أبوظبي (الاتحاد) - «الهمس الهادئ» ينتقل إلى دائرة العلن، وهو ما حدث خلال المؤتمر الصحفي، بقاعة المؤتمرات بنادي الجزيرة، بعد لقاء «الفورمولا» مع «الكوماندوز» في الجولة الرابعة والعشرين لدوري المحترفين لكرة القدم، عندما قال الروماني سوموديكا مدرب الشعب إنه عاش أسبوعاً صعباً، قبل مباراة الجزيرة، بسبب «الكلام المشبوه» البعيد والعاري تماماً من الحقيقة، حيث أشار المشككون إلى إن كوزمين مدرب العين الذي فاز فريقه بلقب الدوري، ترك المباراة للشعب الذي كان بحاجة ماسة للنقاط، كي يبقى في الدوري، مشيراً إلى أن الشعب حصل على النقاط عن جدارة، وأن من يشكك في ذلك، لابد أن يعود إلى المباريات الثلاث التي خاضها الشعب قبل مواجهة العين، حتى يعرف أن «الكوماندوز» فريق جدير بالاحترام، كما أن «الزعيم» في الوقت نفسه كان يمر بظروف صعبة، تحت وطأة ضغط المباريات المحلية والآسيوية والإصابات، وهكذا كانت الملابسات.
ثم انتقل سوموديكا من موقع الدفاع إلى الهجوم، وبدأ يلمح إلى نتيجة مباراة دبا الفجيرة أقرب المنافسين للشعب في صراع دائرة الهبوط أمام الأهلي، وقال «لابد أن يتم التطرق لها من المنطلق نفسه، إذا كان التشكيك، هو العنوان الأبرز في تلك المرحلة»، موضحا أن دبا الفجيرة لم يفز على ملعبه طوال الدور الثاني، ولكن فجأة ودون سابق إنذار يحقق فوزاً مهماً في هذا التوقيت على الأهلي الذي يريد أن يحسم المركز الثاني له، وهو العائد من فوز مهم وصعب في أبوظبي على بطل الدوري بملعب آل نهيان، وقاده إلى نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة».
وهناك ملاحظة جوهرية على ما قاله سوموديكا، حيث إنه ربما يكون معه الحق في الدفاع عن نفسه، وربما أيضاً يكون منصفاً لنفسه وفريقه والعين عندما يحاول القضاء على التلميحات التي تتردد في «الظلام»، ولا يرتفع صوتها عن «الهمس»، إلا أننا لسنا معه في توجيه الاتهام للآخرين دون سند واقعي، أو الوقوع في فخ التلميحات والملاسنات الواهية نفسها التي ليس لها طائل في تلك المرحلة الحساسة من المنافسة على الهبوط، خاصة أنه لم يشاهد ملابسات مباراة دبا الفجيرة والأهلي والتي انتهت بفوز دبا الفجيرة بهدف، لأن المباريات أقيمت في الوقت نفسه، بداية من الجولة الرابعة والعشرين، والمؤتمر الصحفي كان بعد المباراة مباشرة فلم تتح له الفرصة كي يتابع مباراة دبا الفجيرة مع الأهلي، ولم يكوّن وجهة نظر واقعية عنها، ونظر فقط إلى النتيجة النهائية للمباراة.
ورغم أن مباريات الجولة الرابعة والعشرين جاءت خالية أقل إثارة من الجولات السابقة، إلا أن كلمات سوموديكا، وفرت الإثارة والسخونة لتلك الجولة، وأعطتها طعماً يشبه المقبلات في الطعام.
وإذا كان الحديث عن الملاسنات والتلميحات التي تطلق في الظلام، فيكون الإداريون أحد أطرافها أحياناً عندما يتحدثون عن التحكيم، وعندما نريد أن نبحث عن واقع ملموس، نجد أن الأمر كله ليس إلا مجرد كلام في الهواء!.
عدد اليوم
