الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السهرات التلفزيونية.. تختفي بفعل فاعل!

السهرات التلفزيونية.. تختفي بفعل فاعل!
25 مايو 2014 20:25
أصبحت السهرات التلفزيونية غائبة عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، ولم تعد شركات الإنتاج قادرة على جذب النجوم بسبب المغالاة في الأجور من أجل الظهور، مقارنةً بما شهده عقد التسعينيات من القرن الماضي من ازدهار كبير لهذا الشكل الفني، حيث كانت توجد رغبة من كبار نجوم مصر والعالم العربي للمشاركة في مثل هذه السهرات الدرامية، وعلى الرغم من نجاح سهرات التلفزيون لسنوات عديدة، والتي نجحت في نقل العديد من الفنانين المشاركين فيها إلى مرحلة النجومية مثل أحمد السقا ومنى زكي، بعد مشاركة ناجحة في سهرة «الزواج على الورق سوليفان»، ومع ذلك أصبح الأمر مختلفاً بسبب انتشار قنوات الأفلام والمسلسلات، التي حققت نجاحاً كبيراً، وأصبحت تمثل شهرة سهلة وواسعة للفنان المبتدئ أو المغمور، وأصبحت السهرات لا تلقى الاهتمام الكافي من المسئولين عن الدراما، وذهب النجوم عن المشاركة في مثل هذه السهرات المسائية، وأسوأ ما في الأمر قيام المسئولين عن خريطة التلفزيون بعرض السهرات إن وجدت، في وقت متأخر من الليل، الأمر الذي أدى إلى فقدان بريقها. يرى الفنان محمد صبحي، أن السهرة التلفزيونية ربما تكون أفضل من الأعمال الدرامية التي تعرض على الجمهور، وتوجد محطات فضائية في أميركا وأوروبا تقوم بإنتاج سهرات تلفزيونية، عبارة عن حلقة واحدة تحت مسميات مختلفة، للمساهمة في خلق نجوم جدد للسينما، وحول أسباب غياب السهرة عن التلفزيون، أكد أن المنتجين أصبحوا يميلون أكثر نحو المسلسلات الطويلة الأكثر مردوداً من الناحية المادية، نظراً لأن السهرة التلفزيونية غير مجدية مادياً، بالإضافة إلى أن التلفزيون ينظر إلى الدراما كمصدر للربح المادي وجلب الإعلانات. ويوضح صبحي أن التزام السهرة بزمن محدود يجعل المخرج أكثر قدرة على التركيز في عمله، ويستثمر كل دقيقة دون افتعال أو مط، بينما يتشتت هذا التركيز في العمل الدرامي الطويل والذي يعرض على مدار حلقات، والدليل كمية الأخطاء الفنية الكثيرة التي يقع فيها المخرج والممثلون، نظراً لطول عدد ساعات تصوير العمل، وتعدد أدوار الممثلين. مرآة حقيقية للفنان ووصف المخرج مجدي أحمد علي، السهرة التمثيلية بأنها المرآة الحقيقية للفنان والتلفزيون، وأرجع عدم الاهتمام بها في السنوات الأخيرة بسبب عوامل متعددة، أبرزها انتشار الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، وسهولة تواصل الممثلين مع الجمهور عبر أكثر من نافذة إعلامية، وأكد أن أحد سلبيات غياب السهرة التلفزيونية هو تأثيرها المباشر على الدارما، فلم نعد نرى فناناً موهوباً مثل السابق، كما حدث مع أحمد السقا، ومحمد هنيدي، وهاني رمزي، وحنان ترك ومنى زكي، وغيرهم من الفنانين الذي ظهورا من خلال هذه السهرات، والتي تحتاج إلى مخرج متمكن، لأنها مثل الفيلم السينمائي من حيث التركيز والوصول إلى الفكرة الرئيسية بأقصر الطرق ودون تطويل، وأرجع السبب الرئيسي في ابتعاد النجوم عن تمثيل السهرات، إلى العائد المادي القليل، وقال الحل الوحيد لعودة هذه السهرات، هو أن تعامل معاملة الفيلم السينمائي، كما يجب الاستعانة بنجوم ومخرجين لهم ثقلهم حتى تنجح هذه الأمسيات التمثيلية. درجة ثانية ومن جانبه، أكد المخرج محمد فاضل، أن السهرات أصبحت فناً من الدرجة الثانية، بسبب إهمال التلفزيون لها وعدم إذاعتها، وأضاف: قدمت سهرة بعنوان «سكة جوع»، تأليف أسامة أنور عكاشة، ولم تذع في التلفزيون إلى الآن، لأنه لم يعد يهتم بمثل هذه السهرات، وأتذكر في عام 1966 أخرجت إحدى السهرات فمنحني وزير الإعلام مكافأة عنها، وأعيدت السهرة مرة أخرى في الأسبوع التالي.. أما اليوم فالتلفزيون يجري وراء إنتاج المسلسلات الطويلة، مما أدى إلى ترهل وضعف المستوى الدرامي التلفزيوني، وعلى الرغم من أن السهرة يمكنها أن تتفوق على الفيلم السينمائي الذي يهتم به التلفزيون كثيراً، إلا أنه في النهاية يكون فيلماً ضعيفاً من الناحية الفنية. وأضاف: بالرغم من كونها أجمل أنواع الدراما إلا أن كبار المؤلفين امتنعوا عن كتابة السهرات التمثيلية، فهي ممتعة بالنسبة للكاتب، ولكنها بكل أسف لم تعد مطلوبة، بسبب سوء توقيت عرضها على الشاشة أو عدم عرضها أصلاً، باعتبارها عمل ليس له قيمة. مغامرة غير محسوبة وفي رأي الكاتب والسيناريست يــسري الجندي، أن العمل بالسهرات التمثيلية أكثر إجهاداً من أي عمل درامي آخر، وبالتالي لابد أن تأخذ حقها كاملاً في وضع ميزانية معقولة حتى تظهر بشكل جيد للجمهور، وأكد أن التكنولوجيا الحديثة قرّبت بين السهرة والفيلم، بعد دخول نظام التصوير الديجيتال، وأضاف: هناك العديد من المشاكل التي تمنع تصوير مثل هذه السهرات حالياً، أهمها عدم إقبال المنتج على الدخول في مغامرة غير محسوبة من الناحية المادية، فهو لا يريد الاعتماد على مواهب شابة مازالت تتلمس طريق النجومية، ويقوم بإنتاج سهرة تمثيلية لهم قد تفشل في جذب الجمهور، أو حتى لفت نظر بعض الفضائيات لشراء السهرة وإعادة عرضها. أما الفنانة فردوس عبدالحميد فترى أن السبب الرئيسي وراء غياب السهرة التلفزيونية عن الشاشات العربية، ضعف مردودها المادي، بالإضافة إلى أن موضوع السهرة قد يكون مكلفاً مادياً على المنتج، بالمقابل تُباع بأقل من ذلك بكثير، بخلاف أن سياسة الفضائيات تعتمد على عرض المسلسل الطويل لجذب الإعلانات، وأكدت أنه من الممكن عودة السهرات التليفزيوينة من خلال إبرام اتفاق بين المنتج والمحطة الفضائية، على إنتاج عدد من السهرات لفترة معينة، وهو ما قد يساعد الطرفان على تحقيق الربح المادي وظهور أجيال جديدة من المواهب التمثيلية. إعادة نظر ويقول يحيى الفخراني: السهرات التلفزيونية قليلة جداً، على الرغم من أهميتها، لأنها من الممكن أن تحل محل الأفلام السينمائية، ولكن ما يحدث غالباً هو أن التلفزيون لا ينتقي الأفلام الجيدة، كي يعرضها فيضطر لشراء الأفلام السينمائية لملء الفراغ دون النظر لمستواها الفني الذي قد يكون هابطاً. وأضاف: على التلفزيون إعادة النظر في تقديم السهرات التلفزيونية، ولابد فيها من الاستعانة بالممثلين الكبار بجانب الشباب حتى تظهر أجيال جديدة من الفنانين، ولابد في هذه السهرات من توافر النص والمخرج الجيد، حتى تظهر بشكل جيد، ولابد أن يحصل الفنان على أجر مناسب، لأنه يبذل في هذه السهرات نفس المجهود الذي يبذله في الأفلام، ويصرف من أمواله على الملابس والإكسسوارات وغيرها. وأوضحت الممثلة بثينة رشوان، أنها اشتركت في بطولة أكثر من سهرة تلفزيونية منها «مسحوق الهمس»، إخراج سمير الصرخي وحصلت منها على جائزة مهرجان الإذاعة والتلفزيون، والمشكلة في أن هذه السهرات هي قلة الأجر فلو نظرنا إلى الجهد المبذول فالقطاع الخاص أفضل في العمل، لأنني سأحصل منه على عشرة أضعاف أجر السهرة التلفزيونية، وهناك مشكلة أخرى متمثلة في سوء توقيت العرض، حيث لا يشاهدها أحد. (وكالة الصحافة العربية) سوء تقدير ألقت الناقدة ماجدة خير الله، اللوم على قطاع الإنتاج وشركة صوت القاهرة، لأنهما تعاملا باستهانة مع هذا النوع من الفن، فوضعا له ميزانية ضئيلة لا تسمح بالاستعانة بفنانين كبار، يستطيعون جذب المشاهدين والإعلانات، وبالتالي اختفت السهرات التلفزيونية من الساحة الفنية تماماً، وأكدت أن المسلسلات التلفزيونية الطويلة لا يمكن أن تلغي فن السهرات المسائية، لكن ما نشهده مجرد حالة غياب مؤقت عن الساحة لهذا النوع التمثيلي، بجانب سوء تقدير الجهات القائمة على الإنتاج الفني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©