الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التاكسي في باكستان·· رحلة حافلة بالعجائب والغرائب

التاكسي في باكستان·· رحلة حافلة بالعجائب والغرائب
3 يناير 2008 23:40
كثيراً ما تعكس خدمة النقل العام في المدن العالمية الكبرى، وخاصة خدمة سيارات الأجرة (التاكسي)، واقع قطاع الخدمات العامة والسياحية فيها· ويكون لهذه الخدمة أهميتها الكبرى في تنشيط السياحة طالما أن السائح الأجنبي لا يفترض فيه أن يحضر سيارته معه عندما يهم بزيارة بلد غير بلده· وقد يصل تدنّي مستوى هذه الخدمة في بلد ما كالباكستان والهند وتايلاند، إلى الحدود التي يصبح معها ركوب التاكسي مغامرة محفوفة بالمخاطر والمفارقات العجيبة· وتكمن المشكلة أحياناً في صعوبة الحصول على هذه الخدمة في بعض مدن العالم، فيما يتعرّض السيّاح في بلاد أخرى للمضايقات من أصحاب سيارات التاكسي حتى ليبدو وكأنهم مصرّون على حمل السياح إلى سياراتهم حتى لو رفضوا ذلك· وهذا بالضبط ما يمكن أن يلاحظه كل من يفكر بزيارة الباكستان· ويذكر تقرير لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أنه إذا كان من المتعذّر على المرء في الكثير من أنحاء العالم، العثور على سيارة أجرة، إلا أن الأمر يبدو مختلفاً تماماً في العاصمة الباكستانية إسلام أباد التي أصبحت فيها خدمة التاكسي في الكثير من الأحيان أشبه بأعمال (البلطجة)· وكثيراً ما يتعرض السياح للمضايقات وهم يسيرون على الأقدام عندما يتسابق سائقو سيارات التاكسي لعرض خدماتهم· وغالباً ما تصل الأمور إلى حدّ إكراه السائق على ركوب السيارة التي غالباً ما تكون قديمة ومتهالكة· ومعظم السيارات المستخدمة في هذا النشاط تكون من طراز (سوزوكي مهران)· وعلى كل من يقصد العاصمة الباكستانية المكتظة بالسكان والتي تعمّ طرقها الفوضى العارمة، ألا يجزع من النفير أو الزعيق ذي الصوت العالي لسيارة تاكسي توقفت بجانبه ليطل سائقها برأسه عارضاً خدماته· وإذا ما وافق (الزبون) على قبول هذه الخدمة بسبب إلحاح السائق وصعد إلى السيارة، فسوف تبدأ بعد ذلك المساومات والمفاوضات لتحديد الأجر في غياب المقاييس المتعارف عليها كالعداد الإلكتروني أو التعرفة الرسمية· ويبدو من خلال هذه الظاهرة أن خدمة التاكسي السائدة حالياً في الباكستان هي صنعة قديمة تعاني من عدم مسايرة التطورات التي طرأت عليها مع تطور صناعة السيارات بشكل خاص والقطاعات السياحية بشكل عام، إلا أن الحقيقة غير ذلك· إذ تعود البدايات الأولى لهذه الصنعة إلى سنوات التسعينات عندما أطلق رئيس الوزراء الباكستاني آنذاك نواز شريف مشروع سيارات الأجرة في إطار مبادرة يمنح بموجبها العاطلون عن العمل قرضاً لشراء سيارة مستعملة يعمل عليها كسيارة أجرة· وينطوي ركوب سيارة تاكسي في الباكستان على الكثير من المخاطر؛ فهناك عشرات الآلاف من هذه السيارات غير الآمنة التي تجوب شوارع المدينة وأغلبها غير صالح للسير على الإطلاق· ولا يوجد فيها عداد للأجرة مما يقتضي من الراكب أن يساوم حتى يدفع أجرة عادلة لا تزيد عن مئة روبية أو ما يعادل نحو دولار ونصف الدولار للرحلة· كما أن ركوب سيارات الأجرة يمكن أن يكون أمراً مسلياً عامراً بالطرائف؛ وكثيراً ما يتوقف السائق بين حين والآخر ليتحدث مع صديق على جانب الطريق، وما على الراكب في هذه الحالة سوى الانتظار، ونظراً لانتشار السيارات ''السوزوكي مهران'' في باكستان فإن بعض الأجانب قد يختلط عليهم الأمر ويركبون سيارة خاصة من هذا الطراز ويطلبون من الجالس على عجلة القيادة أن يوصلهم إلى وجهتهم· ولعل أفضل ميزة في سيارات الأجرة في إسلام آباد أنها تعمل بالغاز الطبيعي، وهو البديل الأكثر نظافة من البنزين في دفع السيارات إلا أن السبب الأقوى لاستخدامه يكمن في أن سعره يساوي نصف سعر البنزين على الرغم من تضاعف أسعار الغاز الطبيعي منذ عام ·2000 ولا شك في أن ركوب سيارات التاكسي في الباكستان هو واحد من الظواهر الغريبة والعجيبة في هذه الدولة التي تسعى إلى الخروج من دائرة التوتر السياسي والاجتماعي، ولكنّها بالتأكيد ظاهرة سياحية مثيرة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©