الفرنسي أرنود همبرت يعرض صوراً من الطبيعة بين الواقعية والتجريد

يقيم الفنان الفوتوغرافي الفرنسي أرنود همبرت، في دبي معرضاً تحت عنوان “الواقعية والتجريد”. في المعرض المقام بـ”بورتفوليو غاليري” يتنقل الفوتوغرافي همبرت بين عوالم مختلفة من الطبيعة الحية وكائناتها، بدءاً من البحر وأصدافه وقواقعه ومحاراته، مروراً بالجبال وتفاصيل صخورها، والصحراء التي تتخذ في أعماله أشكالاً متعددة تغلب عليها التشققات وما تصنعه من أشكال هندسية. اللون حاضر بقوة في عمل الفنان الفرنسي، فللبحر زرقته وظلماته وكائناته الملونة، وللصحراء صفرتها ودرجات البني فيها، وللسماء غيوم متموجة تنتمي إلى عالم الرمادي أكثر منها إلى الزرقة. أما الأخضر فهو لون السهول الممتدة على مدى العين حيناً، وحيناً هو لون الطحالب بتكويناتها الهلامية الصلبة. في معرضه هذا يشتغل الفنان على موضوع الإيقاع أيضاً ضمن اشتغاله على اللون وتدرجاته، ومن خلال التموجات التي يلتقطها في مساحات مائية أو رملية ذات أبعاد تتيح الحصول على مستويات متراكبة من اللون والخطوط الفاصلة بين مساحات خضراء وأخرى زرقاء، أو العمل على تركيز لون محدد في إطار مكاني يحيل إلى عالم متكامل ومعزول عن سواه. الانزياح عن الأصل سمة من سمات عمل أرنود في معرضه هذا، لكنه انزياح لا يضيع الملامح والهوية الأساسية للمشهد الذي يتم التقاطه، ففي أعماله نعثر على بعض الملامح التي تقود إلى الأصل، بينما في بعض الأعمال لا تكاد تعثر على ما يدلك على طبيعة العمل لشدة انزياحه وابتعاده في التجريد. من هنا لا يتعرف المشاهد إلى المكان في اللقطة التي يشاهدها، بل يغرق في اللون والخطوط والإيقاعات، فهي عالم طبيعي غني بتفاصيله وحركته، وهذا ما يركز عليه المصور محاولاً تضخيم بعض التفاصيل في كثير من الأحيان بحيث لا تعود هي ذاتها.