الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما··· والسياسة الأميركية في العراق

أوباما··· والسياسة الأميركية في العراق
10 نوفمبر 2008 00:06
انتخب باراك أوباما قبل بضعة أيام فحسب، لكن هذا الحدث ترك تداعياته سلفاً بإحداث هزة سياسية في العراق ودول المنطقة العربية· فمن ناحيتهم صرح الساسة الشيعة في العراق بأنهم سيمضون بسرعة أكبر نحو التوصل إلى اتفاق أمني جديد مع الولايات المتحدة بشأن وجود قواتها في بلادهم، بينما عبر مسؤول من إدارة بوش الحالية عن اعتقاده بأنه في وسع العراقيين المصادقة على الاتفاقية الأمنية الحالية في وقت قريب جداً ربما لا يتجاوز منتصف الشهر الحالي· لكن وعلى حد قول هادي العامري -أحد أقوى قيادات ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق''، وهو أحد أكبر الأحزاب الشيعية: فقد كان العراقيون يعتقدون أنه لن يكون هناك أي احترام أو التزام بالجدول الزمني المقرر لانسحاب القوات الأميركية التام من العراق، بحلول الحادي والثلاثين من ديسمبر عام ،2011 في حال توقيعهم للاتفاقية الأمنية الحالية· ولكن الأمر الإيجابي في انتخاب باراك أوباما هو تعهده بسحـــب قوات بلاده وفقـــاً لجدول مقارب لما هو مقترح حالياً· أوباما كان قد أعلن خلال حملته الانتخابية تفضيله لجدول زمني مداه 16 شهراً لانسحاب الألوية العسكرية المقاتلة· ويلاحظ أن هذا الموعد أسرع وأقصر بمعدل ضعف ما تنص عليه مسودة الاتفاقية الأمنية الحالية بين واشنطن وبغداد· والمعلوم أن إيران مارست ضغوطاً على عدد كبير من القادة الشيعة في بلاد الرافدين بهدف إثنائهم عن التوقيع على مسودة الاتفاقية الأمنية الحالية· وتخشى طهران التي تربطها تحالفات وعلاقات وثيقة مع القيادات الشيعية في العراق، من أن تمهد الاتفاقية الأمنية لإنشاء قاعدة عسكرية أميركية مستديمة مجاورة لها، ما أن يتم التوقيع عليها من الطرف العراقي· ولا شك أن في هذا ما يهدد أمن طهران ويثير مخاوفها· غير أن الذي حدث عقب انتخاب أوباما هو أن القيادات الشيعية في العراق تنفست الصعــداء، نتيجة لانحسار الضغوط التي كانت تمارسها عليهم طهران· والسبب بالطبع هو تراجع قلق إيران ومخاوفها عقب انتخاب أوباما الذي لا يرجح له أن يدفع بأجندة تغيير النظام السياسي في طهران، على غرار ما كانت تفعل إدارة بوش· وخلال الأسابيع القليلة الماضية، يبدو أن هادي العامري -الذي أمضى عدداً من السنوات في إيران وتولى القيادة العسكرية لـ''فيلق بدر''، الذي كان يمثل الذراع العسكرية لـ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق''- كان بين عدد من كبار قادة الحزب الذين عكسوا هواجس إيران الأمنية بترددهم وتمنعهم عن التوقيع على الاتفاقية الأمنية المفترض إبرامها بين بغداد وواشنطن· وبالنظر إلى تشرذم وهشاشة النظام السياسي العراقي، فإنه ليس مستبعداً أن يؤجل إبرام هذه الاتفاقية· إلا أن تزايد ثقة الساسة العراقيين في سرعة تنفيذ إدارة أوباما الجديدة للجدول الزمني الذي تقره الاتفاقية، ساهم في إزالة العقبات والمعوقات التي كانت تحول دون التوقيع عليها، على حد تصريح المسؤولين العراقيين والأميركيين· وقد عبر عن هذا التحول الإيجابي في مواقف الساسة العراقيين جابر حبيب، المشرع القانوني الشيعي والأستاذ بجامعة بغداد بقوله: لقد أحدث انتخاب أوباما تغيراً في الموقف السياسي العراقي من الاتفاق الأمني· يُضاف إلى ذلك القرار الذي اتخذه الجنرال ديفيد بترايوس بسحب لواء مقاتل إضافي قبل ستة أسابيع من بدء تنفيذ الجدول الزمني لانسحاب القوات· وهذا ما طمأن وزير الدفاع العراقي على قدرة قواته على التصدي لمزيد من مهام الأمن الوطني، إلى جانب ما أشار إليه ذلك القرار الأميركي بأن أمر الانسحاب بات حقيقة وليس مجرد مناورة سياسية من جانب واشنطن· ليس ذلك فحسب، بل يتوقع لإدارة أوباما الجديدة أن تكثف اهتمامها وجهودها أكثر في أفغانستان وليس العراق· ومن رأي المسؤولين الأميركيين وتصريحاتهــم الأخيرة بشــأن تدهــور الأداء العسكري في أفغانستان، أن أي قوات عسكرية إضافية يتم إرسالها إلى أفغانستان يجب أن تكون من بين القوات المنسحبة من العراق· هذا إلى جانب تزامن انتخاب أوباما مع قبول المفاوضين الأميركيين للكثير من التعديلات التي طالب العراقيون بإجرائها على مسودة الاتفاقية الأمنية· وبذلك توفرت بيئة أكثر سهولة وترجيحاً لأن تحظى الاتفاقية بقبول كل من العراق وإيران وسوريا والمملكة العربية السعودية· هذا وقد بعث المفاوضون الأميركيون بنسخة جديدة من الاتفاقية يوم الخميس الماضي، تضمنت الكثير من التعديلات التي طالب بها العراقيون· ومن جانبهم صرح الأخيرون بأنهم يعكفون على دراسة المســودة المعدلــــة· ويمكن القول إجمالاً إن تفاؤلاً واعداً قد لاح بين الجانبين العراقي والأميركي بقرب إبرام الاتفاقية والتوقيع عليها· وعلى حد تصريح ''علي الدباغ'' الناطق الرسمي باسم حكومة بغداد مؤخراً لإحدى الفضائيات العربية: فقد سادت بيئة إيجابية مع محاولة الأميركيين صون سيادة الأمة العراقية· وأشاد الدباغ بفقرة معدلة تضمنتها المسودة الجديدة للاتفاقية، نصت على تعهد أميركا بعدم شن أي هجوم ضد أي من جيران العراق، انطلاقاً من الأراضي العراقية· هذا ومن المتوقع أن يستمر وجود مقدر للوحدات العسكرية الأميركية في العراق لفترة من الوقت، إلا أنها لن تكون وحدات مقاتلة، وغالباً ما تنحصر مهامها في مجالات التدريب والرقابة الجوية· ذلك ما صرح به بوضوح مسؤول كبير من إدارة بوش مؤخراً· وتشير كل المحادثات التي جرت مع المسؤولين العراقيين في الأيام القليلة الماضية، إلى قرب إبرام الاتفاقية الأمنية· أليسا جي· روبن- بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©