السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفالنا.. سقطوا عمداً

27 يوليو 2010 20:43
وسط مئات الأعمال الرمضانية التي سوف تهطل علينا خلال الشهر الكريم.. وسباقها في مضمار قنص وقت المشاهد ليقع أسيراً في شباك الفضائيات وما تقدمه من وجبات درامية وبرامجية وإعلانية، سقط الطفل العربي “عمداً” من خطط القنوات البرامجية، وغاص في بئر النسيان لأنه ببساطة خارج نطاق اهتمامات هذه القنوات فهو لن يكون من ضمن ضحايا سلع الأكل والنظافة التي يتم الإعلان عنها وتستهدف شرائح مختلفة من المشاهدين، ولن يلهث خلف إغراءاتها، وبالتأكيد سوف تفشل في جرح براءته، لذا غابت إلى حد كبير أعمال الأطفال عن خريطة رمضان، وخرجت من هذا السباق الشرس الذي لا مكان فيه للصغار. من هنا نلاحظ أن الطفل في رمضان يتجه إلى الاهتمام بألعاب الفيديو جيم والبلاي ستيشن، وغيرها من أفلام الكرتون والألعاب التي تزرع بذور العنف والعادات السيئة في نفوس أطفالنا، وتتجه بهم نحو السطحية وفقدان الهوية العربية التي يجب أن يتربوا عليها ويتشربوا تقاليدها وقيمها بعيداً عن عائلة سورنبيري و السبونج بوب وحكايات جنجر، وغيرها من الشخصيات التي احتلت عقول أطفالنا، وسارت بهم في طريق بعد أن تخلى صناع الدراما عنهم، واتجه المؤلفون إلى الأعمال التجارية التي تدر عليهم الأموال وتضعهم في دائرة الضوء والشهرة، حتى تحولت الدراما إلى “أكل عيش” لا أكثر ولم تعد رسالة تعالج أمراض المجتمع التي تفشت في السنوات الأخيرة وباتت تنخر في جدرانه. وبذلك اختار صناع الدراما أقصر الطرق لجمع الملايين، من بيع المسلسلات التجارية، إلى القنوات الفضائية، التي تجمع غلتها من الأموال عن طريق عرض المسلسل كفاصل وسط الإعلانات، فأي منطق يطالب هؤلاء بعمل دراما خاصة بالأطفال، ومن يفكر في الصغار ويترك هذه الدجاجة التي تبيض إعلانات؟! فلك الله أيها الطفل العربي، وعليك الانتظار لعل وعسى يشعر بك صناع الدراما العرب ويخرجون علينا يوماً ما بعمل ينصف أطفالنا ويحترم عقولهم ويضعهم في بؤرة الاهتمام، بعيداً عن هذا الكرتون المستورد الهدام، حتى ينشأ جيل جديد خالٍ من أمراض النكد والغم التي أصابتنا، نحن الكبار، نتيجة متابعة الدراما العربية، والتي نجحت إلى حد كبير في زيادة معدلات الأمراض النفسية والعصبية بين فئات الشعوب العربية. soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©