الموضة والإيجارات ترفعان أسعار العباءات

عكست العباءة في دولة الإمارات هوية المرأة الإماراتية، ومنذ القدم كانت العباءة ببساطتها تهدف إلى الستر، ومع مرور الأيام تطورت العباءة، فزادت النقوش واختلفت نوعية الأقمشة لتبرز المرأة الإماراتية بمظهر تحافظ فيه على أصالتها وتواكب في الوقت نفسه متطلبات عصرها الحالي· ولكن ماذا لو أن هذا الرمز الإماراتي الأصيل وقع أيضاً فريسة لموجة ارتفاع الأسعار؟ ترى مريم خميس: ''تُباع العباءة في المحال والمراكز التجارية بضعف السعر الذي تباع به عادة في أسواق العباءات المحلية، وفي هذا استغلال للفتيات المواطنات اللواتي يشكلن النسبة الأكبر من جمهور هذه العباءات''· التباهي بالاسم وتقول أمل الريامي إن الاسم التجاري للعباءة يلعب دوراً في اختلاف الأسعار بين عباءةٍ وأخرى، بل يصل الأمر إلى حد أن تتفاخر بعض النساء، بأسعار وماركات عباءاتهن، لأنهن يجدن في العباءة المرتفعة السعر تميزا لهن يستحق التباهي به· ريم سعيد تؤكد أنها رأت نفس التصميم لعباءتين ولكن في محلين مختلفين إلا أن العباءة الأولى تختلف عن سعر العباءة الأخرى بفارقٍ كبير، وعندما سألت عن السبب تبين أن المحل ذا العباءة الأغلى سعراً يقع في مركز معروف من المراكز التجارية، بينما ينتمي المحل الآخر إلى الأسواق العادية، مما يعني أنّ موقع المحل هو المحدد الأساسي لسعر العباءة · رأي التجار ومن الناحية الأخرى فإن للتجار رأياً آخر، يقول أبوراشد الذي أمضى أربعة وعشرين عاما في بيع وتفصيل العباءات النسائية في الإمارات: ''عاصرت كل التغيرات التي مرت بها العباءة الإماراتية بدءاً من نوع القماش المستخدم في خياطتها وحتى أسعارها التي باتت تزداد يوما بعد آخر''· ويتابع: ''تتراوح أسعار العباءات ما بين 300 إلى 7 آلاف درهم حسب نوع القماش أو التطريز الذي تطلبه الزبونة، فالقماش الهندي يعد أرخص أنواع ''الخام'' لتفصيل العباءة، بينما يعد الخام الياباني من أجود أنواع الأقمشه التي يزداد سعرها لازدياد الطلب عليها''· وعن أسباب ارتفاع أسعار العباءات يقول أبوراشد: ''الإيجارات هي السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار، حيث يبلغ إيجار المحل في الأماكن العادية 50 ألف درهم، بينما تصل إيجارات بعضها في المراكز التجارية 800 ألف درهم''· التاجر مدحت مروان يعمل منذ 15 سنة في مجال خياطة العباءة الإماراتيه، ويقول: ''غلاء المعيشة بشكل عام هو عامل الضغط الرئيسي الذي يدفع التاجر لأن يرفع الأسعار، ويكون على المستهلك أن يدفع الفرق، ذلك أنّ ارتفاع الإيجار، وأجرة الخياط، وقيمة القماش المستعمل في الخياطة، كلها أسباب منطقية عند التاجر لرفع الأسعار