الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلث سكان موريتانيا يعيشون في العاصمة والنتيجة.. ازدحام خانق

ثلث سكان موريتانيا يعيشون في العاصمة والنتيجة.. ازدحام خانق
25 مايو 2014 20:21
سكينة اصنيب (نواكشوط) تعاني العاصمة الموريتانية نواكشوط من الزحام الشديد في الأسواق والطرقات والإدارات والمدارس، ويعيش سكانها يوميا صعوبات ومشاكل جمة بسبب اضطرارهم إلى انتظار الدور والوقوف في طابور طويل لقضاء حاجاتهم اليومية، سواء في الأسواق أو الإدارات العامة، ويرجع مختصون السبب الرئيس في استفحال أزمة الزحام إلى أن ثلث سكان البلاد يعيشون في العاصمة نواكشوط، التي تترنح بين البداوة التحضر ما عقد الموقف في دولة لا يتجاوز عدد سكانها ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة في بلد تتجاوز مساحة 1,03 مليون كلم مربع، إلا أن تكدس السكان في منطقة نواكشوط حوّل هذه المدينة إلى أشبه بخلية نحل يتسابق فيها كل فرد للوصول إلى غايته. وإلى جانب الاكتظاظ السكاني والازدحام المروري تعاني نواكشوط من انعدام شبكة الصرف الصحي، وسوء التخطيط ما حول حياة سكانها إلى جحيم، ومع تساقط الأمطار تختنق حركة السير، وتصبح أجزء من المدينة أشبه بأحياء منكوبة. هاجس يومي تمثل مشكلة الازدحام المرورية هاجسا يوميا يطغى على أحاديث الناس واهتماماتهم، ورغم الخطة، التي وضعها الحكومة للتغلب على اختناق حركة السير، لا يزال سكان العاصمة يعانون الأمرين من الزحام المروري، لاسيما في ساعات الذروة. إلى ذلك، يقول إبراهيم عياد، الذي يعمل موظفا في القطاع الخاص، ويتجشم عناد الانتقال أربع مرات يوميا بين عمله وبيته “أخرج من المنزل في السابعة صباحا لأستفيد من خلو الشارع من الناس والسيارات، وأحجز مكاني في الحافلة لتقلني إلى العمل في ظرف ساعة من الزمن، وفي منتصف النهار أعود إلى المنزل في الحافلة نفسها، لكن هذه المرة تستغرق رحلة العودة ساعة ونصف وسط زحام فظيع، وتكدس الراكبين وحرارة عالية، وتتكرر المعاناة في رحلة العودة إلى العمل في الرابعة، ثم الرجوع إلى البيت في السابعة”. وإذا كان إبراهيم يعاني من زحام الحافلات واختناق حركة السير؛ فإن سعيد السنهوري (موظف في تأمينات)، يعاني من الزحام في الشوارع، وقلة مواقف السيارات. ويقول: “بسبب طبيعة عملي أتنقل بشكل دائم في مركز المدينة، وأجد صعوبة كبيرة في ركن السيارة، فاضطر إلى تركها بعيدة والسير مسافة طويلة حتى أصل إلى الشركة حيث من الصعب إيجاد سيارة أجرة في هذه المنطقة الحيوية بسبب كثرة روادها”. ويستهلك السنهوري الكثير من الوقت، وهو يبحث عن مكان لركن سيارته، ويضيع وقتا ثمينا، وهو ينتظر دوره للمرور في مفترقات الطرق وعلى إشارات المرور. خطة احتواء وضعت السلطات الموريتانية خطة من أجل التغلب على أزمة الزحام في العاصمة نواكشوط، ومنعت السيارات من ارتياد بعض الشوارع الفرعية القريبة من مركز المدينة بسبب قربها من الأسواق الشعبية، وتواجد المارة بكثرة فيها، وفرضت قيودا وقوانين للتخفيف من أزمة المرور ومن حوادث السير، وذلك بتطبيق وسائل فعالة في مجال المراقبة، إضافة إلى تعزيز أسطول الحافلات والشاحنات وسيارات الأجرة، وشجعت المواطنين على الانتقال للعيش في مدن أخرى لتخفيف الضغط عن العاصمة. غير أن هذه الجهود لم تؤت أكلها بعد. في هذا الإطار، يقول المهندس في بلدية نواكشوط عمر ولد محمدو إن “العاصمة نواكشوط مترنحة بين البداوة والتحضر، وتعاني بسبب هذا الوضع من الكثير من المشاكل كالسكن العشوائي، وانتشار أحياء الصفيح، والاكتظاظ السكاني والتلوث”. ويضيف: أن هناك العديد من المظاهر السلبية التي تتميز بها العاصمة نواكشوط مثل انتشار العربات، التي تجرها دواب، والسيارات المتهالكة، وانعدام شبكة الصرف الصحي، وتزايد الأوساخ والتلوث، والفوضوية في الشارع، واحتلال الملك العام. ويشير ولد محمودو إلى أن هذه المظاهر انتقلت من المناطق الشعبية وضواحي المدينة إلى الشوارع الرئيسة والمناطق الراقية، موضحا أن هناك مشروعا جديدا لحل مشكل الازدحام المروري. وإعادة تهيئة الأحياء الجديدة بالمدينة بتشييد بنايات عصرية في ضواحي العاصمة لتخفيف الضغط على المركز والإسهام في حل أزمة السكن الخانقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©