أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
نجح الدكتور يعقوب الحمادي، جراح العظام والركبة بمدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي، في البدء بتطبيق تقنية جديدة للمرة الأولى في الشرق الأوسط لتغيير مفصل الركبة، والتي تسمح بـ «تفصيل» قالب لمفصل الركبة حسب حالة كل مريض، باستخدام تقنية حديثة للتصوير ثلاثي الأبعاد للركبة، حيث يتم تصنيع القالب بحجم وتفاصيل عظام مفصل الركبة، ما أدى إلى توفير الوقت لإجراء العملية وفترة الاستشفاء ونتائج إيجابية عديدة.
وقال الدكتور الحمادي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: إن هذه الطريقة الجديدة تمتاز بها إمارة أبوظبي ليس فقط في الدولة، بل أيضا في منطقة الشرق الأوسط، حيث إنه يتم استخدامها للمرة الأولى، وذلك بعد أن تم البدء في إجرائها منذ شهر سبتمبر من العام الماضي، وإجراء عدد من العمليات الناجحة للمرضى.
وأشار إلى أنه يتم إرسال الصور ثلاثية الأبعاد التي تم أخذها لركبة المريض إلى شركة متخصصة في الولايات المتحدة لتفصيل قالب المفصل الصناعي، ويكون ذلك باسم كل مريض على حسب حالته المرضية ومقاس ركبته وشكلها، حيث يتم التصوير بأجهزة عالية الدقة، مما يمكن من تصوير كل تفاصيل الركبة بشكل واضح ودقيق وذلك بتصوير انحرافات ونتوءات الركبة التي تختلف من شخص لآخر.
وأوضح أن هذا الأسلوب يتم بدقة شديدة مما يسهل عملية تصنيع قالب للركبة المصابة التي صنعت خصيصاً للشخص المصاب وحسب تضاريس ركبته، مما يسهل عملية صب جسم المفصل الصناعي في القالب المخصص للمريض المصاب الذي يتم تغيير مفصل ركبته بالكامل.
وأشار إلى أن عملية تغيير مفصل الركبة تكون ضرورية في حال تلف أجزاء كبيرة في عظام مفصل الركبة، وبالتالي لا يصح أن يتم تلبيس بعض أجزاء الركبة، مما يؤدي إلى التغيير الكامل للمفصل.
ولفت الدكتور الحمادي إلى أن هذه الطريقة الجديدة «تفصيل قالب لمفصل الركبة لكل مريض حسب حالته»، توفر ثلث وقت العملية العادية لتغيير مفصل الركبة الكامل في العمليات العادية التي يتم وضع مفصل فيها ولا داعي للقياس وتجهيز القياسات علاوة على الدقة العالية، وعدم الحاجة لاختراق عظم الفخذ في حال تغيير المفصل الكامل، إضافة إلى تعود المريض على حجم الركبة وشكلها وما بها من نتوءات ما يسرع من فترة الاستشفاء للمريض.
وأكد أن تفصيل قالب لشكل عظام مفصل الركبة يتم إنجازه خلال أربعة أسابيع، حيث يتم عمل مجسم لقالب الركبة حسب كل مريض، بوضع اسم المريض على الصور التي تم تصويرها له.
وأضاف أن هذه الطريقة الجديدة يمكن أن توفر الوقت من حيث عدم إجراء عمليات تمهيدية قبل عملية تغيير المفصل، مستعرضاً حالة إحدى المريضات، في عقدها التاسع من عمرها، وكانت تعاني من كسر في الفخذ وتم وضع شريحة بلاتينية (سيخ للفخذ) الذي لابد من عملية له لإزالة السيخ، قبل إجراء عملية تغيير المفصل بالطريقة التقليدية ثم الانتظار ثلاثة أشهر أخرى لإجراء التغيير، أما التقنية الجديدة فلا يحتاج الجراح معها لإجراء عملية إزالة أي شريحة موجودة في منطقة الفخذ أو الركبة.
وأشار إلى أن الأسلوب الجديد يساعد على تفادي إجراء ثقوب في العظام لتثبيت المفاصل الصناعية التقليدية، إلا أن طريقة تفصيل قالب مفصل الركبة لا يتطلب إجراء مثل هذه الثقوب، حيث توفر هذه الطريقة نسبة الدم التي يفقدها المريض، خاصة لكبار السن، حيث إنه لا يحدث نزيف، ما يعني أن الجراح لا يحتاج الاستعانة ببنك الدم لعدم فقد المريض الدم أثناء العملية.
ولفت إلى أن التكلفة لتطبيق هذه التقنية الجديدة لا تزيد على ثلاثة آلاف درهم، إضافة إلى تكاليف العملية الأصلية، ولكن هذه الطريقة الجديدة تزيد نسب الاستشفاء والحركة والتأهيل بعد العملية، حيث إن المفصل غريب على المخ إلا أن الطريقة الجديدة توفر الوقت في عملية تطبيع جسم الإنسان على المفصل الجديد الذي يتم تركيبه، لأن شكل مفصل الركبة يشبه تماماً المفصل الطبيعي لكل مريض.
وقال: إن بعض فئات التأمين الصحي تغطي إجراء هذه الطريقة، حيث إنها توفر إجراء عمليات إضافية علاوة على نتائجها الإيجابية وتنفيذها للمرة الأولى في الإمارات والشرق الأوسط، مضيفا أن هذه التقنية هي الأحدث والأفضل في جراحات الركبة التي تتطلب تغيير مفصل الركبة إذا احتاج المريض لذلك.
عدد اليوم
