الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قرقاش: السيطرة على الحديدة مسألة وقت والتحالف سيحقق أهدافه 100 بالمئة

قرقاش: السيطرة على الحديدة مسألة وقت والتحالف سيحقق أهدافه 100 بالمئة
19 يونيو 2018 16:02
محمود خليل (دبي) أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الهدف الاستراتيجي لمعركة الحديدة، إنهاء الحرب في اليمن، من خلال تغيير آفاق الحل السياسي والضغط على ميليشيات الحوثي الانقلابية للقبول بالعملية السياسية والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع بقية الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة. وقال معاليه في مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس في مبنى وزارة الخارجية بدبي، بحضور ممثلين عن وسائل إعلام محلية وعربية وأجنبية حول عملية تحرير ميناء الحديدة، والجسر الإغاثي الذي أقامته الإمارات لإغاثة المدنيين، إن التحالف يراعي في عملية الحديدة اعتبارات أساسية عديدة، أبرزها المحافظة على الوضع الإنساني للسكان المدنيين، وعدم تعرضهم للخطر، حيث يمارس التحالف أقصى درجات الحيطة والحذر في هذا الجانب. وأشار معالي الدكتور أنور قرقاش إلى الحرص الكبير الذي يبديه التحالف على تجنيب المدنيين آثار الحرب وحمايتهم، منوهاً إلى أن التحالف اتخذ إجراءات استثنائية لضمان حماية المدنيين. وقال إن قوات التحالف العربي عمدت في عملية الحديدة لاتباع نهج مدروس ومتدرج بمسؤولية عالية، لحماية المدنيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية من خلال تسيير جسر إغاثي متزامن مع العملية لتقديم المساعدات العاجلة للمدنيين. وقال إن ميناء الحديدة يواصل العمل بشكل طبيعي، مشيراً إلى أن هناك 10 سفن محملة بالأغذية والمواد الطبية، قريبة أو في طريقها للحديدة، إلى جانب قوافل برية تتوجه شمالاً من عدن. وأكد معاليه أن دولة الإمارات تعمل على الاستجابة الإنسانية لأي تأثير محتمل على السكان، لافتاً إلى بدء عملية إنسانية كبيرة لإيصال المساعدات للسكان وعددهم يصل إلى 1.7 مليون نسمة. واستطرد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية: «المهم بالنسبة لقوات التحالف العربي، المحافظة على الوضع الإنساني في المدينة». ولفت إلى أن الميناء لا يزال يعمل وما زال يستقبل المساعدات الإنسانية، ونحن نحاول المحافظة على هذا الوضع بقدر الإمكان، وفي الوقت نفسه نقوم بمد جسر جوي وبحري وبري لتقديم المساعدات. وقال إن لدى الإمارات جسراً جوياً لغرض إيصال المساعدات إلى جانب 100 شاحنة تتزود بالمساعدات العاجلة تتحرك إلى الشمال، منوهاً إلى أن قوات التحالف تسيطر كلياً على الساحل الغربي، ونافياً الأخبار التي تتردد عن قطع ميليشيات الحوثي طريق المساعدات رغم محاولاتها المستميتة لتحقيق ذلك. وقال: «لدينا خطط لإنزال المساعدات جواً في حال اضطررنا لذلك». وأوضح معالي الوزير أن التحالف العربي يتصرف بعقلانية وواقعية لأجل تجنيب مدينة الحديدة والسكان المدنيين تداعيات المواجهات العسكرية، مستدركاً بقوله: «لو كان هناك فرصة بنسبة 1% لتجنيب المدينة المواجهات العسكرية فسنستثمرها لإيماننا أن هذا هدف سامٍ، لأننا نتصرف كدولة والحوثيين عبارة عن عصابات»، وأردف: «الحوثيون يريدون إطالة أمد الحرب لأنهم في وضع مريح، ويستفيدون من الوضع القائم حالياً لكون مدينة الحديدة تمثل مصدر دخل لهم، حيث يجنون 3 مليارات دولار أميركي سنوياً يتحكمون بها باليمنيين، كما أن هذه المدينة تمثل منفذاً تمر عبره الأسلحة الاستراتيجية كالطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية والأسلحة الخارقة للمدرعات للحوثيين». وأضاف: «قيادات الحوثي كغيرها من قيادات العصابات، لا تبالي إلا بتحقيق مصالحها الشخصية، مستفيدة من اقتصاد الحروب، والحديدة جزء من هذه المعادلة بالنسبة لهم»، وأردف «لهذا جاء قرار التحالف العربي البدء بعملية الحديدة لتحقيق هدف إرغام الحوثيين من أجل تغيير حساباتهم، والبدء بحل سياسي، اليمن في أمس الحاجة له». وتابع: «من منظورنا نجد أنه بعد 3 سنوات من القتال أن هذا كافٍ، وأنه قد حان الوقت لبدء عملية سياسية»، مشدداً على أن أهل الحديدة يريدون التخلص من الحوثي الذي حول مدينتهم إلى خراب ومصدر لتهريب الأسلحة، ولا يريدون أن يحكمهم متطرفون تدعمهم إيران. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، إن الحديدة مدينة مسالمة، وشعبها مسالم، ويرغب في التخلص من الحوثيين، ولذلك يرحبون بنا ويساعدوننا على الأرض، ونحن حريصون عليهم، وفي المقابل يمارس التحالف العربي أقصى درجات الحيطة والحذر، موضحاً أن ميليشيات الحوثي تنشر القناصة داخل الأحياء والقرى، وتستخدم الألغام عشوائياً، بهدف جرّنا إلى حرب بشعة ضحيتها مدنيون، لكننا لن ننجرّ لذلك، ونتعامل بحذر شديد لحماية المدنيين، ونحن الآن في المرحلة الأولى من العملية، ونحن نقوم بها بشكل مثالي نتجنب المدنيين ولا نربك المساعدات الإنسانية. وقال معاليه في رده على سؤال، إن عملية الحديدة هدفت لمساعدة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في مهمته الصعبة لإقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من الحديدة، لافتاً إلى أن قوات التحالف العربي، تركت خط الحديدة صنعاء مفتوحاً، ليكون ممراً آمناً لإخلاء الحوثيين وتسليم المدينة من دون حرب، إلى جانب ضمان استمرار تدفق المساعدات لليمنيين. وأردف: «ليس لدينا شك للحظة بأننا سننجز أهدافنا في الحديدة، ولن نسمح لهم لأن يدفعونا لقتال بشع يضطرنا للدخول إلى الأحياء السكنية»، مشدداً على أن هذا نهج محسوم لدى قوات التحالف العربي، وتم اتباعه حتى بالتعامل مع القناصة الحوثيين الذين يتحصنون بالأحياء السكنية. وشدد معاليه على أن وضع قوات التحالف العربي في الحديدة أكثر من ممتاز، لكننا نريد تجنب المدنيين وتجنب القناصة وتجنب تفخيخ الميناء، مؤكداً إنْ كان هناك بصيص من الأمل بنسبة 1% لانسحابهم من المدينة من دون شروط، سنعمل للاستفادة منه، حرصاً على المدنيين، ونحن لا نريد أن يتصرف الحوثي بيأس فيدمر كل شيء. وأضاف أن سيطرة التحالف العربي بقيادة السعودية على الحديدة بالكامل، باتت بالنسبة للتحالف مسألة وقت، والعملية تتم بشكل مدروس لحماية المدنيين. وفي رده على سؤال حول مطار الحديدة، قال إن «قوات التحالف العربي حررت المطار بيد، ولكن هذه القوات تتعرض لنيران القناصة المنتشرين في الأحياء السكنية المحيطة بالمطار، نتعامل بحذر على أساس ألا يكون ردنا يعرض المدنيين للخطر، حيث إن التعامل حالياً مع المطار يتناسب مع التدرج الذي ينتهجه التحالف في معركة الحديدة لكون هذا الأمر يوفر الفرصة لعدم التعرض للسكان، كما يوفر فرصة للمبعوث الدولي لكي يبلغهم بأن لديهم طريقاً مفتوحاً للانسحاب، ونحاول أن نحكم العقل بمسؤولية عالية، أخذين بعين الاعتبار المدنيين»، وشدد على أن هذا هو الوقت المناسب لانسحاب الحوثيين من الحديدة، وإنقاذ حياتهم، والدخول بجدية في العملية السياسية التي تشرف عليها الأمم المتحدة. وقال إن قوات التحالف العربي ترسل رسالة واضحة للحوثين وللآخرين أن عليكم أن تنسحبوا لأن أيامكم أصبحت في المدينة معدودة، مؤكداً أن قوات التحالف لن تسمح ببقاء مدينة الحديدة تحت سيطرة الحوثيين، وأن تطول الحرب لسنوات أخرى. وفي رده على سؤال لـ«الاتحاد» حول ما إذا كانت قوات التحالف العربي ستشن معركة عسكرية لتحرير مدينة الحديدة في حال انسداد الحل السياسي ورفض الحوثيين الانسحاب، قال معاليه إن قوات التحالف بالدرجة الأولى تغلب لغة العقل لتجنيب المدينة والميناء المواجهات العسكرية، وإذا لم يتحقق هذا، فإن قوات التحالف مصممة على إحداث تغييرات استراتيجية على الأرض لتحرير الحديدة وتحقيق أهدافها 100%. وتابع: «ليس لدينا شك للحظة بأننا سننجز أهدافنا في الحديدة، لكنهم لن يدفعونا لقتال بشع يضطرنا لدخول الأحياء السكنية، هذا هو المنهج المحسوم الذي اتبعناه، ولن نسعى لأسلوب التدمير الكامل من أجل التخلص من القناصة». وأردف: «تقديراتنا أن عدد الحوثيين في المدينة ما بين 2 إلى 3 آلاف مقاتل، بالإضافة إلى بعض المجاميع الذين لا يرتدون الزي العسكري، ويعملون كمجاميع قناصة مزودين بالأسلحة ضد الأفراد والألغام، ومعظمها إيرانية الصنع». وأكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الحل في اليمن «سياسي»، وتدعمه قوات التحالف العربي، وهو مستند إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار «اليمني اليمني»، وعلى أساس القرار رقم 2216، وأضاف أن أهداف قوات التحالف العربي من وراء معركة الحديدة واضحة، حيث إن الضغط العسكري الذي تمارسه على ميليشيات الحوثي الانقلابية، يستهدف بالدرجة الأولى تحقيق أهداف سياسية، مشيراً إلى أن التحالف العربي يدعم جهود الأمم المتحدة بناء على المرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار 2216، مؤكداً أن المشكلة تكمن في الحوثيين لكونهم طرفاً كسب شيئاً بالعنف والسلاح، ويرفض الخيار السياسي. لا قوات فرنسية في الحديدة نفى معالي الدكتور أنور قرقاش في رده على سؤال حول وجود قوات فرنسية في مدينة الحديدة، وقال: «كل ما هناك تلقينا عرضاً فرنسياً لمساعدتنا بإزالة الألغام عندما يحين وقتها». التحالف القطري الإيراني الإخواني يصعب تفسيره أشار معالي الوزير أنور قرقاش خلال المؤتمر الصحفي إلى أن التحالف القطري الإيراني الإخواني في مدينة الحديدة موضع شك ويصعب تفسيره ووصفه على أنه تحالف غريب عجيب. لا أحد في اليمن يقبل بوجود نموذج «حزب الله» أكد معالي الدكتور أنور قرقاش أن لدى قوات التحالف العربي أهدافاً استراتيجية تتمثل بحرمان إيران من الميليشيات الموالية لها وإيقاف الصواريخ الباليستية والتخلص من «القاعدة». وشدد على أن لا أحد في اليمن يقبل بنموذج حزب الله في لبنان، مؤكداً أن إيران تقدم مساعدات كبيرة للحوثيين في المجالين السياسي والدعائي والإعلامي، مبيناً أنه لا يملك معلومات حول تهريب أسلحة إيرانية للحوثيين الآن عبر ميناء الحديدة بسبب الظروف العسكرية الراهنة في المدينة. وقال إن تشبث الحوثيين بميناء الحديدة يعود لحجم الخسارة الاستراتيجية الكبيرة التي ستلحق بهم وبداعميهم في إيران في حال تم انسحابهم من مدينة الحديدة. الحوثيون رفضوا أن تظل الحديدة محايدة قال معالي الدكتور أنور قرقاش خلال المؤتمر الصحفي، «قبل عام كان هناك مشروع يقضي بأن تظل الحديدة محايدة تخدم اليمنيين ومعبراً للمساعدات واتفقنا جميعاً على ذلك الترتيب للتأكد من أن الميناء سيخدم هذا الهدف لكن بعد عام اتضح أن الحوثيين كانوا فقط يكسبون الوقت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©