الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من هب ودب

25 سبتمبر 2016 21:13
الأدب والشعر يرتفعان بارتفاع ذوق المتلقي، وينخفضان بانخفاض ذوقه .. وقد ضمر الأدب والشعر في الأمة العربية لأن أحداً لم يعد يتذوقهما، ولأن الجمهور لم يعد ذلك الذي كان رقيقاً وحساساً وذواقاً .. ولذلك صار كل من هب ودب يكتب شعراً أو رواية أو قصة أو مقالاً .. ولم يعد هناك جمهور قادر على التقييم والنقد ومعرفة الجيد من الرديء .. وكثيراً ما اشتهر أدباء وشعراء لا وزن لهم ولا قيمة ولا موهبة لمجرد أنهم نالوا إعجاب الجمهور غير الذواق وغير الواعي .. كما يندثر أدباء وشعراء موهوبون لأنهم لم يجدوا قبولاً لدى جمهور الببغاوات. وهذا ليس في الأدب والشعر فقط ولكنه ينطبق أيضاً على الفن .. فكم من مطرب أو مطربة بلا مواهب ولا قيمة صاروا ملء السمع والبصر .. وكم من مطربين موهوبين انزوا واختفوا لأن المعايير والموازين اختلت .. وعموماً أصبحت المعايير مختلة في كل المجالات، لأن التقييم أصبح في يد جمهور لا يعي ولا يدرك بالعقل أو بالقلب، وإنما يحكمه الانطباع .. لذلك تجد أدباء وشعراء وفنانين يصعدون بسرعة ثم يهوون بسرعة أيضاً لأن الجمهور انطباعي وليس عقلانياً .. كما أن مواقع ما يسمى التواصل الاجتماعي، صارت ساحة للإجماع على الباطل والغث وتسويق كل ما هو رديء بالمجاملات والعلاقات الخاصة .. وصار كل شيء نيئاً وغير ناضج ومسلوقاً. شمسة - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©