رايس تتجول في جنين وتعتبرها مكاناً للأمل

زارت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، مدينة جنين التي كانت معقلا للنشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ولكن واشنطن تعتبرها الآن نموذجا على ''الحكم الذاتي''· وزارت رايس في جولتها التي قد تكون الجولة الرسمية الأخيرة في الضفة، مستشفى جرى تجديده بأموال أميركية، والتقت بقادة الأمن في جنين التي انتشرت فيها القوات الفلسطينية في مايو الماضي، في محاولة لفرض حكم القانون· وكانت جنين مسرحا لهجوم إسرائيلي على النشطاء في عام 2002 وقتل في الهجوم العشرات من المقاتلين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين· وما زالت إسرائيل تشن هجمات دورية على الرغم من انتشار الشرطة الفلسطينية هذا العام· وباتت مدينة جنين التي كانت معقلا لحركة ''حماس'' وشهدت مواجهات عنيفة إسرائيلية فلسطينية إثر انطلاقة الانتفاضة في العام 2000 نموذجا لجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لفرض سلطته في الضفة الغربية المحتلة، منذ استئناف المفاوضات مع إسرائيل قبل عام· واجتاز موكب رايس عدة حواجز للجيش الإسرائيلي قبل دخول جنين في شمال الضفة، ورافقها المنسق الامني الأميركي في المنطقة الجنرال كيث ديتون، الذي ساعد على اعادة تنظيم قوى الامن التابعة للسلطة الفلسطينية· وقالت رايس: ''حتى في ظل الظروف الصعبة·· حتى في وجود ماض صعب ·· فإن هذا مكان للأمل·· هذا مكان للإلهام وفي النهاية سيكون المكان الذي تنبع منه الدولة الفلسطينية''· وقد نشرت السلطة الفلسطينية 600 من رجال الأمن في جنين مدربين بأموال أميركية، وبالتعاون مع إسرائيل، قبل ستة شهور في خطوة تهدف للمساعدة في إرساء أساس للدولة الفلسطينية· وأضافت رايس في مستشفى الدكتور سليمان خليل ''بعد الأيام المظلمة التي جاءت في عام 2002 والتي أتذكرها بشعور عارم، بمأساة أهالي جنين والمجزرة الرهيبة التي وقعت هنا، فإن إعادة مولد جنين بهذه الطريقة يثبت أنه لا شيء مستحيل''· وتابعت ''الأمر يذكرنا بأنه على الرغم من أن هذا الصراع لم ينته بمرور العقد تلو العقد، تلو العقد ، فإن من الممكن إنهاء هذا الصراع··· أعتقد أن جنين تمثل هذا الأمر بشكل من الأشكال''· وفي رحلتها التي بدأت الخميس وتستمر أربعة أيام، في الشرق الأوسط، تسعى رايس لتجميل الصورة لأقصى درجة، بينما هناك اعتقاد سائد بأنه لا توجد فرصة تذكر لتحقيق اتفاق السلام الفلسطيني - الإسرائيلي بحلول الموعد الذي استهدفه الرئيس الأميركي جورج بوش وهو نهاية العام الحالي· وبينما كان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يقف إلى جانبها ،أشادت رايس بجهود إقامة خدمات أساسية أفضل للفلسطينيين، وزارت جناح الولادة في المستشفى· وبعد أن قصت شريط افتتاح الجناح في المستشفى، زارت رايس غرفة فيها أم وضعت لتوها طفلا· وقالت مازحة :''أطفال جدد·· لا شيء أفضل من هذا'