الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القوات الأميركية... إلى هايتي

23 يناير 2010 21:50
أعلن البنتاجون يوم الأربعاء أنه سيرسل وحدة عسكرية ثانية تابعة للقوات البحرية إلى هايتي من أجل دعم ما بات عملية إغاثة آخذة في التوسع بالنسبة لوزارة الدفاع، مما يعمق دور الجيش الأميركي هناك. ذلك أن حوالي 4000 من قوات المارينز والبحرية التابعين للوحدة البحرية الرابعة والعشرين، الذين كان من المقرر أن يتجهوا إلى أفغانستان هذا الأسبوع، سيقصدون بدلا من ذلك هايتي من أجل دعم عمليات الإغاثة الإنسانية. غير أن الوحدة العسكرية المشار إليها، من المنتظر أن تواصل رحلتها إلى بحر العرب في أفق نشرها المرتقب في أفغانستان خلال الأسابيع المقبلة. ويشير قرار تحويل وجهة قوات المارينز إلى عمق الحاجة إلى مساعدة إنسانية في هايتي، التي عاشت هزة ارتدادية قوية يوم الأربعاء الماضي. هذا القرار يضع البنتاجون أمام عملية توازن صعبة ودقيقة، وذلك على اعتبار أن الجيش الأميركي المجهَد أصلا لا يستطيع أن يعلق في عملية لفرض الأمن والاستقرار، خاصة في ظل المهام المستمرة الملقاة على عاتق الجيش الأميركي في أفغانستان والعراق، ومحاولات واشنطن حشد الجهود الدولية لزيادة عدد القوات في أفغانستان. وفي هذا الإطار، يقول أنتوني كوردسمان، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز بحوث يوجد مقره في واشنطن، إن على الولايات المتحدة أن تفعل قدر ما تستطيع مع الحرص في الوقت نفسه على عدم خلق انطباع خاطئ. ويستطرد كودزمان قائلا: "ثمة أسباب قوية لعدم إرسال قوات أميركية إلى هايتي لأنك إذا فعلت، فالنتيجة ستكون مهمة تكرس الاعتماد". ويرى كوردسمان: "يجب أن نكون جد حذرين في خطابنا؛ لأنه حين تكون ثمة أزمة، فإنك ترغب في طمأنة الناس بأننا سنفعل كل ما نستطيع، لكننا لا نستطيع أن نفعل ما لا نستطيع". ويعترف مسؤولون عسكريون بصعوبة البقاء في هايتي على المدى الطويل، لاسيما في وقت يديرون فيه حربين أرهقتا مواردهم الكبيرة، حيث قال مسؤول عسكري كبير في البنتاجون يوم الأربعاء: "سنكون هناك طيلة الوقت اللازم فقط"، مضيفا: "لكن بين أن نكون هناك في أسرع وقت ممكن وبين أن نبقى هناك طيلة الوقت اللازم، ستكون ثمة أمور كثيرة مرهونة بالظروف". وقال المسؤول الذي تحدث في إيجاز صحفي وطلب عدم ذكر اسمه، إنه مازال من السابق لأوانه الجزم بشأن ما إن كان الجيش سيبقى هناك أسابيع أو أشهراً أو لفترة أطول. لكن إذا كانت بلدان أخرى ومنظمات الإغاثة تقوم بتقديم الكثير من المساعدات، فإنه سيكون من الصعب على الرئيس أوباما سحب الجيش من هايتي، والتي طالما عانت من تفشي الفقر وعدم الاستقرار والفساد السياسي والانقسامات الطبقية، وهي مشكلة ستصبح أكبر وأكثر خطورة في حال توسعت الاضطرابات التي مازالت متفرقة حتى الآن، عبر العاصمة بورت أوبرينس. وحتى الآن، مازالت تلك المشاكل الأمنية محصورة في "جيوب اضطرابات"، وذلك بسبب يأس السكان الذين يحتاجون إلى الطعام والماء والإمدادات الطبية، حسب الجنرال دانييل آلين، نائب قائد فريق "الاستجابة الموحدة"، الذي عقد مؤتمرا صحفيا يوم الثلاثاء الماضي. لكن فترة ما بعد الزلزال القوي الذي بلغ 7 درجات الأسبوع الماضي، مازالت تتميز بالهدوء عموما حتى الآن. وفي هذه الأثناء، يفيد مسؤولون عسكريون بأن نشر الوحدة البحرية الرابعة والعشرين في هايتي لا يعني إلغاء مهمتها المقررة إلى أفغانستان؛ حيث مازال مقررا أن تنطلق لأداء مهمتها في بحر العرب -حيث ستقدم الدعم للقوات الأميركية في أفغانستان- ولكن فقط بعد أن تنتهي من مهمتها في هايتي. ومن المنتظر أن تصل الوحدة البحرية الرابعة والعشرون إلى هناك باستعمال طائرات الهيلوكبتر ومعدات الإنزال من البحر إلى البر حيث من المتوقع أن تقدم دعما لوجيستيا في الغالب، مما يخفف العبء على أسطول يضم 20 سفينة تابعة للقوات البحرية، ومن ذلك السفينة المستشفى "يو إس إن إس كمفورت". غير أنه من غير المتوقع أن ينزل جنود الوحدة إلى البر، وإن كانت تلك المهمة قد تتغير.وفي هذه الأثناء، توجهت منذ فترة قوات برية أخرى إلى هايتي، حيث وصلت خلال الأيام الأخيرة الوحدةُ البحرية الثانية والعشرون التي قامت منذ فترة بإنزال حوالي 800 من قوات المارينز إلى البر من أجل القيام بمهمة توزيع المساعدات الإنسانية. وإضافة إلى ذلك، بدأ أعضاء من الفرقة الجوية الثانية والثمانين، التي يوجد مقرها بقاعدة "فورت براج"، الطيران إلى هايتي من أجل المساعدة في توزيع إمدادات الإغاثة، والمساعدة، إن اقتضى الأمر ذلك، على تأمين المناطق المضطربة. كما بدأت الفرقة الثانية والثمانون تصل بدعم من الجناح الجوي الثالث والأربعين الذي يوجد مقره في قاعدة "فورت براج". وقال قائد "الجناح"، العقيد جيمس جونسون، "إن جنود القوات البرية الأميركية ومعداتهم، بدؤوا التدفق إلى هايتي بسلاسة الآن"، مضيفا قوله: "إنك ترى تدفقا أحسن؛ ولكن ورغم ذلك، فالأمر ليس كما لو أنك ذاهب إلى شيكاجو". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
المصدر: قاعدة "فورت براج"، كارولاينا الشمالية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©