الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجلات الأطفال العربية بين الضرورة والسباحة عكس التيار التكنولوجي

مجلات الأطفال العربية بين الضرورة والسباحة عكس التيار التكنولوجي
25 مايو 2014 20:23
بين يائس من إمكانية نجاح المشاريع الجديدة لمجلات الأطفال، ومنادٍ بضرورة مشاريع مجلات إلكترونية مخصصة لهم، تستمر بعض المجلات الورقية، لا سيما الملحقة منها بإصدارات ومؤسسات عريقة، مثل مجلة العربي الصغير، في وقت اختفت فيه مجلات كثيرة أو تحولت إلى نسخ إلكترونية. وقد لعبت بعض مجلات الأطفال العربية، دوراً مهماً في تشكيل أجيال عديدة من النشء الطموح، خاصة في فترتها الذهبية في أواخر القرن العشرين التي استمرت حتى عشية قدوم الفضائيات المخصصة للأطفال ثم بدء عصر الإنترنت. فهل تراجع أو اختفاء المشاريع الورقية يعني انتهاء هذا الدور أم أن بالإمكان استعادته عبر مشاريع جديدة تتماشى مع تحولات النشر وما شهده عالم الأطفال من تغيرات بفعل ثقافة الألعاب الإلكترونية ثم الأجهزة الذكية؟ ويلفت «بوخالد» كيف أنه لمس من خلال هذه المناقشات كم كانت مجلة ماجد منتشرة في الدول العربية عامة «فقد كنت أعتقد أن شعبيتها مقتصرة على الإمارات فقط، والله أيام.. كان والدي يشتري نسخة واحدة لأطفاله السبعة، فيبدأ الصراع كل أربعاء والبقاء للأكبر للأسف، أنا ترتيبي الرابع يعني دوري يكون يوم الجمعة». وكتب من سمى نفسه «عاشق مجلة ماجد للأبد»، أن «ماجد أغنت حياتي وأنا صغير بالمغامرات والقصص الشائقة والألعاب الفكرية والذهنية، ماجد.. أمنية من أمنياتي أن ترجع تلك الليالي الجميلة التي كنت أقرأكِ يا أحلى مجلة». ذكريات الطفولة ويعبّر آخر بأسلوب طفولي عن ذكرياته فيكتب: «يا الله يا موزة معانا، أنتِ وحصة وعابد، نقرأ مجلة ماجد، نادوا حميد وراشد وكمان جمعة وخالد، من شان يوم الأربعاء بعد الشمس ما تطلع، نجري ونشتري ماجد». وتكر سبحة ذكريات المستخدمين والمعلقين على الإنترنت، فبعضهم يتذكر مجلة العربي الصغير التي كانت أول مجلة أشارك في مسابقاتها وأربح 46 دولاراً في منتصف الثمانينيات، كما يكتب أحدهم مشتاقاً لمجلة السندباد وسلسلة «ما وراء الكون» و«بساط الريح»، ويكتب آخر عن مجلة أطفال ليبية اسمها الأمل، ومجلة سامر السورية، بالإضافة إلى ماجد وبساط الريح، ويتذكر آخرون مجلة سنابل ومجلة سمير وميكي وسوبرمان والوطواط. بين زمنين الأرجح أن مشكلة مجلات الأطفال الورقية لا تكمن في الصدور، بل في تحولات العصر، بدليل فشل مساعي الكثير من الآباء لجذب اهتمام أبنائهم لها، بينما يبدي البعض استعداداً مبدئياً لإصدار مجلات جديدة مثل مالك «مؤسسة طيور الجنة العامة للأطفال» الذي يبحث على مختصين في إعداد وتصميم وإخراج، والرسم بالكمبيوتر لمجلات الأطفال. يتحدث أحدهم عن كيف أصبح، قائلاً: «لدي ابن حاولت كثيراً أن أجعله يقرأ بعضاً منها حتى أنني أضعها متعمداً بجوار سريره ولكن لا أمل»، كذلك يؤكد بوحمدان أنه حاول جاهداً أن يحبب أطفاله بهذه النوعية من المجلات، ولكن أجهزة الترفيه الرقمية انتصرت ولم يعد بوسعي مواجهتها، الآن لا أحد يأبه لهذه النوعية من الوسائل الترفيهية. مجلات تربوية إلكترونية لقد سبق للدكتور خالد الصمدي الذي تتبع موضوع مجلات الأطفال عن قرب وبتفصيل، التأكيد على الحاجة الماسة لإنتاج مجلات تربوية إلكترونية تفاعلية موجهة للطفل، تحافظ على المكتسبات التي حققتها المجلات الورقية، وتعمل على الاستفادة من الإمكانات التقنية التي توفرها التكنولوجيا الحديثة، من أجل تحقيق أعلى درجة من التفاعل لدى الطفل مع محتوياتها العلمية والتربوية والفنية. ولكن كثيراً من مجلات الأطفال العربية لم يختف من الوجود، بل انتقل إلى الشبكة، أما المفارقة فهو أن كثيرين لا يعرفون بهذا الانتقال، فيتساءل أحد المعلقين على الإنترنت عن «مجلتي والمزمار العراقيتين»، فيلفته آخر إلى أن هاتين المجلتين لا تزالان تصدران حتى الآن، ويمكنك البحث عنهما إلكترونياً لآني وجدتهما بنسختيهما الإلكترونيتين في الإنترنت حديثاً. ويتساءل البعض عن المشكلة في تحول هذه المجلات إلى مجلات إلكترونية، في حين يدعو آخر وأكثر من مرة إلى زيارة «موقع عرب كوميكس» الموقع الأول لنشر القصة المصورة، كل شيء بالمجان، كل مجلات سمير وميكي وسوبرمان وباتمان والوطواط، ويحوي أرشيفاً لهذه المجلات المصورة. وإلى جانب مجلة ماجد الإلكترونية www.majid.ae يذكر الصمدي بمحاولات جادة في العالم العربي ظهرت منذ بداية الألفية لتأسيس مجلات إلكترونية تربوية، منها على سبيل المثال: www.nabilonline.net و www.adabatfal.com. (أبوظبي - الاتحاد) عدم التسويق الناجح الاحتمال الأرجح الباقي هو عدم معرفة الكثيرين بهذا الوجود، على الأقل بالنسبة لعشاق هذه المجلات بنسخها الورقية. وهذا ما يرجح أن المشكلة لا تكمن في توافر المشاريع الرقمية، بل في عدم التسويق الناجح لها والتعريف بها في أوساط الأطفال، على الأقل «في أوساط الأطفال داخل المؤسسات التعليمية والجمعوية من أجل التفاعل معها»، وفقاً للصمدي الذي يشير أيضاً إلى ضرورة تقويم هذه التجارب من قبل «رجال التعليم والتربية والإعلام والآباء والأمهات، بل وحتى الأطفال أنفسهم، حتى يعمل القائمون عليها على تطوير تجربتهم.. كي تصبح قادرة على المنافسة في خضم ملايين التجارب المماثلة الموجودة على الشبكة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©