الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الهواتف تفجر أخطر القضايا الصحفية

12 مايو 2015 01:27
أحمد مصطفى العملة (أبوظبي) - مع تطور التكنولوجيا الحديثة ، ظهرت مبتكرات جديدة، صارت تلعب أهم الأدوار في عالم الإعلام ، مع أنها ليست لها علاقة مباشرة بالعناصر التقليدية في القطاع في سوق الميديا. والهاتف المحمول خير دليل على ذلك. فالقدرات الاستثنائية في الهواتف المحمولة وسهولة حملها بالنسبة للصحفي أو الشخص العادي ، مكنتها من تحقيق خبطات صحفية مثيرة، بعضها غير مسبوق. ولأنها تقريباً في كل يد، ومع سهولة وصول أي مادة مصورة لأعداد هائلة من الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صار الجميع مصادر حقيقية لصنع وبث الأخبار، من خلال خاصية الكاميرا في الهاتف المحمول. وخلال السنوات الأخيرة تفجرت قضايا خطيرة أثارت موجات من الجدل في العالم العربي والغرب بسبب أفلام فيديو أو صور التقطها البعض بالهواتف المحمولة. لأنه بمجرد وضع تلك المادة المصورة على الفيسبوك أو مواقع الإنترنت، انتشرت كالنار في الهشيم. وغالباً ما تكشف تلك المقاطع حقائق أو وقائع مثيرة جداً، وقعت بعيداً عن الأنظار أو أنها تخالف الروايات الرسمية أو تدحض او تفضح أسراراً يريد البعض إخفاءها أو إبقاءها طي الكتمان. والأمثلة على ما قدمته الهواتف المحمولة للصحافة طويلة جداً، لكن من أشهرها عربياً، الطريقة الغريبة والمؤلمة التي مات بها الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وبعض جرائم التعذيب في أقسام الشرطة ببعض الدول العربية. وعلى النقيض تماماً ، تفجرت في سماء الإعلام المصري قبل أيام قضية بالغة الغرابة، وكان بطلها كاميرا الهاتف المحمول وضابط شرطة وسيدة . والمفارقة أن ضابط الشرطة ظهر هذه المرة في اللقطات المصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الصحف، باعتباره الضحية أو المجني عليه، فيما لعبت السيدة التي بدت في غير وعيها دور الجاني وبجدارة. الحدث وقع في مطار القاهرة ، وكاميرا هاتف محمول سجل لحظات كانت السيدة فيها تكيل إهانات مريرة للضابط الذي بدا ملتزماً بأقصى درجات ضبط النفس. وما أن ظهرت اللقطات المصورة على الإنترنت حتى تحول الأمر الى جدل صاخب على شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي.. بفضل كاميرا الهاتف المحمول المجهول الذي صور وبث ما جرى. وتفجرت قضية مماثلة في أميركا بطريقة معكوسة قبل نحو أسبوعين. فقد أطلق ضابط شرطة أبيض النار على أميركي أسود أعزل في كاليفورنيا، فأرداه قتيلا. في البداية ، أصدرت الشرطة بيانا حكت فيه القصة من وجهة نظرها ، وهي بالطبع لا تدين الضابط على الإطلاق. لكن لاحقا حدثت مفاجأة قلبت الأمور رأسا على عقب. فقد قام أحد المارة بنشر مقطع فيديو يوثق الحادث، وفيه ظهر أن الضابط أطلق ثماني رصاصات من الخلف على الضحية الذي كان يحاول الفرار. ويعني ذلك أن الضابط لم يكن أبدا في حالة دفاع عن النفس. صحيفة نيويورك تايمز نشرت مقطع الفيديو وتبنت القضية وتابعتها ، وتحول الأمر إلى قضية رأي عام. وحتى اذا لم تكن النيويورك تايمز تبنت القضية ونشرت المقطع، فقد كان بمقدور صاحبه ان يضعه على اليوتيوب أو صفحته على الفيسبوك. وكان سينتشر ايضا كالنار في الهشيم. الأمر الذي يؤكد الدور المهم للتكنولوجيا الحديثة والصحفي المواطن في صناعة الصحافة الحديثة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©