تتوقع شركة «بي أم دبليو» تراجع نمو مبيعاتها في الصين، خلال العام الحالي، في الوقت الذي تعاني فيه شركات صناعة السيارات الفاخرة، البطء الذي يلازم نمو اقتصاد الصين، وحدة المنافسة في واحدة من أكثر أسواق القطاع ربحاً.
وفي الوقت الذي بلغت فيه مبيعات الشركة في الصين 326 ألف سيارة في العام الماضي، بزيادة تقدر بنحو 40%، إلا أنها ترجح نمواً دون 10% خلال العام الحالي. ومن الواضح أن الزيادة الكبيرة في النمو في سوق الصين للسيارات التي تتميز بقوة ربحها، بدأت تتقلص تدريجياً.
وذكر إيان روبرتسون عضو مجلس الإدارة في «بي إم دبليو» والمسؤول عن المبيعات والتسويق، على هامش معرض بكين للسيارات مؤخراً، أنه لا يتوقع انتعاش مبيعات السيارات للمستويات التي كانت عليها في الماضي. ويقول «بلغت السوق حد النضج، ومن المتوقع أن يكون النمو عند مستوياته العادية خلال السنوات القليلة المقبلة».
ويرى بعض الخبراء أن سياسة «بي إم دبليو» المحافظة، تعكس التغيرات التي طرأت على بيئة العمل التجاري في الصين في الآونة الأخيرة، بما في ذلك بطء النمو الاقتصادي وتأكيد التقشف من قبل رئيس البلاد الجديد.
ومع ذلك، تؤكد بعض الشركات الأخرى لصناعة السيارات، أنها ما زالت لا تشعر بالتأثير الناتج عن برامج التقشف ولا بحث الحكومة موظفيها في الآونة الأخيرة على اقتناء سيارات صينية الصنع.
ويقول هبيرتوس تروسكا، عضو مجلس شركة «ديلمر» المسؤول عن قطاع الصين: «نحن على دراية تامة بما يجري من حولنا، إلا أننا لا نرى تأثيراً كبيراً ناتجاً عن ذلك. ولا شك في أننا حققنا مبيعات قوية في الصين في الماضي وما زلنا نحقق نمواً معقولاً حتى الآن».
وتتطلع الشركة لبيع أكثر من 300 ألف سيارة في الصين خلال عام 2015. وتخطط «مرسيدس بنز» لإنشاء 75 معرضاً للسيارات في الصين بنهاية العام الحالي، إضافة لعدد 262 معرض تملكها حالياً هناك.
ويجيء تعليق تروسكا، على النقيض من توقعات المحللين بنمو أكثر قوة في مبيعات السيارات الفاخرة في الصين. وتتوقع على سبيل المثال شركة «آي أتش أس جلوبال إنسايتس»، نمو مبيعات فئة السيارات الفاخرة في الصين خلال العام الحالي بنسبة تصل إلى 17%.
وتشير تعليقات «بي أم دبليو»، إلى المزيد من التراجع في شريحة السيارات الفاخرة في الصين لأكثر ما هو متوقع، نتيجة تدافع عدد كبير من شركات صناعة السيارات حول العالم نحوها للفوز بأكبر قدر ممكن من حصة سوقها الرائجة.
ويقول أندريا جرايف، المدير الإداري لدى شركة «أيه تي كيرني» الاستشارية في شنجهاي «ينبغي أن يكون ذلك بمثابة الرسالة التحذيرية للشركات الكبيرة العاملة في إنتاج السلع الفاخرة الذي من الممكن أن يؤثر على ثقة المستهلك هذا العام».
وقلل ديتمار فوجينريتر مدير شركة «أودي» في الصين، من الخطوات التي اتخذتها الحكومة الصينية لتشجيع منسوبيها على شراء الموديلات المحلية بدلاً من الأجنبية. وأصبحت «أودي» التابعة لشركة «فولكس فاجن» التي تمثل أكبر شركة لصناعة السيارات الفاخرة في الصين، من بين أكثر الموديلات التي تفضلها الطبقة الحاكمة في الصين.
ويقول «لم نعد نستهدف موظفي الحكومة بعد الآن، حيث إن 90% من عملاء الشركة هم من القطاع الخاص».
وتسعى «مرسيدس بنز» لإطلاق حملة موديل قوية هذا العام، حيث فرغت من إعداد القضايا المتعلقة بالتوزيع المحلي والتركيز على الأرباح بدلاً من الحصة السوقية، ما يؤهلها للتفوق على «بي أم دبليو» في سوق الصين.
وكانت «بي أم دبليو» واحدة من أسرع شركات صناعة السيارات الفاخرة نمواً وأكبرها في الصين. وباعت الشركة خلال الربع الأول من العام الحالي ما يقارب 81 ألف سيارة تحمل علامتها، بزيادة قدرها 7,4% عن العام الماضي ونحو 5,500 من الفئات الصغيرة بزيادة 9,9%.
وارتفعت مبيعات السيارات الكلية في الصين بنسبة 7,1% إلى 15,5 مليون خلال العام الماضي، وفقاً للبيانات الواردة من «الرابطة الصينية لصناع السيارات». كما تشكل مبيعات السيارات الفاخرة نحو 9% من مجموع السيارات ككل، مقارنة بنسبة 4% في اليابان و6% في كوريا الجنوبية.
وتهيمن ثلاث شرائح تضم «بي أم دبليو» و»أودي» و»مرسيدس»، في الوقت الحالي على سوق السيارات الفاخرة في الصين. وأعلنت «أودي» الصين، عن ارتفاع مبيعاتها بنحو 14% خلال الربع الأول إلى 103 ألف سيارة، مع تخطيطها لمضاعفة ذلك العدد في المستقبل.
وفي غضون ذلك، تراجعت مبيعات «مرسيدس بنز» في الصين بنسبة 12% مقارنة بالسنة الماضية، رغم ارتفاعها 5,4% في مارس الماضي. وتحتد المنافسة بين الشركات العالمية للفوز بأي حصة من سوق السيارات الفاخرة في الصين، حيث أعلنت «جنرال موتورز» مؤخراً عن تجديد سعيها لإنعاش مبيعات موديل «كاديلاك» الفاخر في هذه السوق.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
