السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحب وتهذيب العواطف

19 يونيو 2018 21:07
الحب حاجة إنسانية قيِّمة، وسلوك متحصَّل بالتأثير والانجذاب، من دوافع الإنسان وضروراته التي ينجرُّ إليها وينجذب إلى دواعيها. وهو قوة نفسية تحيط بالإنسان بصور عديدة ومظاهر شتى حتى يصبح إنكارها ضرباً من الخيال، أو نكراناً للآدمية وبعض معاني الحياة،. والحب علاقة فطريَّة جميلة، وتحمل في طبيعتها انسجام المشاعر وتوافق الأهداف، وتكون مبنية على التفاهم والانسجام والحنان. وتهدف هذه العلاقة إلى خلق الراحة والسعادة، ويكون بميل النفس لتكميل ذاتها بما ينقصها وتستقر بوجوده. وهو يتحقق بالإدراك والتعمق في الحقائق، كما أنه يتمثل في حاجة الإنسان إلى التكامل والتكاثر وتهذيب العواطف، والتماسك على الأسرة والمجتمع. وأمر الإنسان كله محكومٌ بقضاء الله تعالى وقدره ومسبوق بعلمه سبحانه وغيبه، ويشمل ذلك أفعال العباد وحركاتهم، وتفكيرهم واختياراتهم وما قد يقعون فيه من الخير والشر. وجُعل أمر الإنسان في حياته بين التخيير الآدمي المُعزز بالعقل والتكليف، والقدرة على الموازنة ومعرفة الخير والشر والاختيار بينهما، وبذلك فإن ما يفعله الفرد من الأمور والسلوكيات المختارة بين احتمالات وبدائل يكون ضمن اختياره وقراره وتمحيصه، وتفريقه بين ما يمكن أن يحقِّق مصلحته ونفعه وما يضرُّ بمصلحته وأمره، فإذا احتاج طعامه أكل، وإذا رغب الزواج تزوج، وكل باختياره مرصود بالتكليف. ونظرة بعض المجتمعات الحديثة للحب تنحصر في أن الحب وليد الفرصة والمصادفة، أي أنه متعلق بالصدفة التي قد تجلب الشخص المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب لتتلاقى الأنفس، وتتآلف وتنشأ عاطفة سريعة تولِّد السعادة والسرور في قلوب المتحابين دون جهد منهما أو تعب أو مبادرة. وهنالك نظرة أخرى ترى أن الحب مهارة متعلَّمة تُكتسب بالتعلم والتدرب كمختلف العلوم والفنون، إذ يعتمد الحب كعلمٍ ومهارةٍ على بناء القدرات النفسية والعقلية للناس، ليكونوا قادرين ومؤهلين لتمثل الحب وتجسيد ذلك الفن بصورة واقعية، فيكون الحب على ذلك التقدير قراراً ذاتياً واختياراً بشرياً بسعي الإنسان وإرادته في النهاية. محمد أسامة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©