الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإخوان - بداية النهاية (2 - 2)

1 فبراير 2016 23:54
هناك فجوة كبيرة داخل الجماعة في فهمهم لمسألة الديمقراطية، حيث يفهمونها كممارسة وليس كقيم، أي يدخلون الانتخابات ويطلقون الهتافات، لكن لا يوجد لديهم رغبة بتحقيق قيم الديمقراطية من مساواة وحرية وعدالة، لأن جل تفكيرهم ينصب فقط على كيفية الاستيلاء على السلطة. وكان لهم ما أرادو بعد أن اختطفوا الرئاسة وبدأوا بتدمير الدولة المصرية لصالح أجندات خارجية يعرفها القاصي قبل الداني. وهنا، وللأسف الشديد، مرت مصر بمرحلة انتقالية مضطربة مع الجماعة فرضت على الشعب المصري أن يعيش مرحلة من الاضطراب السياسي مليئة بالعنف والقتل وتدمير بنيته التحتية، مما أكد ارتباط الجماعة بدول الإرهاب في المنطقة. وقامت الجماعة بفتح مطار القاهرة لعدة آلاف من العناصر الإرهابية المصرية وغير المصرية الذين كانوا مقيمين في أفغانستان وغيرها للدخول إلى مصر، وتم أعطاء سلطات المطار تعليمات صريحة بعدم اعتراضهم وتمكينهم من الدخول ونقلهم إلى سيناء حيث تم تسكينهم في قواعد خاصة أعدت لهم لتكليفهم بالعمليات الإرهابية التي استهدفت أولاً الجيش المصري، ثم أبناء الشعب. استمر ذلك حتى تم عزل مرسي بإرادة عشرات الملايين من المصريين الذين خرجوا إلى الميادين معلنين رفضهم لهذه الممارسات الوحشية بحق المصريين. وقد جاءهم البرهان القاطع على صحة هذا الكلام على لسان البلتاجي عضو مكتب إرشاد الجماعة، وهو يقود المتظاهرين «الإخوان» في ميدان رابعة العدوية احتجاجاً على عزل مرسي. يرجح أن تشهد الفترة المقبلة تفاعلات مثيرة للاهتمام في تعامل الحكومة المصرية مع الجماعة. ويرجح أيضاً أن تكون تلك التفاعلات هي الجولة الأخيرة والحاسمة. وقد كشفت بعض الوثائق مؤخرا عن بقايا خلايا إخوانية نائمة في المؤسسات الحكومية تنتظر اللحظة المناسبة كي تنقض على الدولة، وبرصد هذه الخلايا يبدأ العد التنازلي لديمومة هذا التنظيم السرطاني. مصر دولة مؤسسات ولديها تراث أيديولوجي عريق، حيث اعتادت توفير المناخ السياسي العام المبني على حق الرأي والانتماء، وعلى التعددية السياسية من جهة، ثم القبول بمبدأ توزيع السلطة واقتسامها على أساس توافقي أو تنافسي مبني على مرجعية ميزان القوى وإرادة الرأي العام. وهذا ما تعمل عليه القيادة السياسية بعد مرور خمس سنوات على ثورة 25 يناير 2011، وهي فترة زمنية كافية لاستخراج الدروس والعبر والتعلم من أخطاء الماضي. نصَّار وديع نصَّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©