الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأبواب التراثية تصنع من الأخشاب وتتزين بالمعادن

الأبواب التراثية تصنع من الأخشاب وتتزين بالمعادن
27 يوليو 2010 20:35
خلف مزلاجه تختبئ أسرار البيوت، وتنام حكايا الجدات عن تاريخ أجدادنا القدامى.. ولا يبدأ يومنا دون القبض على قبضته لنخرج إلى جهاتنا ووجهاتنا.. فالخطوة الأولى خارج الدار تبدأ بحل وثاق الباب ليشرّع مصراعيه وننطلق ساعين إلى حياتنا اليومية مرددين بداية البسملة والدعاء والرجاء بالخير والصحة والرزق. وعليه؛ تنتشر أبواب البيوت القديمة تراثية الطابع (الخشبية خاصة) في كافة إمارات الدولة وتحرص هيئات السياحة فيها للحفاظ على القديم المتبقي منها وعرضه في متاحفها، كما تعنى أندية وجمعيات التراث عبر أسواقها الشعبية على صناعة أبواب لها طابع تراثي تماثل الأبواب القديمة في المنطقة، وأبواب أخرى تنتمي لعدة عصور عزبية قديمة بدءاً من عصر صدر الإسلام وإلى ما بعد العصر الأندلسي. يقول أبو عبدالله- نجار في سوق القرية التراثية بأبوظبي التابعة لـ”نادي تراث الإمارات” شارحاً التفاصيل المعمارية للأبواب الخشبية: “تختلف طرق صناعة وتجميع الأبواب الخشبية تبعاً للغرض المستعملة من أجله، وكذلك لأهمية المكان الذي سوف تركب فيه، لكن كون النادي يحرص على صناعة الأبواب الخشبية بغرض استخدامها كبوابات لأقسام القرية أو أجنحة مرافقه المنتشرة في إمارة أبوظبي، أو لعرضها في متحف القرية والسوق الشعبي؛ فهي تخضع لمواصفات محددة حيث تتسم جميعها بالطابع التراثي”. يضيف أبو عبدالله: “ننجز في قسم الأخشاب والنجارة مجموعة من الأبواب التي تنتمي إلى عدة عصور (الإسلامي، الأموي، العباسي، الأندلسي، المحلي التراثي) ولك باب من هذه العصور ميزاته المختلفة، فثمة أبواب تخلو من الحديد، وأخرى تكون أقفالها الخارجية كبيرة، وأخرى بمصراع واحد لا اثنين، وهكذا”. من جهته يقول أبو صالح- مشرف متجر تراثي في البستكية بدبي: “ تختلف أنواع الأخشاب التي تستخدم في صناعة الأبواب الخشبية فهناك خشب “الزان” المائل إلى الإحمرار، ويمتاز بكثافته المرتفعة ومرونته وسهولة تشكيله (يعتبر أغلى أنواع الخشب). وهناك خشب “الموسكي” أحد أكثر الأنواع استخداماً في صناعة الأبواب، وهناك أخشاب “ماهوجني” ومنها ماهو هندي أو كوبي. وهناك خشب “القرو” الإفريقي، وخشب “العزيزي” قاتم اللون. فضلاً عن أخشاب الأشجار المحلية في الدولة”. ويضيف أبو عبدالله موضحاً أجزاء الباب التراثي: “هناك “الحلق” وهو الإطار الذي يثبت في حوائط الفتحة المعمارية بهدف تعليق مصراع الباب عليه، وهناك بطبيعة الحال “مصراع” الباب أو مصراعان بحسب شكله، ثم “البر” وهي حلية من الخشب تستخدم لتغطية الفاصل بين الحلق وبياض الحائط. وهناك “المفصلات” التي تستخدم في تعليق الأبواب على القوائم الرأسية للحلوق. و”المقابض” لغلق الأبواب، أو “مزالج” زوايا حديدية. فضلاً عن “خردوات وإكسسوارات” تصنع من الحديد أو النحاس بحسب الهيئة التراثية المطلوبة”. وفيما تنتظر فيروز أمام بابها الذي تسميه “باب العذاب” لتطلق أغنيتها معددة أنواع الأبواب وحالاتها: “في باب غرقان بريحة الياسمين.. في باب مشتاق.. في باب حزين.. في باب مهجور أهله منسيين.. هالأرض كلها بيوت.. يا رب خليها مزينة بأبواب.. ولا يحزن ولا بيت ولا يتسكر باب”.. يفتح الشاعر جوزف حرب باب قصيدته منشداً: “على باب منوقف تنودع الأحباب نغمرهن وتولع ايدينا بالعذاب.. وأبواب أبواب.. شي غرب، شي أصحاب.. شي مسكّر وناطر تيرجعوا الغياب”. وفي حين تفتح لنا الأبواب الحديثة مصاريعها لنخرج إلى الحياة اليومية سعياً نحو المستقبل، فإن الأبواب التراثية تفتح لنا مصاريعها لندخل إليها فتحتضننا وتستقبلنا وتحكي لنا تاريخ الأجداد بين الأحزان والأفراح والانتصارات والانكسارات، دون أن تعلن لنا أسرارهم اليومية الصغيرة، فهي بحق حارس أمين تقفل على بعض الذكريات وتحميها من العبث والضياع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©