الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صداقات هذا الزمان!

19 يونيو 2018 21:08
«هل تريد أن تكون صداقة جميلة مع مجموعة من الفتيات وتكسب ودهن وتكون مجنون ليلى المستقبلي»؟.. «ما عليك سوى أن تضغط على الرقم الفلاني وفالك طيب»! وصل الرد، وتعرف فلان على فلانة، فكانت البداية مسجات عابرة لا يعرف كل منهما الآخر، ذاب الشاب في «حب» الشابة، فأسرع بالتقرب إليها أكثر، وهي سارعت بالبوح عن اسمها وعن رقمها، فتلاهث الشاب مسرعاً إلى هاتفه ليضغط على رقم هاتف محدثته، فكان الاتصال، والمحادثة مع بعض، ليتم اللقاء! مسجات، تفشت في بعض مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ووصلت إلى العديد من الأشخاص، لتزين لهم أحياناً الانجراف وراء الانحراف، أو تودي بهم إلى وكر الهاوية واقتراف غير المباح، وكأن الناس في بعض مجتمعاتنا العربية الراهنة «ناقصون مصايب وبلاوي وهموم»، وكأن المغازل غير موجود في الشوارع وبين شبابنا وشاباتنا في العديد من المجتمعات العربية -إلا من رحم ربي- فكم من رسالة قضت على حياة العديد من الشباب! وزجت بهم وبأهاليهم إلى السجون والمحاكمات! وكم من هفوات انتهكت فيها أعراض، أو قضت على حياة ومستقبل شباب، فلا هم يحيون حياة سعيدة هانئة، ولا هم يتمتعون كالآخرين بالمقدرة على الزواج والحياة الأسرية المستقرة في المستقبل القريب! كل هذا بسبب رسائل هابطة لا تسمن ولا تغني من جوع، دمرت مستقبلهم، ونزلت بهم إلى أسفل الدركات، ليقلدوا شرائح غير ملتزمة في الغرب في عدم قدرتهم على الحصول على راحة البال والاستقرار، واختراع مثل هذه الرسائل الماجنة، التي لا تتماشى مع تقاليد وقيم المجتمع، لكونها لا تحوي في ثناياها إلا سماً مدسوساً في الدسم وفي معسول الكلام! والرسالة الأخيرة التي أوجهها هي إلى أبنائنا وبناتنا: تجنب الرد على مثل هذه المسجات، لأنها لن تخسركم مادياً فقط بقدر ما ستخسركم معنوياً وأخلاقياً، ولذا فإن عليكم البعد كل البعد عن مثل هذه الرسائل، التي قد تؤدي بكم آجلاً أم آجلًا إلى ما لا تحمد عقباه. وعليكم بنصح الآخرين من حولكم وتحذيرهم وتنفيرهم من السلوكيات غير المحتشمة كهذه الرسائل غير الملتزمة، فواجب كبيرنا وصغيرنا في المجتمع هو أن يوعي من حوله قدر الإمكان بأبعاد الظواهر السلبية، حتى يحد منها ويمنع تسربها بين شرائح من المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©