الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موجة نزوح جديدة لأسر سورية إلى لبنان

موجة نزوح جديدة لأسر سورية إلى لبنان
14 مايو 2011 23:40
دمشق، بيروت (وكالات) - سقط 4 قتلى وأصيب آخرون بجروح برصاص قوات الأمن السورية في بلدة تلكلخ قرب حمص أمس لترتفع حصيلة الضحايا الى 13 قتيلاً خلال 24 ساعة رغم ما اعلن عن صدور تعليمات رسمية بعدم اطلاق النار على المتظاهرين. ونسبت وكالة "فرانس برس" الى شهود عيان قولهم "ان قوات الامن تحاصر تلكلخ منذ الصباح وتطلق نيران اسلحتها الرشاشة مما اسفر عن سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى توفي احدهم بعد نقله مع آخرين الى الحدود اللبنانية التي شهدت موجة نزوح جديدة لمئات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال نحو منطقة وادي خالد المجاورة في شمال لبنان هرباً من أعمال العنف. وأكد مصدر طبي لبناني "أن أحد الجرحى السوريين الذين نقلوا الى لبنان توفي في المستشفى الحكومي في القبيات متأثرا بجروح أصيب بها نتيجة طلق ناري، وقال "إن علي باشا من مدينة تلكلخ الذي كان نقل صباحاً الى وادي خالد وهو في حال الخطر توفي بعد الظهر متأثراً بجروحه نتيجة رصاص إصابه في صدره". ورفض المصدر إعطاء اي تفاصيل أخرى عن الشاب الذي لم يحدد عمره. لكنه أشار الى وجود جريح آخر وصل من سوريا الى المستشفى نفسه وهو في حال الخطر. وأفاد الرئيس السابق لبلدية المقيبلة (ضمن منطقة وادي خالد اللبنانية) محمود خزعل الذي يتولى استقبال النازحين السوريين وتأمين انتقالهم "ان اكثر من 500 شخص عبروا منذ الصباح معظمهم من النساء والأطفال اضافة الى معوقين ساعدهم الجيش اللبناني على المرور. وقال خزعل "إنه يعمل مع آخرين على تأمين وسائل النقل للنازحين توصلهم الى الجهة المقصودة في منازل أقرباء لهم في وادي خالد ومشتى حمود والمقيبلة أو حتى الى طرابلس". وأضاف ان الموجودين في الجانب اللبناني يسمعون اصوات اطلاق نار كثيف ومتقطع في الجانب السوري، لكنهم لا يعرفون المصدر، وان القادمين يقولون إن القوى الأمنية هي التي تطلق النار وتطوق تلكلخ". وشاهد مراسل "فرانس برس" قبل الظهر نقل ثلاثة جرحى على معبر البقيعة الحدودي في منطقة وادي خالد من الأراضي السورية. كما افاد مسؤول محلي عن وصول جريحين آخرين في وقت مبكر. وشاهد المراسل سيارة إسعاف سورية في الجانب السوري من المعبر ينزل أشخاصا فيها ثلاثة مصابين منها ويضعونهم ارضا ثم يغادرون مسرعين بالسيارة. وعلى الاثر، عمد مدنيون الى حمل المصابين وهم امرأتان وشاب ليعبروا بهم معبر البقيعة سيراً على الأقدام مسافة حوالى خمسين متراً ثم وضعوهم في سيارات اسعاف لبنانية نقلتهم الى مستشفيات لبنانية في المنطقة. وكان قد تم في وقت سابق نقل جريحين آخرين، احدهما الى مستشفى رحال في عكار والآخر الى مستشفى السلام في القبيات. وبين الجرحى امرأة تدعى هالة (30 عاما) رفضت كشف اسم عائلتها مصابة في قدمها، وقد نقلت الى مستوصف وادي خالد اولا قبل نقلها في وقت لاحق الى المستشفى الحكومي. وقالت خالة هالة التي كانت برفقتها عندما أصيبت "اطلق الرصاص علينا بعد ان خرجنا في سيارة من مدينة تلكلخ ما تسبب بإصابة ابنة اختي في قدمها". وتراجعت حركة النزوح بعد الظهر. وقال شهود عيان "ان النازحين كانوا يهتفون الشعب يريد اسقاط النظام فيما بدا الخوف والهلع على وجوه كثيرين. وقال أحد النازحين ويدعى عبد الكريم الدندشي وسط بكاء وصراخ نساء وصلن معه الى الجانب اللبناني "ان النظام الطائفي يقتل أهله داخل سوريا، ورامي مخلوف (ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد) يدفع اموالاً للشبيحة لكي يقتلوا أهلنا". ونفى الدندشي ما ذكر عن اعلان "امارة اسلامية" في مدينة تلكلخ السورية، وقال "ليس هناك إسلاميون.. نحن علمانيون.. التكفيري هو بشار وحزب الله الذي يدعمه". وكانت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة للحزب أوردت معلومات مفادها انه تم اعلان "امارة اسلامية" في تلكلخ تعمل السلطات السورية على تفكيكها. وقال أحد النازحين لوكالة الانباء الالمانية "تلكلخ تتعرض لهجوم من جانب الجيش السوري.. لقد أحضرنا معنا جريحين لكن لا يزال هناك الكثير ممن علقوا داخل منازلهم بسبب القصف الكثيف"، وأضاف الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام "الجيش يقصف القرية الآن وسيبدأ بعد الظهر في حملات الاعتقال". وقال شاهد آخر إن سكان تلكلخ يعملون على معالجة الجرحى بما هو متوافر بين ايديهم في مستوصف طبي بسيط بدلا من نقلهم الى المستشفيات خوفا من اعتقالهم او تصفيتهم، وأضاف "ان قوات الأمن اطلقت النار من حاجز تقيمه على مدخل المدينة على موكب تشييع لاحد قتلى صباحا ما أدى الى اصابة والدة القتيل وثلاثة من أفراد عائلته بجروح". ونقلت "رويترز" عن سكان فارين "انهم شاهدوا جنودا ومسلحين ملثمين موالين للاسد وانهم سمعوا أصوات نيران اسلحة آلية. وقالت امرأة امتنعت عن ذكر اسمها "كانت توجد تظاهرة سلمية في تلكلخ لكن الآن توجد اشتباكات". الى ذلك، قال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا إن العدد الاجمالي للقتلى في احتجاجات الجمعة ارتفع الى تسعة بينهم أربعة في وسط حمص وثلاثة في بلدات حول دمشق واثنان في درعا. وأشار ناشط حقوقي آخر الى ان الوضع مأساوي في المناطق التي حاصرها الجيش السوري في الفترة الأخيرة. ونفى ما أعلنه وزير الإعلام عدنان محمود حول انسحاب الجيش من بانياس ودرعا، وقال "إن الدبابات انسحبت من وسط بانياس لكن الجنود وقوات الأمن ما زالوا منتشرين". وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ان قوات الامن واصلت عمليات اعتقال الناشطين حيث احتجزت أمس المحامية في مجال حقوق الإنسان كاترين التلي بينما كانت في حافلة صغيرة في برزة احد احياء دمشق. وأضاف أن الناشط وائل حمادة زوج المحامية والناشطة الحقوقية رزان زيتونة قد اعتقل ايضاً في دمشق في مقر عمله. وقال إنه تم اعتقال العشرات الجمعة في حي الدرعية بريف دمشق وحمص ومنطقة افران شمالي حلب ومناطق أخرى. وأكدت زيتونة ان عمليات قتل وقعت الجمعة في درعا وضاحية القابون بدمشق ومدينة حمص. وقال ناشط حقوقي آخر إن قوات الامن فتحت النار ايضاً على تظاهرة ليلية في بلدة الميادين الواقعة في شرق سوريا مما أسفر عن إصابة اربعة اشخاص، واضاف ان قمعاً أمنياً زادت حدته في الأيام الأخيرة في منطقة قبلية قرب الحدود مع العراق. وأكد سكان محليون انهم شاهدوا دبابات أمام مساجد في درعا خلال الصباح. وقال ناشطون بارزون إن الحوار الوطني الذي أشار اليه وزير الإعلام لن يكون جاداً الا اذا أفرجت الحكومة عن آلاف السجناء وسمحت بحرية التعبير والتجمع. وقال عارف دليلة الاقتصادي الذي التقى بثينة شعبان مستشارة الرئيس الأسد الأسبوع الماضي "إن هيمنة الجهاز الأمني على الحياة في سوريا يجب ان تنتهي حتى يتم تمثيل الآراء المختلفة"، وأضاف "نحن تعودنا على هذه الحوارات في سوريا حيث يحشد النظام الموالين له في مؤتمر بينما يبقى الرأي الآخر في السجن أو تحت الأرض". أما رسميا، فقالت وكالة الأنباء "سانا" "إن بعض المحافظات شهدت امس الأول عقب صلاة الجمعة تجمعات متفرقة لا سيما في دوما وقطنا وداريا وسقبا والتل وحمص تفرقت جميعها عقب وقت قصير دون تدخل من قوى الأمن والشرطة ودون تسجيل أي احتكاكات". ونقلت عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله "إن عدد الذين سلموا أنفسهم من المتورطين بأعمال شغب وصل إلى 6131 شخصاً في مختلف المحافظات تم الإفراج عنهم بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى الأمن". وأضاف "أن العديد من المتورطين استمروا بالحضور إلى مراكز الشرطة والأمن للاستفادة من المهلة التي حددتها وزارة الداخلية لإعفائهم من التبعات القانونية وعدم ملاحقتهم في حال سلموا أنفسهم للسلطات المختصة. الحريري يدعو الهيئة العليا للإغاثة لمساعدة النازحين بيروت (د ب أ) - أعطى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري أمس تعليماته للهيئة العليا للإغاثة لمساعدة اللاجئين السوريين الذين نزحوا من منطقة تلكلخ السورية باتجاه منطقة وادي خالد شمال لبنان بسبب الاضطرابات، واتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن. وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري إنه أجرى اتصالات بالجهات المعنية لتنسيق الجهود المتعلقة بمساعدة اللاجئين من سوريا، وطلب من الهيئة العليا للإغاثة باتخاذ الإجراءات اللازمة والتنسيق مع هيئة الصليب الأحمر الدولي وكل ما يلزم لمساعدة هؤلاء اللاجئين لاسيما بعد ورود أنباء عن وصول عدد من الجرحى إلى عكار". وتعمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مع وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان حالياً على خطة احتياطية للتعامل مع احتمالات تزايد أعداد الأسر السورية التي تدخل لبنان بشكل كبير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©