الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

··وبعد في الأسر

9 نوفمبر 2008 23:52
أخبرتني سيدة أنها عندما تخرج من بيتها الى الوظيفة تقفل بالمفتاح باب الشقة على خادمتها· تقول: ''لست مجنونة لأتركها حرة تسرح وتمرح بالأثاث وتعبث بالتحف والاكسسوارات الثمينة أو تسطو على علبة المجوهرات وتهم بالهرب''· ولما لمحت في عيني دهشة لم أكن قد ترجمتها إلى لوم بعد، زادت من جرعة حججها ظنا منها أنها ستقنعني بتصرفها· وبرأي السيدة أن سجن الخادمة بين جدران البيت أفضل وسيلة للتأكد من أن ابنها الرضيع سيكون في مأمن، لأن الخادمة لن تتركه وترحل· طريقة تفكيرغريبة فعلا تنتشر بين عدد غير قليل من النساء اللاتي يعتقدن أنهن بفعلتهن هذه ينجين من غدر الخادمة غير واضعات في حسبانهن كيف ستتصرف هذه الخادمة ومعها صغارهن في حال الطوارئ؟ وماذا لو شب في المطبخ فجأة حريق ناجم عن فوطة سقطت سهوا فوق الفرن أو اشتعال تسبب به طفل وهو يلعب بأعقاب السجائر؟ وأليس من الوارد مثلا أن تهب النيران نتيجة نسيان المكوى على قميص لا يهم نوع القماش المصنوع منه؟ هذه الكوارث غير المتوقعة قد تحدث بطرفة عين· وقد سمعنا عن حرائق كثيرة في مبان مختلفة أتت على محتويات الشقق والبيوت ولم ينج من في داخلها الا لأنهم فتحوا الأبواب و''نفدوا بريشهم''· إذا كان بيت القصيد فقدان الثقة بالخادمة، فمن الأولى الاستغناء عنها أو على أقل تقدير عدم ترك أبنائنا بمفردهم معها تحت سقف واحد· فهي ان خولت لها نفسها وشعرت بالضيق، قادرة على ايذائنا وايذائهم بغض النظر ما اذا كان الباب مقفلا أم مشرعا على مصراعيه· ومن غير المقبول انسانيا أن نأسرها بهذا الشكل حتى وان كانت وحدها في البيت، فهي بشر مثلنا مثلها ولا يجوز حرمانها من فرصة النجاة من أي حادث قد يقع على غفلة· ولنتجاوز الذعر الذي يسببه لنا جواز سفرها، وبأنها بمجرد العثور عليه سوف تنهب ما تقع يداها عليه و''تقبع بالركيض''، ما من حل أفضل من معاملتها برفق ولين· فهي صحيح خادمة، لكن هذا لا يعني أن نستخدمها ونستعبدها ونعاملها كآلة لا مشاعر ولا حقوق لها· أما بالنسبة للأوراق الخاصة والمجوهرات، ولأن الحرص واجب، ثمة اختراع قديم أفضل من المفتاح يدعى الخزنة· وهي متوفرة في المكتبات بأشكال وأحجام مختلفة· نسرين درزي nisso30@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©