الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدونون ينتقدون تغيرات طقوس «القرقيعان» التراثية

مدونون ينتقدون تغيرات طقوس «القرقيعان» التراثية
27 يوليو 2010 20:36
مرت ليلة أمس الأول، التي صادفت ليلة نصف شعبان، التي يتوارث عنها أهل الخليج احتفاليات مختلفة، إذ تمثل في كل مجتمع فرحة الصغار والكبار باختلاف الشهر الفضيل، وهذا ما جعل مدونين خليجيين يجودون بعطايا “القرقيعان” و”حق الليلة” على الشبكة العنكبوتية. يقول فيصل أبوكويك في مدونته http://fisal.abukweik.blogunited.org “يسمى “حق الليلة” بالإمارات وعمان وقرقاعوه بقطر والبحرين وقرقيعان بالكويت والسعودية، وعلى الرغم من اختلاف مسمياته في البلدان الخليجية إلا أن مضمونه واحد فهي عادة يحتفل بها الأطفال بدول الخليج بليلة النصف من شعبان تحديداً. أهازيج وتحضيرات في إطار المناسبة كتب أبوكويك في مدونته “تقوم الأمهات بتحضير ملابس أطفالهم كما يتم تحضير الحلويات والمكسرات لتبدأ مراسم الاحتفال بتلك الليلة بعد عصر ليلة النصف من شعبان حيث يتجمع الأطفال على هيئة مجموعات مرتدين حلتهم الجديدة من الثياب الملونة، فيطوفون على بيوت الحي (الفريج) مرددين أهزوجة ارتبطت بهذه الاحتفالية “جدام بيتكم وادي … والخير كله ينادي … عطونا حق الليلة … ولا بنذبح عييله” هذه الأهزوجة التي تدفع بمعانيها البسيطة أهالي الحي لفتح أبواب بيوتهم وتقديم ما تجود به أيديهم من الحلوى والمكسرات فور سماع أصوات الأطفال الذين يرددون هذه الأهزوجة عندما يقتربون من مساكنهم فيضع الأطفال هذه الحلوى داخل أكياس مصنوعة من القماش (الخرائط) ويكملون طوافهم على بقية مساكن الحي ومع غروب الشمس يعودون إلى منازلهم. “كريكشون” كما تسمى ليلة النصف من شعبان بالمنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية هي موروث خليجي شارف على الاندثار، لولا حرص بعض الجمعيات التي تـُعنى بالتراث على أحيائه كل عام، عن طريق توزيع أكياس الحلوى على الصغار وتعريفهم بهذا الموروث حفاظاً عليه من الاندثار. حلويات وأزياء عن بدء توقيت هذه الاحتفالية، يورد أبوكويك في مدونته أنها تختلف من بلد لآخر، في بدولة الإمارات يحتفلون بهذه الليلة بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، وفي البحرين والكويت وقطر والسعودية تبدأ بعد صلاة المغرب حتى منتصف الليل، أما عن أنواع الحلوى والمكسرات التي توزع تلك الليلة تأتي “الشكريا” وهي حلوى محلية الصنع مصنوعة من السكر والنشا وتسمى أحياناً بـ”الأصبيعات” إضافة إلى “البيذام” وهو اللوز المقشور إضافة إلى “النخي” والحمص المحمص وأنواع عديدة من الحلويات التي تحضر لاستقبال تلك الليلة. ومن أنواع الحلل، التي يرتديها الأطفال تلك الليلة، “الكندورة المخورة” وهو ثوب ترتديه الفتيات فيكون ذلك الثوب ملوناً بالألوان الزاهية إضافة إلى “المخنق” أو “البخنق” الذي يغطى به رأس الفتاة، أما الأولاد فتكون “الكندورة أم طربوش” و”القحفية” التي تغطي الرأس زياً لهم تلك الليلة، وكما تستبق الأمهات تلك الليلة بصنع أكياس قماشية ملونة تسمى “خريطة” لأطفالهم لوضع الحلوى التي يجمعونها داخل ذلك الكيس المزود بربطة طويلة حيث يعلقها الطفل على رقبته. ويفضل بتلك الليلة، على الرغم من ضعف ما ورد عن الرسول من الأحاديث المتواترة، قراءة القران والإكثار من الاستغفار والدعاء إلى الله فـ”حق الليلة” عادة وليست عبادة. اختلاف التسميات ومن البحرين اختارت الكاتبة “ملائكة” أن تجمع عادات ليلة “نصف شعبان” في موضوع واحد من كل دول الخليج، وكتبت في مدونتها http://malaika.maktoobblog.com “قرنقعوه” في قطر، و”قرقاعون” في البحرين، و”القرقيعان” في الكويت والسعودية، و”القرنقشوه” في سلطنة عمان، و”من حق الليلة” في الإمارات، كلها تسميات اختلفت حروفها ولكن تشابهت مضمونها فالقرقاعون أو القرقيعان ‏من أهم الليالي والعادات الرمضانية الشعبية في المجتمع الخليجي، وخصوصاً لدى الأطفال؛ فالقرقاعون أصبح من الملامح الرئيسية لشهر رمضان، وفي هذه الليلة يخرج الأطفال في مجموعات يحملون أكياساً يجوبون طلباً للقرقاعون، وهو عبارة عن حلويات ومكسرات، وحين يدخلون البيت يبدأون بالغناء وعندما يعطيهم أهل البيت القرقاعون يعبر الأطفال عن شكرهم بقولهم “عساكم من عواده” و”لا تقطعوا العادة بالسعادة”، أما الشباب فيكونون في مجموعات صغيرة ويعملون” الفريسة” يجوبون البيوت يضربون على الطبول ويغنون، ويقدم إليهم بعض المال أو القرقاعون. وتحتفل جميع شرائح المجتمع بمختلف فئاته بهذه الاحتفالية، وقد انعكس ذلك على جميع المدارس والرياض والجمعيات الاجتماعية والخيرية التي تقوم خلال هذه الأيام بالتحضير لمناسبة القرقاعون، حيث تم من خلال توظيف حصص الأنشطة والفن إدخال مشغولات حديثة على هذه الأكياس وأفكار جديدة ولكن تبقى فيها المحافظة على روح التراث، حيث تتفنن محال المكسرات والحلويات في أكياس القرقاعون بعمل تشكيلة متنوعة منها، ووضع مجسمات تأخذ في طابعها شكلاً من أشكال التراث، يبدأ احتفال الأطفال بهذه المناسبة منذ لحظة الغروب فعندما كانوا يسمعون الأذان يصفقون تعبيراً عن فرحتهم بهذا اليوم المبارك، وبعد تناولهم لفطورهم سرعان ما يغادرون بيوتهم ليتجمعوا في الأحياء والمناطق في مجموعات تختار كل مجموعة رئيساً لها وتبدأ هذه المجموعات التنقل بين منازل الحي حاملين الأكياس والطبول والطاسات وغالباً ما يتنكرون بملابس الغاصة السوداء أو وضع اللحى أو الشوارب لجلب الانتباه. تغيرات طارئة تحدثت الكويتية “برنسيس ايكاروس” في مدونتها http://princessikaros.blogspot.com عن التغييرات التي طرأت على هذه العادة فقالت “يقول الشاعر الشاب صلاح دبشة في قصيدته “قرقيعان”: “القرقيعان باب يفتح يد أمي التي ترتفع في السماء كغيمة هائلة تطش مطرها من الحلوى والمكسرات على وجوهنا وأجسادنا أيادي جاراتنا جيوبنا المنتفخة وابتساماتنا التي تتسع كدوائر في بحيرة”. وتعتبر عادة القرقيعان من العادات الرمضانية الجميلة المتوارثة التي نحتفل بها في الليالي الثلاث التي تسبق منتصف شهر رمضان الكريم. وهي عادة جميلة مسلية ذات خصوصية يحبها الكبار ويعشقها الصغار. تثير المتعة والبهجة في نفوسهم حين يجوبون المناطق والأحياء والشوارع، وهم يرتدون لباساً جميلاً مميزاً يليق بهذه المناسبة ويحملون أكياساً من القماش، لجمع المكسرات والحلوى التي تجود بها أيادي الأمهات والجدات، ذلك حين يطرقون الأبواب فرحين مبتهجين مرددين الأهازيج الرمضانية السلسة بأصواتهم الطفولية اللذيذة(...) هذا هو قرقيعان زمان، بعفويته وفطرته الشفافة، لا نريد أن نفقد مظاهره التراثية لأنها من الطقوس الجميلة البارزة في هذا الشهر الفضيل.. وأجمل صورة لفرحة الأطفال.. فماذا تبقى منها اليوم؟ قرقيعان اليوم أصبح ملعباً واسعاً للتباهي والتفاخر بين أطياف المجتمع الكويتي. فقد حمل لنا طقوساً جديدة ذات أساليب ومبتكرات غريبة عجيبة بعيدة كل البعد عن تلك العادات والممارسات القديمة التي وصفها لنا صلاح دبشة في قصيدته الموسومة “قرقيعان”، والتي توارثناها عبر أجيال وأجيال، وبالتالي استطاع قرقيعان اليوم، خاصة في السنوات الأخيرة أن يغيب سحر هذه المناسبة ويطمس عتقها ومعالمها، ويلغي رونقها وبهجتها التي تربينا عليها في الماضي، فعلب الفضة بأشكالها وأحجامها، والسلال المزركشة مروراً بمحتواها، قد قضت على بساطة أكياس القماش التي كان يحملها الصغار، أما أصناف الشوكولاتة والحلوى الفاخرة، تلك البدائل الجديدة، فقد غزت بجرأة، مكسرات الماضي من الملبس والبرميت وعلك بوطقة الملون، والسبال والمخلط البسيط.. والأنكى أصبح السائق الآسيوي والخدامة هو الأسلوب “القرقيعاني” الجديد، وذلك لتوزيع غنائم القرقيعان المتبادل بين الأسر.. عجايب”. بين الماضي والحاضر تقارن الكويتية “غوتشيه” بين القرقيعان قديماً وحديثاً وتقول في مدونتها http://gucciya.blogspot.com نحن في هذه الأيام والتي تكون من أحلى وأسعد الأيام في منتصف شهر رمضان الكريم حيث من عاداتنا وتقاليدنا يوجد احتفال بكل سنة احتفال شعبي ويسمى القرقيعان حيث الأطفال يفرحون وتعم السعادة بينهم من خلال احتفالهم بالقرقيعان. لابد من أنه مع مرور السنين يؤثر على طريقه احتفال بهذه المناسبة، مثال: في السنوات الماضية أي في طفولتي كنا نحتفل بالقرقيعان نجوب الفريج ونطرق الأبواب و”نقرقع” أي نطلب القرقيعان. وكانت هناك منافسة بين البنات والأولاد، أي من الذي يجمع أكبر قدر ممكن من الحلويات والقرقيعان لدرجة أنه كنا نستعمل كيس الجمعية لنملأ بها كيس القرقيعان الخاص بالطفل، وعند نهاية اليوم يجلس الأطفال مع الأهل لمعرفة كم من القرقيعان قد جمع كل واحد منهم، وفي السابق كانوا يضعون الخردة من 10 فلوس و100فلس و50 فلساً، ويصبح الطفل في سعادة عارمة لتجميعه الثير من الخردة والحلوى. وكان سابقا لا يخشى على الولد أو البنت من التجول في الفريج، أما الآن فبات الشخص يخاف على أبنائه من خلال سماعه عن جرائم اغتصاب واختطاف، فإن طريقة “القرقيعان” في هذه الأيام الحاضرة قد تختلف شديد الاختلاف عن الماضي حتى بات السائق يوصل الأطفال إلى المنازل، والخادمة تأتي لتساعدهم في حمل الأكياس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©