مؤتمر المطارات العالمية يركز على الأمن وخدمة العملاء والبيئة والأزمة المالية

استحوذت قضايا الأمن والسلامة وخدمة العملاء والكفاءة والبيئة، إضافة إلى تحدي الأزمة الاقتصادية العالمية، على نقاشات المؤتمر الثاني للمطارات العالمية الكبرى الذي بدأت أعماله أمس بمشاركة كبار الشخصيات والمسؤولين والخبراء والعاملين في قطاع المطارات· وأكد خليفة المزروعي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أبوظبي للمطارات خلال المؤتمر أهميته في الاستفادة من الخبرات في مجال الأمن والسلامة وخدمة العملاء والبيئة ودور المطارات في تفعيل اقتصاديات المناطق التي فيها والمساهمة في التنمية الاقتصادية· ورداً على سؤال لـ''الاتحاد'' حول تأثير الأزمة المالية العالمية على سير عمل المطارات، قال: ''إن ما يحدث عالمياً تحد كبير، ومن الواجب علينا أن ندرس خططنا المستقبلية ونأخذ خطوات حذرة من ناحية التوسعات في المطار''· لكنه أكد أنه ''دائماً ننظر إلى المدى البعيد، بحيث إن ما يحصل عالمياً يمكن أن يعرقل النمو على المدى القصير أو المتوسط، وبالتالي سيتم الاستمرار في وضع الخطط الإستراتيجية والتركيز على تحدي الأمن والسلامة وتوفير الخدمة المثالية للعملاء''· وشدد على ضرورة الحفاظ على النمو كمطارات في ظل الأوضاع الراهنة، مشيراً إلى أن هناك نوعاً من التأثير على البيئة، والتخفيف من هذا التأثير يتم من خلال وضع حلول وضوابط مستمرة وجديدة· وقال: ''إن المشاريع التوسعية الموجودة القائمة ستستمر ولم تتأثر بما حصل من أزمة اقتصادية عالمية''· وأضاف المزروعي: ''ان صناعة الطيران تواجه حالياً تحديات كبيرة على اثر الفوضى التي ألـمّت بالأسواق المالية العالمية والتي ستطال أبعادها قطاع الطيران الجوي· ومع ذلك، فإن صناعة الطيران قد واجهت مثل هذه التجارب مرات عدة من قبل، وأنا متفائل بأن أثر أزمة الائتمان اليوم لن يطول مداها''· وأوضح المزروعي أنه ''من واجب المطارات في جميع أنحاء العالم أن تأخذ في عين الاعتبار المناخ الحالي، ولكن يجب عليها أيضا أن تنظر إلى المدى الطويل وأن تأخذ في عين الاعتبار توقعات النمو المستقبلي في قطاع السفر الجوي''· كما أوضح المزروعي أن توفير البنية التحتية الملائمة للمطارات يستغرق وقتاً؛ ولذلك يتم التخطيط له على المدى الطويل· وأضاف: ''هذا هو السبب الذي دفعنا في أبوظبي ومناطق أخرى من الشرق الأوسط إلى المضي قدماً في تنفيذ الخطط الاستثمارية وتوفير المنشآت ذات المستوى العالمي التي تضمن لنا القدرة على تلبية احتياجات ومتطلبات النمو المتوقع على المديين القصير والمتوسط''· ولم يقلل الرئيس التنفيذي للشركة رودي فرشيللي، خلال عرض قدمه خلال المؤتمر عن أبرز المشاريع التوسعية في المطار، من تأثير الأزمة العالميه على الأعمال في العالم، لكنه أكد أن التخطيط مسبقاً والتعامل مع الخطة الشمولية يتيح القدرة على مواجهة أية تحديات· وأشار إلى أن الشرق الأوسط من أكثر المناطق نمواً، بحيث نما عدد المسافرين عبر مطار أبوظبي الدولي بنسبة 32% العام الحالي لغاية الآن· وقام فرشيللي بعرض نبذة عن أبرز المشاريع في مطار أبوظبي الدولي ومطار العين الدولي ومطار البطين ومطار صير بني ياس· وقدم رئيس العمليات في مطار سانت باول في مينيبولوس، الولايات المتحدة الأميركية، ستيف واريهام، عرضاً عن أهمية التركيز على الخدمات المقدمة للعملاء ليكون المطار الاختيار الأول للعملاء من خلال مثالية خدماته المقدمة· وأشار إلى تأثير الأزمة المالية الاقتصادية على المطارات في الولايات المتحدة الأميركية، بحيث انخفض عدد المسافرين عبر مطار سانت باول بنسبة 8% خلال العام الحالي، مؤكداً ضرورة الاستمرار في تقديم الخدمات المثلى للعملاء والاستمرار في النمو لمواكبة تلك التحديات· وقدم عرضاً لأبرز المطارات المعروفة عالمياً بخدماتها وكفاءتها، مؤكداً ضرورة الاستفادة من الخبرات في مختلف مطارات العالم· ويركز المؤتمر على التحديات التي تواجه المطارات في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال تبادل الحوار وإدارة النقاش حول المواضيع الأساسية، وهي السلامة والأمن، والبيئة، والكفاءة التشغيلية، ورضا العملاء، ودور المطارات كحافز للتنويع الاقتصادي· وسيتركز النقاش حول كل نقطة من هذه المواضيع المطروحة للدراسة والبحث والتدقيق· كما أن المؤتمر يسعى لإيجاد حلول للتحديات المشتركة التي تواجهها المطارات حول العالم· وقال المزروعي: ''تبرز مثل هذه المؤتمرات الحقيقة التي تبين أن المطارات في جميع أنحاء العالم تواجه تحديات مشتركة، لكن الفائدة التي تتأتى عنها هي أنها تساعد شركات مثل (أداك) وغيرها من الشركات المحلية والإقليمية والعالمية التي يمثلها أغلبية الحاضرين على إيجاد بعض الحلول المشتركة للجميع''· وأشار المزروعي إلى أن ''ما يمكن أن يصلح لمطار واحد في مكان ما من العالم يمكن أن يصلح لمطار آخر في بلد مختلف''، مشيراً إلى أن السلامة والأمن هما التحديان اللذان يواجهان جميع المطارات· وقال: ''لا يمكن لأحد إحراز تقدم في أي مجال ما لم يمكن توفير البيئة التي تجعل الركاب وشركات الطيران والموظفين يشعرون بالأمان، كما أن خدمة العملاء هي أيضاً مسألة تعاني منها المطارات في جميع أنحاء العالم· ونحن في (أداك) نتطلع إلى أخذ الدروس والعبر من جميع المطارات وتطبيقها في مطاراتنا لضمان مواصلة تقديم أفضل خدمة ممكنة للمسافرين عبر بواباتنا الجوية وشركات الطيران العاملة لدينا''· ويعدّ هذا المؤتمر الثاني من أصل ثلاثة مؤتمرات تستضيفها شركة أبوظبي للمطارات في أبوظبي على مدى الأسابيع القادمة· وكان الأسبوع الماضي شهد انعقاد أول مؤتمر لشركات الطيران ذات الكلفة المنخفضة في مدينة العين، فيما تستضيف شركة أبوظبي للمطارات الأسبوع المقبل ابتداءً من 16 نوفمبر ولأول مرة في الشرق الأوسط معرض مباني المطارات، والذي سوف يتم انعقاده فــي فندق الشاطئ روتانا·