خلال الأيام العشرة التي فصلت بين المرحلتين الرابعة والخامسة لدوري الإمارات الاحترافي·· لبَّيْت دعوة الاتحادين العراقي واليمني لكرة القدم للمحاضرة في دورة صقل حكامهما تحضيراً وإعداداً للدوري العام في كل من البلدين الشقيقين، والذي تزامن مع إطلاق صافرتيهما في وقت واحد معاً مطلع هذا الشهر· ويبدو أن معظم اتحادات كرة القدم العربية، إن لم يكن جميعاً، قد بدأت تشعر بأهمية إعداد الحكام بدنياً وفنياً ونفسياً قبل بدء الموسم الكروي لديها، إيماناً منها بالدور المهم لكل من الصافرة والراية التحكيمية في إنجاح المسابقات الكروية المحلية، ومن خلال تجربة شخصية معهما على جميع النطاقات المحلية والعربية والقارية والدولية تحكيماً ومراقبة ومحاضرة وتكليفاً وإشرافاً ومتابعة خلال أكثر من أربعين عاماً مضت، فإن قيادة مباريات الدوري المحلي في جميع أقطارنا العربية المختلفة تبدو أكثر صعوبة من قيادة أية مباراة أخرى على أي صعيد قاري ودولي، وحتى على صعيد نهائيات المونديال· ومن هنا·· فإنني أشعر بمدى أهمية هذه الدورات التحكيمية الخاصة بإعداد وتحضير الحكام للموسم الكروي المقبل، ولابد من تطويرها بحيث تواكب فترة إعداد لاعبي الأندية المختلفة للدوري قبل بدئه بأسابيع ·· كما أجد من الضروري إصدار وتوزيع نشرة توجيهية خاصة على جميع حكام الدوري قبل بدء انطلاقته بشهرين تتضمن كل التعليمات الخاصة بالإعداد البدني للحكام، قوة تحمل وسرعة، والتي يجب البدء بتطبيقها قبل أربعة أسابيع على الأقل من انطلاقة الدوري الكروي·· على أن يتبعها أو خلالها معسكر إعداد للحكام ودورة صقل خاصة بهم تتراوح بين أسبوع وأسبوعين يتم خلالها تقييم أداء الحكام في الموسم الكروي السابق من خلال عرض لجميع الحالات التحكيمية الصحيحة منها والخاطئة، على أن تتبعها جملة دروس مستفادة من دوريات الاتحادات الأخرى، وطنية كانت أم قارية أم دولية·· شريطة إنهاء هذه الدورات والمعسكرات التحكيمية باختبارات بدنية وفنية ونفسية وجملة تعليمات واضحة وصريحة هدفها وحدة وصحة وثبات القرار التحكيمي لمجموعة حكام القطر العربي الواحد·
وبعد·· فاتباع كل ما أردت توضيحه سيساهم بالتأكيد في الانطلاق بمستوى قدرات حكامنا صافرة وراية خصوصاً في مباريات الدوري المحلي الذي يلعب فيه التحكيم الدور البارز في نجاحه
عدد اليوم
