الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صناعة زجاج الرمل فن تراثي يفتح شهية السياح على اقتنائه

صناعة زجاج الرمل فن تراثي يفتح شهية السياح على اقتنائه
27 يوليو 2010 20:35
تعد صناعة زجاج الرمل واحدة من أهم الفنون الشعبية في الأردن، والتي تعمل فيها مجموعة كبيرة من العاملين في مجال التراث في المناطق الأثرية والسياحية خاصة مناطق (البتراء ووادي رم ووسط العاصمة عمّان) حيث تكثر المحال التجارية المتخصصة في بيع المشغولات التراثية من نحاسيات وفخاريات ومطرزات وأدوات أخرى تفتح شهية السياح على الشراء. إبداع محلي 100% في وسط البلد، يمكن للزائر والمتجول أن يلمح العديد من العاملين، في هذه الصناعة الفنية العريقة، يجلسون أمام المحال التراثية، يحمل كلّ منهم زجاجة في يده يضع فيها الرمال الملونة الموضوعة أمامه في أحواض بلاستيكية كلّ على حدة، ليشكلها بأشكال مختلفة تعكس حياة البداوة والصحراء والحياة الشعبية السائدة في الأردن، أو ليشكلها برسوم وكتابات أخرى حسب طلب الزبائن الذين يجدون في هذه الزجاجات الرملية هدايا فريدة من نوعها قلما توجد في أماكن أخرى غير المملكة الأردنية الهاشمية. يقول جمال حسين- شاب أردني يعمل في صناعة الزجاج الرملي في أحد المحال وسط البلد: “إن صناعة الزجاج المملوء بالرمل تعتمد على وجود زجاج مصنوع خصيصاً لهذه الغاية (قواريز)، إضافة إلى الرمل الملون، والذي يتم الحصول عليه من الصخور التي تملأ مدينة البتراء الوردية، لافتاً إلى أنها لا تقل أهمية عن أي عمل فني آخر نظراً لما تتطلبه من دقة وإحساس وصبر، وكذلك نظراً لقدمها وعراقتها إذ ترتبط بالأنباط الذين شيدوا مدينة البتراء الأثرية العظيمة. فن جميل تعتمد تعبئة الرمل في الزجاج على ذوق الفنان بالدرجة الأولى، هذا ما يشير إليه حسين، ويقول: “تعبئة الرمل في الزجاج تعتمد على ذوق وإبداع الفنان وإحساسه وصبره. كذلك من الواجب أن تعبر الرسوم والأشكال، التي تتضمنها زجاجة الرمل، على لوحات أثرية وتراثية أردنية ليكون لها دور في الترويج للمعلم السياحي من جهة، والتعبير عن عراقة وأصالة وجمالية المكان من جهة أخرى”. يسترسل مضيفاً: “شهدت هذه الصناعة مؤخراً تطوراً ملحوظاً في أساليب التعبئة والرسم وذلك نظراً للإقبال الشديد على اقتناء الزجاجات الرملية فهي جميلة الشكل من قبل الزبائن العرب والأجانب”. تراث قديم يعتبر فن الزجاج الرملي من الفنون القديمة في العالم إذ يعود تاريخه إلى عهد الأنباط الذين استخدموه بعد اكتشافهم للساعة الرملية ليبدأ بعدها بالانتشار في البلاد العربية والأجنبية، حيث عمل مختلف الفنانين على تطويره والتنويع في أشكاله وما يحويه من رسومات وذلك بما يتلاءم مع بيئة عيشهم. وبحسب القائمين على تشجيع وتطوير السياحة في الأردن فإن “زجاج الرمل أصبح من المناظر التراثية التي باتت تزين صالات وقاعات ومجالس الفنادق بتصنيفاتها المختلفة نظراً لما تحتويه هذه الزجاجات من رسومات قادرة على جذب الانتباه وزيادة جمالية المكان، إضافة إلى أنها تعبر وبشكل صحيح عن ملامح التراث الوطني الأردني وما يحمله من صور فنية وتراثية استطاع فنانو زجاج الرمل أن يجسدوها بصناعتهم”.
المصدر: عمّان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©