الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة اللاجئين تهدد بانهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا

أزمة اللاجئين تهدد بانهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا
19 يونيو 2018 07:53
عواصم (وكالات) تفاقمت أزمة اللاجئين في ألمانيا أمس إلى حد باتت معه تهدد بانهيار الائتلاف الحاكم، حيث رفضت المستشارة أنجيلا ميركل تحذيرا وجهه وزير داخليتها هورست سيهوفر بإغلاق الحدود أمام المهاجرين اعتبارا من يوليو في حال عدم التوصل لاتفاقات مع قادة الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن. فيما صب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الزيت على النار في هذا الملف قائلا في تغريدات على «تويتر»: «إن الشعب الألماني ينقلب على قادته فيما تهز الهجرة التحالف الهش أساسا في برلين». فقد حدد وزير الداخلية الألماني بدعم من حزبه الاتحاد الاجتماعي المسيحي (شريك الائتلاف الحاكم)، مهلة أسبوعين للتوصل لاتفاق مع قادة الاتحاد الأوروبي للحد من وصول مزيد من المهاجرين في القمة المقررة 28 و29 يونيو الجاري، وقال مطالبا بتغيير ألمانيا مسارها المتعلق بالهجرة بعد قبولها أكثر من مليون لاجئ «لا يمكنني القول بأننا نمسك بزمام القضية»، وأضاف أنه لم يدرك سوى مؤخرا «أن المهاجرين الذين سبق أن رفضت ألمانيا طلباتهم للجوء، أو منعوا من الدخول مجددا، ما زال يسمح لهم بالدخول»، وتابع قائلاً «في الجوهر، هذه فضيحة». مطالبا بإغلاق الحدود للوافدين الجدد ممن سجلوا بالفعل في دولة أوروبية أخرى، غالبا إيطاليا أو اليونان. وحذر سيهوفر بأنه من الأساسي أن تتخذ قمة الاتحاد الأوروبي قرارات أخيرا، معتبرا أن الوضع خطير لكنه ما زال من الممكن إيجاد حل له، ومؤكدا أن نيته ليست إسقاط المستشارة. واتهم الحزب، ميركل وحزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي بالتساهل، وقال القيادي في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الكسندر دوبريندت «ينبغي أن نرسل إشارة للعالم، لم يعد ممكنا أن تضع قدمك في أوروبا من أجل الوصول لألمانيا». لكن ميركل رفضت التهديد، مشددة على أنه لن يكون هناك مهلة ولن يكون هناك أي إغلاق تلقائي للحدود أمام طالبي اللجوء حتى في حال الفشل على المستوى الأوروبي، وحذرت الوزير وحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي من مغبة تحديها قائلة «إنها في النهاية المسؤولة عن سياسات الحكومة». وأضافت «رفض المهاجرين عند حدودنا في قلب أوروبا سيؤدي إلى دومينو ذي نتائج سلبية يمكن أن يضر ألمانيا». واستقبلت ميركل أمس نظيرها الإيطالي جوزيبي كونتي الذي باتت بلاده ترفض السماح لسفن المنظمات غير الحكومية التي تقوم بإغاثة مهاجرين في البحر المتوسط، بدخول مرافئها. وينتظر أن تستقبل اليوم الثلاثاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. كما أن القادة الأوروبيين الرئيسيين قد يعقدون اجتماعا خاصا بهذا الموضوع قبل قمة الاتحاد الأوروبي. وفي حال قرر سيهوفر إغلاق الحدود مع انتهاء المهلة، سوف تضطر المستشارة إلى إقالته، ما سيؤدي إلى تفكك الائتلاف الحاكم منذ ثلاثة أشهر فقط، وسيقود على الأرجح إلى انتخابات جديدة. وقال مصدر فضل عدم ذكر اسمه في حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي لصحيفة «بيلد»: «إن ذلك سيكون نهاية الحكومة والتحالف بين الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي». واعتبرت المفوضية الأوروبية أن الحل الأوروبي وحده كفيل بمعالجة تحدي الهجرة الذي يقسم الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية. وقال المتحدث باسم المفوضية مارغاريتيس سخيناس خلال مؤتمر صحافي «إن المفوضية تتقاسم وجهة النظر التي تقول إن الحل الأوروبي والاتفاق الأوروبي وحدهما جديران بمعالجة هذه المشكلة. شهدنا ذلك في الماضي». وأضاف «نحن ننشط لتطبق اتفاقات أوروبية لأننا نعتقد أن هذا هو الحل قبل القمة الأوروبية في بروكسل التي ستبحث إصلاح نظام اللجوء الأوروبي». ودخل الرئيس الأميركي دونالد على خط الأزمة ليصب الزيت على النيران المشتعلة بين الألمان. وكتب في تغريدات على «تويتر» «الشعب الألماني ينقلب على قادته فيما تهز الهجرة التحالف الهش أساسا في برلين.. معدل الجريمة في ألمانيا مرتفع جدا.. خطأ كبير في كل أنحاء أوروبا السماح بدخول ملايين الأشخاص الذين غيروا لهذا الحد وبعنف ثقافتهم». وأضاف «لا نريد أن يحصل معنا ما يحصل في ملف الهجرة في أوروبا». جاء ذلك، بينما تواجه إدارة ترامب انتقادات شديدة من نشطاء حقوقيين وأعضاء في الحزب الديمقراطي وبعض الأعضاء في حزبه الجمهوري بسبب فصل الأطفال عن آبائهم على الحدود الأميركية المكسيكية في سياسة تهدف إلى ردع الهجرة غير الشرعية. وتعهد الرئيس الأميركي ألا تصبح بلاده مخيما للمهاجرين. وقال في البيت الأبيض «لن تكون الولايات المتحدة مخيما للمهاجرين ولن تكون مكانا لاحتجاز اللاجئين(...) لن تكون كذلك. انظروا إلى ما يحدث في أوروبا وما يحدث في أماكن أخرى، لا يمكننا السماح بحدوث ذلك في الولايات المتحدة. ليس بأوامر مني». وحث المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين، واشنطن على التوقف عن فصل أطفال المهاجرين عن أهاليهم عند الحدود الأميركية واصفا السياسة بأنها «غير مقبولة». وقال في بيان لدى افتتاح الجلسة الـ38 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف «سعي أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب بإيذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول». وأضاف «أدعو الولايات المتحدة إلى التوقف الفوري عن ممارسة الفصل القسري لهؤلاء الأطفال، والمصادقة على اتفاقية حقوق الطفل التي ستضمن أن تكون الحقوق الأساسية لجميع الأطفال، بغض النظر عن وضعهم الإداري في قلب جميع القوانين والسياسات الداخلية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©