السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخيانة والمال الفاسد «وجهان لعملة واحدة»

الخيانة والمال الفاسد «وجهان لعملة واحدة»
8 أغسطس 2017 00:41
عمرو عبيد (القاهرة) فتحت صحيفة «سبورت» الكتالونية النار، على نيمار دا سيلفا، ووجهت إليه اتهاماً صريحاً بالخيانة، حيث كشفت الصحيفة الداعمة لبرشلونة الإسباني عن وقائع عدة، تؤكد أن اللاعب البرازيلي كذب على المشجعين، وخدع زملاءه، وخان ناديه الذي صنع منه نجماً لامعاً في سماء الكرة العالمية، وقالت الصحيفة إن نيمار ووالده تعمدا الكذب، ليظهرا بصورة الضحية، من أجل إتمام هذا الانتقال المشبوه، البعيد عن أخلاق التفاوض وقواعد الانتقالات، وأن كليهما أعد العدة لتنفيذ تلك الصفقة الجنونية، قبل شهور من الإعلان عنها. وأكدت «سبورت» حصول اللاعب على إجازة خداعية، في عطلة نهاية الموسم، من أجل التوقيع على كل عقود الانتقال إلى باريس سان جيرمان، والانتهاء من كل الأمور، قبل العودة للاستعداد للموسم الجديد، والتي كان أهمها الحصول على شيك بقيمة 300 مليون يورو، نظير أن يصبح نيمار سفيراً خاصاً وراعياً لكأس العالم 2022، المزمع إقامته في قطر، وهو المبلغ الذي كفل للبرازيلي دفع الشرط الجزائي، والرحيل عن برشلونة للتحايل على قانون النزاهة المالية في أوروبا! نيمار نسى تماماً الدعم الكبير الذي حصل عليه من مسؤولي وعشاق «البارسا» منذ عام 2011، خاصة في مواجهة الكثير من اللغط الذي أثير إعلامياً وقانونياً ومالياً حول تلك الصفقة، وارتكب خيانته تحت وطأة الطمع والبحث عن مال غزير مفسد للعبة كرة القدم، لأن الانتقال حمل صبغة السياسة ممزوجة بالمال، بعيدة كل البعد عن الطموح وتحقيق المجد والإنجازات الكروية، وظل نيمار صامتاً يرسم البراءة على وجهه، بينما هو يعد العدة لخيانة الجميع، حتى الأصدقاء الذين تواجدوا في حفل زفاف ميسي، إذ لم يهتم بالتلميح لهم حول قراره بأي كلمة. وفي بداية يوليو، حسب توضيح الصحيفة، تقدم أندري كوري، عضو اللجنة الفنية لبرشلونة في أميركا الجنوبية، بتحذير لإدارة «البارسا» حول وجود تحركات مريبة تحيط بنيمار، بمشاركة والده، مما دعا رئيس النادي جوسيب بارتوميو، لمتابعة الأمر بنفسه، خاصة أن سوابق نيمار في 2015 مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، ثم باريس سان جيرمان ذاته في 2016، كانت توشك بتنفيذ اللاعب لفعلته، لكن الشرط الجزائي في عقده كان كافياً من وجهة نظر إدارة «البارسا» لاستحالة حدوث ذلك، خاصة أن قواعد اللعب المالي النظيف ستقف عائقاً في وجه هذا الأمر، لكن المال القطري الباحث عن حل مشاكله السياسة بأي وسيلة، تنفيذاً لمبدأ «الغاية تبرر الوسيلة»، عقد النية على الاستمرار في فساده الرياضي، من دون وضع أي اعتبار لقواعد وأخلاق اللعبة. الصحيفة الغاضبة، واصلت كشف كل الحقائق الخاصة بتلك الصفقة، حيث هاجمت المسرحية الهزلية التي حاول نيمار ووالده إتقانها، من أجل خداع الجميع في برشلونة، حيث كان نيمار هو المظلوم المجبر على الرحيل، بينما كان والده هو الرافض لذلك، مؤكداً للجميع بقاء ابنه في «البارسا»، لدرجة أن نيمار الصغير بكى أثناء أحد الاجتماعات، مؤكداً استمراره في صفوف «البلوجرانا»، بينما كان غرضهم الأساسي، هو الحصول على عمولة الـ 26 مليون يورو كاملة هذا الصيف، بدلاً من تنفيذ الاتفاق الخاص بدفعها بنظام الأقساط حتى عام 2021، وتهكمت الصحيفة قائلة إن والد نيمار سيخرج ليؤكد أن رحيل اللاعب جاء بسبب تلك الأموال. الخيانة كانت مزدوجة حسب رأى الصحيفة، خاصة فيما تعلق بإحراج من زاملوه واعتبروه صديقاً في يوم من الأيام، حيث خرج جيرارد بيكيه ليعلن بكل ثقة عن بقاء نيمار، حسب تأكيد الأخير له في جلسة جمعتهما مع ميسي وسواريز أيضاً، لكنه لم يعرف أن صديقه خدعه من أجل المال فقط، وتسبب في سخرية كبيرة يتعرض لها المدافع الإسباني الدولي حالياً، من قبل جماهير الـ «بي إس جي»، بسبب تلك التغريدة، وبالطبع كانت تصريحات البرازيلي داني ألفيس عامل إدانة واضحاً لمواطنه نيمار، بعدما قال إن الأخير هو السبب في تحويل وجهته من الانتقال إلى مانشستر سيتي نحو باريس سان جيرمان، وهو ما يعني أن النية مبيتة تماماً، وتم الانتهاء من عقود نيمار مع الفريق الفرنسي، منذ بداية يوليو بالفعل، بل إن نيمار أكمل مسلسل خيانته للبارسا، بعد تقارير عدة أشارت إلى محاولته إقناع كوتينيو نجم ليفربول بعدم الانتقال إلى صفوف «البلوجرانا»، وأن بي إس جي القطري يجب أن يكون هو وجهته القادمة! وإذا كان كل من ألفيس ونيمار اختارا الإغراءات المالية الخارجة عن حدود العقل، والتي أصابت المجتمع الكروي العالمي والأوروبي بالغضب الشديد والاستنكار، فإنهما خسرا كثيراً، لأن تلك الأموال لم تجلب أي إنجازات حقيقية، لتلك الواجهة الباريسية للاستثمار القطري العدواني، فالأرقام خلال المواسم الستة الأخيرة، أشارت إلى الحصول على خدمات الألماني دراكسلر بنحو 34 مليون جنيه إسترليني، وقبلها كان الأرجنتيني أنخيل دي ماريا انتقل إلى صفوف فريق العاصمة الفرنسية المملوك لرأس المال القطري بقيمة 53.5 مليون، كذلك بلغت قيمة صفقة المدافع البرازيلي ديفيد لويس نحو 42 مليون جنيه إسترليني، بينما دفع الخليفي 55 مليوناً تقريباً للحصول على الأوروجواياني إديسون كافاني، وقبلهم التعاقد مع الثلاثي تياجو سيلفا ولوكاس وإزيكويل لافيتزي، بما يقرب من 95 مليون جنيه إسترليني، وغيرهم من اللاعبين الذين حصلوا على عدد هائل من أموال الجهاز القطري للاستثمار، لكن ماذا جنت الإدارة القطرية مقابل هذه المليارات؟ الإجابة هي لا شيء يذكر، فالفريق الباريسي اكتفى بالفوز بلقب الدوري الفرنسي المصنف الخامس في ترتيب أقوى البطولات الأوروبية 4 مرات خلال تلك السنوات، وجمع أيضاً ثلاثة ألقاب لكأس فرنسا، وأربع بطولات لكأس الدوري، وكلها بطولات تقيم ضمن الدرجة الثانية في أوروبا، أو ربما أقل، وعن دوري أبطال أوروبا الذي أعلنت الإدارة القطرية لـ «بي أس جي» أن الفوز به هو حلمها الأكبر والأول، فكان أفضل ما حققه الفريق، هو التأهل إلى ربع النهائي، والخروج منه في أربع سنوات، مقابل الخروج من دوري المجموعات مرة واحدة، وكانت «ريمونتادا» برشلونة في الموسم الماضي أهانت الفريق الفرنسي وأقصته من دور الـ 16، وهو ما يعني الفشل الكبير لهذا المال الغزير الذي يصرف من دون مهنية أو هدف رياضي حقيقي، في برهان جديد على أن الدور السياسي للرياضة، هو الأهم للكيان القطري. والخلاصة أن الاستثمار الرياضي أمر متاح ومشروع للجميع، مثلما نرى الأموال الصينية والروسية والإماراتية وغيرها، في السوق الكروية الأوروبية، لكن كانت الانتقادات العنيفة دوماً من نصيب الجانب القطري الذي وضع سم السياسة في عسل الرياضة، من أجل أغراض أخرى تخصه وحده، ورغم أن المقارنة ستكون ظالمة بكل تأكيد للاستثمار الإماراتي المهني الاحترافي النظيف، ولكن الواقع يدفعنا إلى ذلك عندما نذكر أن مانشستر سيتي نجح في الفوز بلقبين للدوري الإنجليزي خلال تلك الفترة، والكل يعرف سمعة وقوة وشهرة «البريميرليج» الذي لا يقارن بالدوري الفرنسي، واستطاع «السيتيزن» بلوغ نصف نهائي نسخة 2015 - 2016 من دوري الأبطال، وخرج بصعوبة بالغة أمام ريال مدريد، الفائز بذلك اللقب، حيث تعادلا سلبياً في لقاء الذهاب، قبل أن يفوز «الملكي» بهدف في لقاء الإياب، تحت قيادة المدرب المخضرم مانويل بيلجريني، واسم المدير الفني يقودنا إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي مدى احترافية ونضج الإدارة الإماراتية للفريق الإنجليزي، حيث تسعى لبناء فريق قوي ومنافس حقيقي في البطولات الكبيرة، عن طريق جذب مدرب كبير مثل الإسباني جوارديولا، وهو صاحب رؤية وتجربة، وقادر على التخطيط الصحيح لمستقبل «السماوي»، وهو ما تنفذه أيضاً الإدارة الروسية مع فريق تشيلسي الإنجليزي، حيث استطاعت قيادة «البلوز» نحو التتويج بخمس بطولات في «البريميرليج» خلال تلك الحقبة، بالإضافة إلى الفوز بلقب دوري الأبطال، وكذلك الدوري الأوروبي، وهو ما يعكس نجاحاً حقيقياً للاستثمار الروسي، وكان التعاقد مع الإيطالي المميز أنطونيو كونتي، إشارة جديدة لفهم الإدارة لدورها، نحو رفع مستوى الفريق، من أجل حصد المزيد من البطولات. كل هذا يدور في عالم كرة القدم، من أجل طموح مشروع واستثمار يتحرك تحت الضوء ونجاح حقيقي ملموس، فالفارق كبير جداً بين «البريميرليج» وبين الدوري الفرنسي، مثلما هو الفارق الضخم بين بناء فريق وبين شراء لاعبين بأسعار خيالية، لا يمكن أن يكون الغرض منها رياضياً، لأن كرة القدم الحقيقية تظهر مع «السيتي» و«البلوز»، وغيرها في مختلف بطولات العالم الكبيرة، بينما ما نراه في فرنسا هو شيء آخر وصفته الصحافة العالمية بالمال المفسد تارة، وبالخيانة تارة أخرى! رئيس برشلونة: نيمار بات جزءاً من الماضي أبوظبي (العربية نت) اعتبر رئيس نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، جوزيب ماريا بارتوميو، أمس، أن المهاجم البرازيلي نيمار الذي انتقل الأسبوع الماضي إلى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة قياسية، بات جزءاً من الماضي. وبات نيمار (25 عاماً) أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، بانتقاله من النادي الكاتالوني إلى النادي الفرنسي المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية، مقابل 222 مليون يورو، في مبلغ يشكل قيمة البند الجزائي لفسخ عقده مع برشلونة. ويواجه بارتوميو وإدارة برشلونة ضغوطا لتعويض نيمار في هجوم الفريق قبل انتهاء فترة الانتقالات الصيفية في 31 أغسطس. وفي تصريحات أمام الجمعية العمومية لرابطات مشجعي النادي الكاتالوني، قال بارتوميو «لا لاعب أكبر من برشلونة». وأضاف: «تعرفون أن نيمار كان جزءاً من نجاح نادينا، إلا أن نيمار بات الآن جزءاً من الماضي. لقد أراد الرحيل. كان هذا قراره رغم أننا قمنا بكل شيء في وسعنا لكي يبقى». ولم يتمكن برشلونة من الاحتفاظ بنيمار، لاسيما في ظل استعداد سان جرمان لدفع قيمة البند الجزائي كاملة، والتي وصلت إلى 222 مليون يورو هذا الصيف، بموجب العقد الجديد الذي وقعه البرازيلي مع برشلونة في صيف 2016، بعد ثلاثة أعوام على عقده الأول معه. وأوضح بارتوميو: «كنا نتوقع أن يرحل في المستقبل ولهذا السبب رفعنا قيمة البند الجزائي في عقده الجديد»، مضيفاً «الحصول على هذه الأموال يجعلنا نواجه المستقبل بضمانات لتعزيز صفوف الفريق». وأضاف: «عندما بدأت الشكوك حول مستقبله كنا هادئين لأن قراره سيكون جيداً بالنسبة إلينا. لو بقي لكنا احتفظنا بلاعب عظيم، لكن مع دفع البند الجزائي في عقده لدينا ضمانة لجلب لاعبين جدد». وأوردت التقارير الصحافية سلسلة أسماء للاعبين قد يحلون بدلاً من نيمار في خط هجوم برشلونة الذي يضم الأرجنتيني ليونيل ميسي والاوروجوياني لويس سواريز، في مقدمها البرازيلي فيليبي كوتينيو مهاجم نادي ليفربول الإنجليزي. إلا أن بارتوميو أقر أن ناديه سيتصرف «بحذر» رغم تضخم الأسعار في سوق الانتقالات هذا الصيف، بدفع من زيادة كبيرة في عائدات النقل التلفزيوني، مؤكداً أن برشلونة سينفق أموال انتقال نيمار «بحذر، ودقة، وهدوء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©