السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كرسي الاعتراف» يستطلع مواطن التغيير

27 يوليو 2010 20:37
طرح هذا الأسبوع على مجموعته في “الفيسبوك”، السؤال التالي: “إذا أعطيت لك السلطة لتغير أي شيء في حياتك في رمشة عين، ماذا ستغير؟” هو سؤال بسيط قائم على افتراض مفاده إمكانية تغيير أي شيء في حياتنا.. والتغيير يتم بالضرورة على ما قد وقع من قبل أي: تاريخنا، ذكرياتنا، آلامنا وأفراحنا التي عشناها قبل هذا اليوم، كما أنه قد يتم على ما نحن عليه، أي الحاضر وحياتنا الحالية: عاداتنا، الطريق الذي نسير فيه، الهدف الذي نصبوا إليه.. يا ترى ماذا ستغير؟ بعضهم تحدث عن تغيير كل ما هو مذموم بما هو محمود.. تغيير الذكريات الأليمة إلى ذكريات سعيدة.. أو تغيير بعض القرارات الخاطئة في الماضي لتجنب آثارها الحاصلة الآن.. وبعضهم تحدث عن تغيير المجتمع “الفاسد” الذي نعيش فيه، أو تغيير من يحكمنا أو تغيير بعض الأمور الكبرى في العالم وحل المشكلات.. وبعض اتخذ قراراً جريئاً وحكيماً “أن أغير نفسي وما بها!” وفي الحقيقة، الهدف من السؤال لم يكن فقط محاولة الإجابة عنه، بل دفعنا إلى التفكير في الأمر بجدية، هل بالفعل تغيير شيء من الماضي سيجعل حياتنا أحسن، أم أنه يكفينا أن نثق في قضاء الله عز وجل وقدره بل ونؤمن به، ونعيش مرتاحين وكلنا يقين بأن ما أصابنا ما كان ليخطئنا وما أخطأنا ما كان ليصيبنا.. وأن حكمة الله في ملكه تقتضي وجود الخير مع الشر لنميز كل منهما.. واختبار الفرح بعد الحزن لتكون له بالفعل قيمة ونحس به.. وبأن هناك بعض الأشخاص أو الأمور قدر لنا أن نحبهم ونقدرهم أكثر بعد فقدانهم.. وأن الموت هو ما يعطي الحياة قيمتها.. وأن الحياة ليست كلها مفروشة بالورد أو بالمثل مفروشة بالأشواك.. ذكرياتنا وتجاربنا بحلوها ومرها، هي ما جعلتنا نصبح ما نحن عليه الآن فلنأخذ العبرة إذن ونتخذ القرارات الصائبة لنجعل من أنفسنا أشخاصاً أفضل في المستقبل.. كما أن الحديث عن فساد المجتمع كلام مردود على أصحابه في نظري، مع كامل احترامي، فالمجتمع هو أنا وأنت وهو، وإن كان هو “فاسداً”، فإن واجبي أنا وأنت أن نسعى إلى إصلاحه ونصحه، كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم”.. ومن السهل إسقاط أحكام شمولية وعامة على مجتمع أو جماعة ما، لكن الصعب هو محاولة فهمه وإصلاح مكامن الخلل فيه.. نحن في الحياة كطالب أمام ورقة الامتحان، ستؤخذ منه على حين غرة.. فإن كان اغتنم الوقت وأجاب، اجتاز الامتحان ونجح بل وتفوق. أما إن استمر في التسويف والمماطلة حتى أخذت منه الورقة، فإنه بلا شك راسب.. إلا أن الفرق الرئيس يكمن في أن نجاحنا في امتحان الحياة سيعني دخولنا جنان الخلد ونعيماً أبدياً بإذن الله، ورسوبنا سيعني عذاباً أزلياً في الجحيم والعياذ بالله.. الأمر لا يحتمل التسويف، إن كان لديك ما تريد تغييره في حياتك، فلتبدأ الآن! قد تحس بأن ما حولك صعب، وأن حياتك لا تطاق أو أن الظروف لا تساعد، فلتعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن مكمن الخلل ومفتاح التغيير هو أنت نفسك! فلنغير إذن أنفسنا: فلنغير طريقة تفكيرنا، ولنغير علاقتنا مع الله، ولنغير علاقتنا مع الناس فنجعلها أحسن سواء بتمتينها أو العكس، ولنغير أداءنا الدراسي أو المهني فنجعله أحسن باستحضار واجبنا والأمانة التي نحملها كخلفاء لله في أرضه..
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©