الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيرمي كوربين «بيرني ساندرز بريطانيا»

25 سبتمبر 2016 21:06
أعيد انتخاب جيرمي كوربين زعيماً لحزب «العمال» البريطاني الذي يعاني انقسامات مريرة، بعد عام من صعوده المفاجئ والذي عصف بالحياة السياسية في بريطانيا. وقد أثبت «كوربين»، الذي وصف بأنه «بيرني ساندرز بريطانيا»، نسبة إلى المرشح «الديمقراطي» في الانتخابات التمهيدية الأميركية، مرة أخرى أنه يحظى بشعبية ساحقة في القاعدة الشعبية للحزب، حيث تغلب على منافسه «أوين سميث» بحصوله على 61.8 في المئة من الأصوات. وعقب إعلان النتائج يوم السبت، قال الزعيم الاشتراكي الذي يبلغ من العمر 67 عاماً: «دعونا نعمل معاً من أجل إحداث تغيير حقيقي في بريطانيا». وفي مستهل المؤتمر الصحفي السنوي لحزب «العمال» في ليفربول، دعا«كوربين» إلى اتحاد الحزب المنخرط في معارك فوضوية بشكل مذهل. وقال:«إن الانتخابات عملية حماسية، وغالباً ما تكون حزبية، وأحيانا تُقال أشياء كثيرة في خضم النقاشات، من كافة الجوانب، والتي نندم عليها فيما بعد في بعض الأحيان. دعونا نفتح صفحة جديدة من اليوم». كانت نتيجة الانتخابات متوقعة على نطاق واسع على الرغم من التنافس الشديد والذي ألقى بالضوء على الانقسامات العميقة داخل الحزب البعيد عن السلطة منذ عام 2010. ربما يحظى «كوربين» بشعبية في القاعدة الأساسية للحزب، لكنه يفتقر إلى تأييد العديد من ممثلي حزبه في البرلمان. وقد اندلع التنافس على القيادة بعد قرار بريطانيا الصادم بترك الاتحاد الأوروبي، والذي يُشار إليه باسم «بريكست». وبعد فترة وجيزة، أيد 172 من أصل 230 نائباً تصويتاً بحجب الثقة عن زعيمهم. وقد عزا البعض السبب في وجوب استقالة كوربين إلى أسلوبه في القيادة، في حين انتقد البعض أداءه أثناء استفتاء الاتحاد الأوروبي. وكان «كوربين» يدافع عن بقاء بريطانيا في الكتلة، لكن البعض قالوا إنهم شعروا أنه لم يكن حقاً يريد ذلك، وأنه لم يفعل ما يكفي لدعم تأييد البقاء في الاتحاد الأوروبي. بيد أن هذا التمرد أتي بنتائج عكسية، حيث فشل سميث في توليد هذا النوع من الحماس الذي يشع بين أتباع «كوربين». هذا الفريق، المعروف باسم «الكوربينيين»، يتسم بالحيوية والحماس والقوة في وسائل الإعلام الاجتماعية. ومنذ أن أصبح «كوربين» زعيماً، توافدت أعداد كبيرة من الناس للانضمام إلى حزب العمال. وقال كوربين أثناء مؤتمر صحفي: إن لديه أكثر من 500 ألف عضو في الحزب الذي يعد أكبر حزب سياسي في أوروبا الغربية. ولكن من ناحية أخرى، يخشى بعض مؤيدي حزب «العمال» من أن مناشدته لا تتجاوز شريحة من الناخبين البريطانيين. وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه مؤخراً مركز يوجوف أن حزب «العمال» يلي حزب «المحافظين» بفارق تسع نقاط. وقال «جون كورتيس»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة «ستراثكلايد»: إن المشكلة الأساسية لحزب «العمال» هي أنه ليس لديه أي شخص أظهر قدرة على لفت انتباه الجمهور على نطاق واسع. وأوضح قائلاً: «ليس هناك أي شخص في الحزب البرلماني أثبت أنه مناسب لهذا المنصب، لكن لدى الكوربينيين مرشح.. أما غير الكوربينيين فليس لديهم». وعندما فاز «كوربين»، وهو سياسي مخضرم من الجناح الأيسر للحزب، في السباق على القيادة العام الماضي، كان ينظر إلى هذا على نطاق واسع كانتقاد لمؤسسة حزب «العمال» ولتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق الذي أزال الفروق التقليدية بين اليسار واليمين خلال العقد الذي أمضاه في السلطة. ويقول مؤيدو كوربين، والعديد منهم من المناهضين بشدة لبلير، إن كلامه واضح، وإنه سياسي أصيل دفع بجيل جديد من النشطاء مع تأكيده على خلق مجتمع أكثر مساواة. أما الآخرون فهم متشككون من أن الحركة الجماهيرية المستوحاة من كوربين يمكن أن تترجم إلى نجاح أوسع نطاق، ويقولون: إنهم يخشون من أن سنوات شاقة وطويلة من المعارضة في انتظارهم. يقول ديفيد ميليباند، الذي شغل منصب وزير خارجية بريطانيا في ظل حكومة حزب العمال بزعامة جوردون براون، إن الحزب لم يكن أبعد من ذلك عن السلطة منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وكتب ميليباند في مقال نشرته صحيفة(نيو ستيتسمان) أن التأميم لا يمكن أن يكون الرد على كل شيء، وأن الخطب المناهضة للتقشف لا يمكنها تفسير كل شيء، وأن عائدات الضرائب المفروضة على الشركات لا يمكن أن تسدد كل شيء. إنها لا تضيف. وهذا لن ينجح. فالناس ليسوا أغبياء. *مراسلة «واشنطن بوست» في لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©