرعته الفائقه ، وأصبح يهجن مع ''الشاهين لانتاج صقور سريعه جدا، والبعض يعتبر الجير مهجنا وهذا خطأ· أما ''الشاهين'' فيعد من الطيور البحرية التي تعيش على الشواطئ ، ويتغذى على طيور الماء ، وله توابع من نفس الفصيلة تسمى '' وكرى الشواهين '' ثم يليه '' تبع الشواهين '' وهو طائر سريع الغضب وإن كان قابلا للتأديب والتعليم إلا أنه يحتاج إلى المعاملة الرقيقة والرفق، وهو أقل من الحر تحملا للشقاء والتعب، ويعد من أسرع الجوارح كلها على الطرد في المسافات القصيرة، ومن أحسنها تقلبا في الجو وأجودها إقبالا وإدبارا وراء الصيدة وأشدها ضرواة على الطرد ، ولكن الحر يمتاز عنه بالجودة في الطرد على المسافات الطويلة وطول النفس· وألوانه: الأسود الخالص والأسود الرأس والظهر وبطنه ممتزجة بالأبيض، والشاهين يصيد ما يصيده الحر· ويحتاج وقتاً أطول من الحر لحدة مزاجه وعدم استجابته ، أما''وَكْرِى الشَوَاهِين'' فيتميز بقرب شكله من الشاهين ، ولكن يختلف عنه في طلاقة أصابعه وامتدادهم وإن قدميه وخياشيمه صفراء اللون، وهو قابل للتعليم ومزاجه أبرد من مزاج الشاهين، ويتبع في تعليمه نفس الأسلوب وهو يصيد الحبارى والكروان والأرنب، و''تَبْع الشَوَاهِين'' فهي السلالة الثالثة من وهو أقل منه ومن الوكرى حجماً ووزناً، وهو صغير الفم، وأرجله نحيلة صفراء وحجم رأسه صغير، ومزاجه أبرد من الشاهين وهو أرقط اللون والصدر، والبطن منقطة بالبياض، ويكثر على ساحل البحر ويتغذى على طيور البحر والبر، وتدريبه أسهل من''الشاهين''· وأضاف: عندما أحصل أو أصطاد صقرا فإنني أهتم به صحيا، وأقوم بمراقبة حالته العامة وحيويته، وتنظيفه وتدريبه بانتظام في شباك كبيرة، وحمله معي عند لقائي بالأصدقاء، حتى يألف الناس، ويعتاد الحركة، ومن ثم اطلاق اسم معين عليه، وأكرره عليه حتى يعتاده، ومن الممكن أن يصبح الصقر ''الفرخ'' جاهزا للصيد خلال ''6 إلى ''7 أشهر، ومن الأهمية أن يألف صاحبه جيدا قبل الخروج به للصيد· ومن الأهمية أيضا الاستمرار على التدريب حتى يحافظ الصقر على لياقته البدنية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©