الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عرس الرطب..!

27 يوليو 2010 21:12
مرة أخرى، يثبت مهرجان ليوا للرطب أن تجربة ابتكار المهرجانات والفعاليات المحلية يمكنها أن تنجح وأن تجد لنفسها مكاناً على خريطة المهرجانات المحلية والإقليمية والعالمية، فقد تحول المهرجان خلال فترة قصيرة إلى احتفالية سنوية يلتف حولها الجميع، من مواطنين ومقيمين وعرب وأجانب وسياح. ما يميز هذا المهرجان هو ارتباطه الوثيق بعادات وتقاليد وقيم المجتمع، فهو يرسم ملامح لأيام جميلة، وتاريخ ليس بالبعيد، ويترك في النفوس أثراً وحنينا إلى ذكريات وعادات وثقافة مجتمع، كان التمر فيها والنخل يشكلان أهم ملامح الحياة. هذا العام تطور المهرجان كثيراً، وبدأ في الجمع بين ما يقدم في المهرجانات العالمية، وبين مراسم وطقوس موسم جمع التمور والرطب، مسابقات وأرقام قياسية، ومشاركات من الرجال والنساء وأصحاب الحرف اليدوية، وحرص من العائلات على اصطحاب الأطفال والصغار، لتعريفهم بفخر على دور النخيل في تاريخنا، وكيف كانت النخلة أحد أعمدة الحياة الرئيسة، فمنها كنا نأكل ونستظل ونصنع ونعيش في أرض صحراوية يندر فيها اللون الأخضر، وهي مفاهيم لا بد أن تدركها الأجيال الجديدة، حتى تحافظ على إنجازاتها، وتتذكر دائماً رحلة كفاح المجتمع المحلي. الجميل أيضاً في مهرجان هذا العام هو التفاعل الشعبي المحلي، وحماس الناس من أجل إنجاح هذا المهرجان، الذي استقطب الزوار والعائلات في الموسم الصيفي الحار، ليؤكد أن الأفكار الناجحة، لا تقف أمامها أي موانع حتى وإن كانت حرارة الطقس العالية. ومرة أخرى تؤكد زيادة المشاركات وعدد الزوار أن كل مكان في الإمارات يمكنه أن يصبح وجهة سياحية، ويمكنه أن يجتذب الزوار والسياح من الداخل والخارج، حتى وإن كانت مقوماته - من وجهة نظرنا - غير مكتملة، أو تحتاج للتطوير، فالأفكار والرؤى هي التي تصنع النجاح، وها هي المنطقة الغربية تسجل حدثاً سنوياً، نجح في جذب الأنظار، وجعلنا نشد إليها الرحال. كان أمتع ما في المهرجان هو تلك المائدة التي وضعت على أكبر سرود مصنوع من سعف النخيل في العالم، وضمت المائدة 600 طبق جميعها مصنوعة من التمر، منها أطباق تراثية وأطباق حديثة صنعت بأيدي مجموعة من السيدات المبدعات، ومثل هذه الأشياء نراها دائماً في المهرجانات العالمية، وتتناقل أخبارها عبر وسائل الإعلام، ويقرأها ويشاهدها الناس بشغف في كل دول العالم، والأمتع أنها كانت مرتبطة بتراثنا وثقافتنا، ولفتت الأنظار بشكل كبير إلى المهرجان، وأعطته مذاقاً خاصاً. عشرة أيام انتقل خلالها أكثر من 75 ألف زائر من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية إلى ليوا والمنطقة الغربية، ليتعرفوا إلى المكان والحدث، ويشاركوا فيما يشبه عرس الرطب، وذلك هو النجاح، وتلك هي صناعة السياحة.. نشكركم.. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©