الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة الأهداف

25 سبتمبر 2016 21:14
عندما يبلغ أحدنا عامه الرابع يدخل منطقة المسؤولية التي يحتمها الالتحاق بالمدارس النظامية وما يصاحبه من استيقاظ مبكر والتزام بالأنظمة المدرسية وأداء متطلباتها، والانضمام إلى قافلة المهمومين بالأعمال والواجبات اليومية، ويستمر بنا الحال كذلك حتى نتم دراستنا الثانوية وما الأمر بالنسبة لنا سوى تقليد علينا أداؤه أو مرحلة لابد من المرور عبرها للوصول إلى الدراسة الجامعية، عبرنا نهر المدارس وبلغنا شط الجامعة وما زالت أذهاننا تخلو من هدف فكرنا به ونجتاز مراحل دراستنا ونتحمل الصبر على سنواتها سعيا وراء تحقيقه. إن الثقل الذي يعانيه أبناؤنا عند خروجهم إلى المدارس والجامعات يعود في غالبه إلى عدم الإجابة عن السؤال: لماذا المدارس والجامعة والعلم برمته؟ وهو الذي ستتلخص إجابته في هدف معين يساعد الأبوان والأهل والمدرسون على رسمه وتحديد ملامحه وإيضاح خطوات إنجازه، هدف يخدم المرء من خلاله دينه وذاته ومجتمعه ووطنه، هو الهدف وحده تلك الوصفة الساحرة التي ستملأ حياة جيل بالإقبال على العلم واتخاذه مركبة حتمية لوصوله إلى مبتغاه وتحقيق ما ينشد، بل ستغير ثقافة العديد من الطلاب إزاء التخصصات الجامعية والوقوف الحائر أمام حاجة سوق العمل الذي لا يعرف أغلبهم عنه شيئا سوى اسمه. الهدف هو الذي يدفع العابد في ليلة حالكة السواد شديدة البرد إلى ترك دفء الفراش والتنازل عن لذة النوم ليصلي ركعتين طلبا للجنة، هو الذي يعزل عالماً عن الدنيا وما تحتوي عاكفاً على أبحاثه بغية الوصول إلى دواء لداء ألمَّ ببني البشر ولم يعرفوا له مخرجا، هو الذي أحال شعبا مهزوما يعاني آثار القنابل التي ابتلي بها في الحروب كاليابان إلى أقوى شعوب العالم اقتصادا، والهدف الذي عاشه والدنا الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من أجل أن يحيل الصحراء الميؤوس من إصلاحها إلى جنة خضراء وإسعاد شعب الإمارات، وهو مانحن به اليوم من أسعد الشعوب. العمل على وضع أهداف للطالب منذ طرقه أبواب الدراسة وحتى تخرجه وكذلك تحديد أهداف للموظف ليس بالشيء الجديد التي تنادي به جوائز التميز بل هو نداء قديم للإنسان فلولا أهدافه في الحياة ومحاولة بلوغها ما وصلت الإنسانية لما وصلت إليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©