الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

92 ألف وثيقة «تفضح» أسرار الحرب في أفغانستان

92 ألف وثيقة «تفضح» أسرار الحرب في أفغانستان
27 يوليو 2010 00:01
أثار موقع “ويكيليكس” المتخصص في الاستخبارات أمس زوبعة سياسية ضخمة بعد نشره عشرات الآلاف من المستندات السرية التي تلقي الضوء على الحرب في أفغانستان وتفضح أسرارا حول الضحايا المدنيين والعلاقات بين ايران وأجهزة الاستخبارات الباكستانية ومتمردي “طالبان”. واستنكر البيت الأبيض بشدة نشر هذه الوثائق قائلا “إنها تهدد الأمن القومي الاميركي. وأعربت بريطانيا عن الأسف جراء ما نشر، بينما قالت المانيا إنها تعتزم مراجعة الوثائق. وأدانت باكستان ما ورد في الوثائق قائلة “إنها لا تعكس ما يحدث على الأرض”. وتم نشر حوالى 92 ألف وثيقة تغطي الفترة بين 2004 و2009 بعد نقلها من الموقع الى “نيويورك تايمز” الاميركية و”الجارديان” البريطانية و”دير شبيجل” الاسبوعية الالمانية. وأبرز هذه الوثائق التي يعود مصدرها خصوصا الى السفارة الأميركية في كابول تتحدث على سبيل المثال عن نفوذ متنام لايران في أفغانستان عبر دعم المتمردين، وعن فساد واسع النطاق يعوق مكافحة التمرد. وأشارت “نيويورك تايمز” الى أن هذه المستندات تبرز بكثير من التفاصيل الأسباب التي جعلت من عناصر “طالبان” بعدما أنفقت الولايات المتحدة حوالى 300 مليار دولار في الحرب أكثر قوة من أي وقت منذ 2001”. أما “الجارديان” فقد ركزت على وثائق تحصي فقط مقتل 195 قتيلا مدنيا وهو رقم أقل بكثير على الأرجح لأن عددا كبيرا من الأحداث تم حذفها من التقارير اليومية للقوات على الأرض”. ويعود السبب في غالبية الوفيات الى نيران جنود أصابهم التوتر في مراكز مراقبة. ولكن تم كشف حالات أخرى مثل قتل رجل أصم أبكم بينما كان يحاول الفرار بعدما أصابه الهلع عندما وصل فريق من وكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي إيه) الى قريته وأمره بالتوقف دون أن يكون في وسعه أن يسمع الأمر. أما أبرز الوثائق حساسية فكان اتهام باكستان بالسماح لعناصر أجهزتها الاستخبارية بالتعامل مباشرة مع عناصر “طالبان”. وحسب “نيويورك تايمز” فان عملاء استخبارات باكستانيين ومتمردين يلتقون بصورة منتظمة أثناء دورات تتعلق بتدريبات سرية على الاستراتيجية تهدف الى تنظيم شبكات من مجموعات يقاتلون الجنود الاميركيين في أفغانستان، حتى أنهم يعدون مؤامرات تهدف الى اغتيال قادة أفغان”. وحسب إحدى هذه الوثائق، فإن المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الداخلية الباكستاني حميد غول قد يكون التقى متمردين في يناير 2009 بعد مقتل زعيم “القاعدة” زمراي المعروف باسم أسامة الكيني في باكستان. وللثأر لمقتله، أعد المتمردون هجوما نفذ بواسطة سيارة مفخخة نقلت من باكستان الى افغانستان. وأفادت إحدى الوثائق “ان ايران تشارك في السر في الحملة ضد القوات الدولية في أفغانستان عبر تزويد طالبان بالمال والسلاح والتدريب”. وجاء في الوثيقة التي استندت بأغلبها الى معلومات قدمها جواسيس ومخبرون مقابل أجر وكتبها ضابط رفيع “ان ايران اتخذت سلسلة إجراءات لتوسيع نفوذها وتعزيزه في أفغانستان عبر تقديم رشاوى بملايين الدولارات الى نواب أفغان والعمل من أجل إخراج وزراء إصلاحيين من الحكومة”. وجاء في وثيقة أخرى صدرت في مارس 2009 تأكيد الاستخبارات الاميركية ان مجموعة من أكثر من 100 متمرد أفغاني وأجنبي ذهبت من ايران الى أفغانستان لشن عمليات انتحارية. وورد في تقرير صادر في فبراير 2005 “ان الحكومة الإيرانية قدمت لكل من قادة التمرد مكافأة من 1740 دولارا لكل جندي يقتل و3480 دولارا لكل مسؤول حكومي”. وأشارت وثيقة أخرى تعود الى يناير 2005 الى أن الاستخبارات الايرانية قدمت ما يوازي 212 ألف دولار أميركي الى الحزب الاسلامي التابع لرئيس الوزراء الأسبق قلب الدين حكمتيار. كما أشار تقرير صادر في يونيو 2006 الى قيام مسؤولين ايرانيين بتدريب مقاتلين من طالبان والحزب الاسلامي في مدينة بيرجند شرق ايران قريبا من الحدود الافغانية. وسارع البيت الأبيض الى إدانة هذه التسريبات بقوة. وقال جيمس جونز مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي “هذه التسريبات غير المسؤولة تعرض للخطر حياة أميركيين وحلفاءنا وتهدد الأمن القومي، ولكن لن تؤثر على التزامنا المستمر بتعميق شراكتنا مع أفغانستان وباكستان”. غير أن السناتور جون كيري الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أكد أن التسريبات تثير تساؤلات جدية حول حقيقة السياسة الأميركية حيال باكستان وأفغانستان”. واضاف “إن تلك السياسات في مرحلة حرجة وهذه الوثائق يمكن أن تبرز الرهانات وتزيد من ضرورة التعجيل في إجراء التعديلات الضرورية لتحسين تلك السياسات”. وقال مسؤول أميركي رفض الكشف عن اسمه “اعتقد ان كل من يتابع هذا الموضوع لن يتفاجأ بالمخاوف حيال الاستخبارات الباكستانية والملاذات في باكستان”. وتابع “ان بعض المعلومات المقلقة المنقولة هي بالضبط ما دفع الرئيس باراك أوباما الى إصدار أوامر بمراجعة السياسات التي استغرقت ثلاثة أشهر ومن ثم تغيير الاستراتيجية”، موضحا “ان ويكيليكس ليست وسيلة إعلامية موضوعية بل هي منظمة تعارض السياسات الأميركية في أفغانستان”. ونفت باكستان ما ورد في الوثائق عن مساعدتها “طالبان” في نشر التمرد في أفغانستان، ووصفت هذه المعلومات بأنه لا أساس لها من الصحة. وقال حسين حقاني سفير باكستان لدى الولايات المتحدة “إن تسريب مثل هذه التقارير من ساحة المعارك تصرف غير مسؤول”، وأضاف في بيان “هذه التقارير لا تعكس سوى تعليقات وشائعات من مصدر واحد تنتشر في جانبي الحدود الباكستانية- الأفغانية وغالبا ما يثبت أنها خاطئة”. وقال مكتب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إن حكومة كابول لم تندهش مما تضمنته الوثائق العسكرية السرية. واوضح وحيد عمر الناطق باسم كرزاي “كان رد الفعل الفوري للرئيس هو إن معظم هذه الوثائق ليست جديدة وإن معظم ما جاء فيها خضع للمناقشة في الماضي ونثيره دائما مع شركائنا الدوليين وإن هذا من شأنه نشر مزيد من الوعي”. وأضاف إن الأمرين الواضحين في معظم الوثائق هما حالات الخسائر المدنية والدور الذي لعبته الاستخبارات الباكستانية في أنشطة زعزعة الاستقرار داخل أفغانستان ونعتقد أن موقفنا تجاه هذين الأمرين أصبح واضحا جدا على مدى السنوات”. وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية “نأسف لأي نشر غير مصرح به لوثيقة سرية..البيت الأبيض أدلى بتصريح، ولن نعلق على مستندات مسربة، وإنما سنواصل حث باكستان على بذل كل ما بوسعها للقضاء على كل المجموعات الإرهابية التي تعمل على الأراضي الباكستانية أو انطلاقا منها”. وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية عزمها فحص الوثائق الأميركية السرية عن الحرب في أفغانستان، وقال نائب المتحدث باسم الوزارة كريستيان دينست “إن هذه الواقعة من الممكن أن تضر بالأمن الوطني للولايات المتحدة والقوات الدولية”. «البنتاجون»: التحقيق في تسرب الوثائق يستغرق أسابيع واشنطن (رويترز) - قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أمس إن البحث في أمر تسرب وثائق عسكرية سرية تخص الحرب في أفغانستان سيستغرق أياما إن لم يكن أسابيع، وإن من السابق لأوانه تقييم حجم الأضرار. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ديف لابان “سنفحص الوثائق لمعرفة حجم الضرر المحتمل لحياة جنودنا وجنود شركائنا في الائتلاف، وما إذا كانت تكشف عن مصادر وأساليب وأي ضرر محتمل للأمن القومي”. وأضاف “سيستغرق الأمر أياما إن لم يكن أسابيع، وهو ما يتوقف ثانية على الطريقة التي أتيحت بها هذه الوثائق فعليا وبات ممكنا النظر فيها”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©