الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الهيئة العامة للشباب والرياضة تعيش مرحلة الشيخوخة !

الهيئة العامة للشباب والرياضة تعيش مرحلة الشيخوخة !
8 نوفمبر 2008 23:54
عندما جلس يوسف عبدالله الأمين العام لاتحاد كرة القدم والمستشار بمجلس أبوظبي الرياضي على ''كرسي الاحتراف''، قلت له لست أدري هل أنت الرجل المناسب في المكان المناسب في منصب الأمين العام باتحاد الكرة، أم أن محمد خلفان الرميثي رئيس الاتحاد، قد أهداك هذا الموقع مكافأة لقيادتك الناجحة لحملته الانتخابية؟! ولست أدري إذا حدثتك عن موقعك السابق في الهيئة العامة للشباب والرياضة، كمدير لإدارة الرياضة هل ستتحدث بشفافية، أم أنك دون أن تشعر ستلجأ لأسلوب تصفية الحسابات!! بين هذا وذاك، بين هيئتين، دار الحوار، وإذا أردت الصدق بين ثلاث هيئات بعد أن دخلت رابطة المحترفين على الخط بقوة، إلى جانب اتحاد الكرة والهيئة العامة لشؤون الشباب والرياضة! قبل أن نخوض في التفاصيل، أعترف بأن الحوار كان شائكاً على الجبهات الثلاث، وأن يوسف عبدالله كان صبوراً إلى أقصى درجة، وكان شجاعاً في تحمل مناوشات'' الاتحاد''، التي لم تتوقف من أول كلمة حتى آخر كلمة· عندما بدأ الحوار واتجهت الدفة لا إرادياً ناحية الهيئة العامة للشباب والرياضة، قال يوسف عبدالله سأحرص على أن يكون الحديث موضوعياً أي يتناول المكان وليس الأشخاص قدر الإمكان، وبالطبع لن نلجأ لأسلوب تصفية الحسابات، فهذا آخر شيء أفكر فيه، لأنني عندما أتحدث عن الهيئة فأنا سوف أتحدث عن حقائق، وليس لي حسابات مع أحد حتى أصفيها! المصلحة العامة تتطلب منا الحديث بصراحة، وأنت شخصيا لن تتركني في حالي، إذا حاولت التهرب أو حتى الحديث بدبلوماسية، أنا أعلم ذلك جيداً، لذا فأقول بكل صراحة إن الهيئة الموقرة، قد وصلت لمرحلة الشيخوخة، وأمامها بعد أن وصلت لهذه الحالة الميؤوس منها ثلاثة حلول: إما الوفاة، وإذا اختارت هذا الطريق، فسوف نترحم عليها جميعاً ونأخذ فيها واجب العزاء، وفي هذه الحالة سيكون لزاماً علينا - كجانب أخلاقي- أن لا نذكر سوى محاسن موتانا! أما الحل الثاني فهو يتمثل في أن تعطي دورها للجنة الأولمبية الوطنية لكي تقود هي الرياضة في الإمارات تماماً كما فعلت الكثير من الدول المجاورة·· أما الحل الثالث فهي أن تقرر الهيئة الحياة بدلاً من الموت أو التنازل عن الدور للآخرين·· وعليها إذا أرادت ذلك أن يكون لها دور جديد وواضح يتوافق مع متطلبات الرياضة المعاصرة· على الإخوة المسؤولين بالهيئة أن يدركوا أن الزمن تغير، وأن ما كانت تقدر عليه الهيئة في السبعينيات أو الثمانينيات، لا تستطيع أن تقدر عليه الآن·· فهل الهيئة اليوم تستطيع أن تحل نادياً·· أو هل يمكن أن تكون لها سلطة صريحة وواضحة على أي مؤسسة رياضية مثلما كان في السبعينيات·· في السابق كانت هناك وزارة للرياضة·· وكان بإمكانها الحل والدمج·· كان بإمكانها كل شيء·· حتى المجلس الأعلى كان قوياً ويستطيع·· لكن هذه القوة ليست موجودة حالياً عند الهيئة·· عليها إذن إذا أرادت أن تعود للحياة أن ترجع أكثر قوة، وأن يكون لها دور واضح في دعم المجال الرياضي والاتحادات الرياضية بسلطة واختصاصات تعطيها قوة فعلية وحقيقية بدلاً من أن تكون مثل النعامة التي تشوف الأخطاء وبدلاً من مواجهتها تدفن رأسها في الرمال !! نفدت بجلدي يبتسم يوسف عبدالله ابتسامة خبيثة - ولا مؤاخذة- ويقول ساخراً أي هيئة ياسيدي ! هل تعلم أنني نفدت بجلدي، وكنت مصراً على الرحيل لأي مكان آخر حتى لو لم يكن اتحاد كرة القدم·· لكني أحمد الله على أنه وفقني إلى موقعي الحالي في اتحاد الكرة لأنه المكان الذي أحببته وتمنيته·· هل تعلم لماذا·· لأنني عندما شعرت وأنا في الهيئة أنها وصلت لمرحلة الشيخوخة أردت أن أذهب لمكان آخر أجدد فيه شبابي·· وأعتقد أن اتحاد الكرة برجاله وفي مقدمتهم الرئيس محمد خلفان الرميثي وبمكانته التاريخية سوف يعيد لي حيويتي وشبابي اللذين كادا أن يضيعا هدراً في الهيئة! جيل 1988 ويتنهد يوسف عبدالله قبل أن يقول لي هل تريد أن تدرك حجم المأزق الذي تعيشه رياضة الإمارات·· إذا كنت تريد أن تعرف حجم المأزق ومدى عمق الأزمة وتحديداً الأزمة التي تعيشها الهيئة باعتبارها القائد لرياضة الإمارات·· نعم إذا كنت تريد ما عليك إلا أن تعود بذاكرتك 20 سنة إلى الوراء وتحديداً تعود بذاكرتك لعام 1988 فهل تعرف لماذا هذا التاريخ على وجه الخصوص·· لأن هذه الفترة كانت فترة المجد الإداري·· إنها فترة المجلس الأعلى للشباب والرياضة·· فترة وفرة الرجال الأقوياء·· نعم فترة الرجال·· هل تذكرونهم·· هل تذكرون الأمين العام للمجلس الأعلى سعادة أحمد عبدالله أبوحسين وسعادة سلطان صقر السويدي الأمين العام المساعد وعبدالرحمن الحساوي وأحمد عيسى وعبدالله إبراهيم ود·حمدون وعبدالرحمن العصيمي وبلال البدور وثاني جمعة ويوسف الملا وعبيد سالم وإبراهيم لوتاه وعيسى لوتاه وإبراهيم مراد وخميس سالمين وخليفة سلطان وغيرهم·· أعتقد- والكلام لمحدثي- أن المقارنة لا تجوز أصلاً بين ماهو موجود الآن في الهيئة وبين ما كان في جيل ،88 الموجود الآن ياعزيزي لا يقارن·· فالهيئة أصبحت بيئة طاردة هجرها الناس، وهي الأخرى لم تقصر فأكلت أبناءها الذين بقوا·· وسالفة الدكتور حمدون ورفاقه لم تهدأ نارها بعد! قيادة متخصصة يقول الأمين العام لاتحاد كرة القدم إننا نعاني شحاً في القيادات وفي العناصر المؤهلة·· كنا زمان نعاني شحاً في الإمكانات·· أما الآن فالإمكانات متوفرة والحمد لله، والمشكلة في العنصر البشري المؤهل والمُدرب والمحب والمضحي، نعم نعاني وبصراحة شديدة من غياب القيادات المتخصصة·· فالرياضة الاستراتيجية لا يمكن أن تحقق الطموحات المجتمعية دون الاعتماد الكلي على المتخصصين في المقام الأول· الطوق والجمعيات العمومية بالإضافة إلى ضرورة الاعتماد على الكفاءات المتخصصة·· بحيث يقود الرياضيون أهل الرياصة أنفسهم·· فإن الأوضاع الرياضية لن تنصلح ولن تشب عن الطوق الذي يقيدها ويتسبب في تكبيلها وحبس حريتها، إلا إذا أحيينا دور الجمعيات العمومية· والجمعيات العمومية تؤدي دورها حالياً على صعيد الاتحادات الرياضية·· بينما تغيب تماماً عن عمل الأندية الرياضية·· وهذا بالطبع تناقض أو نقص لازالت تعاني منه رياضة الإمارات في أهم قطاعاتها وهو القطاع الأهلي· من المفترض أن الهيئة لا تكون لها أي سلطة على الاتحادات والأندية الرياضية بحكم اللوائح والقوانين الدولية·· وعندنا في الإمارات الآن فالأندية تتبع المجالس الرياضية·· ويجب في نفس الوقت وحتى تنتظم المنظومة أن تكون مرجعية الاتحادات الرياضية للجنة الأولمبية وليس للهيئة·· وأن يتوقف دور الهيئة على الدعم المادي الذي يجب أن يتحول من الهيئة إلى اللجنة الأولمبية المناط بها توزيعه على أسس فنية تعلمها اللجنة جيداً بحكم تخصصها وطبيعة دورها· هذا هو المفروض أن يكون ·· فالهيئة الموقرة مسؤولة عن توفر الدعم وتوفير الغطاء الرسمي وإضفاء الشرعية على بعض القرارات المأخوذة من الجمعيات العمومية·· نعم الجمعيات العمومية التي يجب أن نحيي دورها تماماً على كافة الأصعدة في الاتحادات أو الأندية·· بحيث تكون هي سيدة القرارات وهي المرجعية في كل شيء· القاضي والجلاد إذا أردت - يقول يوسف عبدالله - أن تحكم على مدى التقدم الرياضي من عدمه في أي دولة فانظر إلى الأدوار التي يلعبها المسؤولون فيها·· إذا تعددت الأدوار·· إذا تمركزت في يد واحدة، فعليك أن تتأكد أن هناك شيئاً ما خطأ، فالرياضي السوبر هو الذي يمسك كل الخيوط بيديه·· هو القاضي وهو الجلاد في نفس الوقت·· إنها رياضة اختلاط المعايير·· وانعدام القيم ! الأمين والأمين ! إن نموذج القاضي والجلاد- للأسف- لازال موجوداً في رياضتنا وعلى قمة الهرم فيها·· فالأخ إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة الذي يحارب حالياً فكرة ازدواجية المناصب الرياضية هو نفسه نموذج للازدواجية !!·· فهو لايزال على الأقل يحتفظ بخمسة مناصب رياضية·· فهو عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية وعضو مجلس إدارة اتحاد الطائرة ونائب رئيس الاتحاد المدرسي والمدير التنفيذي له·· وكان حتى وقت قريب الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية·· وقد رأيت بعيني مصادفة غريبة أعتقد أنها لا تحدث إلا في الإمارات·· فقد وجدت خطاباً- لدي نسخة منه- موجه من الأمين العام للجنة الأولمبية إلى الأمين العام للهيئة العامة للشباب والرياضة·· أي أنه موجه من إبراهيم عبدالملك إلى إبراهيم عبدالملك ويحمل توقيعه بالطبع على الكتابين·· نعم حدث ذلك ونعم هذا الفيلم الكوميدي لا يحدث إلا في رياضة الإمارات !! الوزير والوزير! وقصة الأمين والأمين - يضيف يوسف عبدالله- أو قصة الأمين الذي يخاطب نفسه ذكرتني بقصة أخرى على ما يبدو لا تحدث هي أيضاً إلا في رياضة الإمارات ! فمعالي عبدالرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الهيئة العامة لشؤون الشباب والرياضة قام مؤخراً بتعيين معالي حنيف حسن وزير التربية والتعليم رئيساً لاتحاد الرياضة المدرسية، وقد فعل العويس ذلك من باب الاهتمام الشديد بالرياضة المدرسية وجاء بسعادة إبراهيم عبدالملك نائباً ومديراً تنفيذياً من باب الاهتمام المبالغ فيه أيضاً، ورغم حسن النوايا إلا أن المشهد في النهاية كان يبدو نادر الحدوث إن لم يكن حدثاً غير مسبوق··'' فالوزير قام بتعيين وزير'' هل سمعتم أن وزيراً عيّن وزيراً إلا في رياضة الإمارات !
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©