السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تقدم حزبي شريف وعمران خان في انتخابات باكستان

تقدم حزبي شريف وعمران خان في انتخابات باكستان
11 مايو 2013 23:48
لاهور (وكالات) - بدأت عملية فرز الأصوات في باكستان مع حلول مساء السبت في ختام عملية انتخابية تاريخية لتعزيز الديمقراطية تميزت بمشاركة ملايين الناخبين الذين تحدوا تهديدات حركة طالبان وأعمال عنف أسفرت عن سقوط 18 قتيلاً. وأعلن مسؤول كبير في اللجنة الانتخابية أن “نسبة المشاركة مشجعة” ظهر أمس إذ بلغت 30%، متوقعا أن تقارب 60% في ارتفاع كبير مقارنة بآخر انتخابات جرت في 2004 وكانت فيها نسبة المشاركة 44%. وأظهرت نتائج الفرز الجزئي للأصوات تقدم حزبي رئيس الوزراء السابق نواز شريف ولاعب الكريكيت المعتزل عمران خان بشكل جيد على منافسيهما. واظهر الفرز ان شريف متقدم لكن حزبه من الممكن ان يخسر 15 من مقاعده في اقليم البنجاب لصالح حزب خان الذي انهى ظهوره على الساحة السياسية النظام الذي يهيمن عليه حزبان فقط. واظهرت قنوات تلفزيونية تقدم حزب خان في نحو 50 من 272 مقعدا يجري التنافس عليها في الانتخابات. ويرى كثيرون أن خان -وهو أشهر رياضي في باكستان تحول إلى سياسي بارز- يمثل تغييرا جديدا عن الحكام السياسيين الذين طالما اعتمدوا على نظام يقوم على المحسوبيات لكسب الأصوات. ويجتذب حزبه - حزب طريق الانصاف - انصارا اغلبهم من الشبان بسبب تركيزه على محاربة الفساد. وبعد فوز الأحزاب التقدمية والعلمانية، العام 2008، يراهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الإسلامية (وسط يمين) التي يتزعمها نواز شريف صاحب معامل الفولاذ المتحدر من النخبة التقليدية والذي سبق وتولى رئاسة الوزراء مرتين في التسعينات. غير أن النتيجة التي ستحققها حركة الإنصاف بزعامة نجم رياضة الكريكت السابق عمران خان الذي أثار المفاجأة واستقطب الأضواء في الحملة الانتخابية، تثير تكهنات لا سيما أنه استفاد من تعاطف كبير منذ أن سقط عن ارتفاع عدة أمتار في حادث أثناء مهرجان انتخابي هذا الأسبوع وكسر عددا من فقرات عموده الفقري. وقال عبد الستار (74 عاما) وقد جاء يصوت في الصباح الباكر في اسلام اباد رغم انه يعاني من صعوبة في الوقوف “نريد تغييرا، لم نعد نحتمل هؤلاء السياسيين الذين يعودون في كل مرة إلى السلطة ولا يقومون بأي شيء من أجل البلاد.. سوف أصوت لعمران خان لأنه شاب ومفعم بالحيوية ويريد تغيير الأمور باستئصال الفساد”. ودعي أكثر من 86 مليون باكستاني لانتخاب نواب الجمعية الوطنية والمجالس الإقليمية الأربعة. وتعتبر هذه الانتخابات تاريخية لأنها ستتيح لحكومة مدنية أكملت ولايتها من خمس سنوات تسليم الحكم إلى حكومة أخرى مدنية أيضا للمرة الأولى في هذا البلد الذي استقل في 1947 ويبقى تاريخه مطبوعا بالانقلابات العسكرية. وسقط أكثر من 130 قتيلا خلال حملة انتخابية اعتبرها المراقبون الأكثر دموية في تاريخ البلاد وتبنت معظم اعتداءاتها حركة طالبان الباكستانية التي تعارض العملية الديمقراطية التي يعتبرونها “غير إسلامية”. وتوعدت حركة طالبان الباكستانية بسلسلة من الهجمات في هذا اليوم الحاسم بالنسبة للديمقراطية في باكستان حيث انتشر أكثر من 600 ألف عنصر من قوات الأمن لحماية مراكز الاقتراع. ومع ذلك انفجرت عبوة أولى في كراتشي بعد ساعتين على بداية الاقتراع. واستهدف الاعتداء مرشحا من حزب عوامي الوطني العلماني وهو من الأهداف المفضلة لحركة طالبان التي سارعت إلى تبنيه، وأسفر عن سقوط 11 قتيلا على الأقل بينهم طفل في سن الثالثة، و36 جريحا، كما أفادت مصادر استشفائية. وفي ولاية بالوشستان المضطربة (جنوب غرب) سقط ستة قتلى بينهم عنصران شبه عسكريين في اعتداءات مختلفة لترتفع حصيلة القتلى في أعمال العنف الانتخابية أمس الى 18 قتيلا. ورغم ارتفاع درجات الحرارة توجه كثيرون إلى صناديق الاقتراع وهم مفعمون بالأمل إزاء إمكانية التغيير في بلد عانى من تمرد طالبان واقتصاد ضعيف وفساد مستشر وانقطاعات متواصلة في الكهرباء وبنية تحتية متداعية. ورغم ذلك أظهرت استطلاعات الرأي أن الشعور بخيبة الأمل تجاه الحزبين الرئيسيين وهما حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف قد يعني أن أيا منهما لن يحصل على أغلبية برلمانية مما يجعل الحكومة القادمة غير مستقرة وضعيفة للغاية إلى حد يتعذر معه المضي قدما في الإصلاحات التي تشتد إليها الحاجة. ويرجح ألا يفوز أي حزب بأغلبية صريحة بسبب تزايد شعبية حزب لاعب الكريكت السابق عمران خان في الآونة الأخيرة. وصرح التاجر سهيل أحمد من بيشاور “أمضينا سنوات تحت وقع التهديدات الإرهابية، لكننا اليوم قررنا وضع حد نهائي لأجواء الخوف”. ويتوقع أن تصدر النتائج الأولى مساء السبت وإذا لم يحصل الحزب الذي سيتصدر النتائج على أغلبية المقاعد، فبإمكانه تشكيل ائتلاف، لكنه إذا لم يتمكن فسيفسح في المجال أمام الذي يليه في نظام يتيح العيد من إمكانيات التحالف التي قد تكون أحياناً غير متوقعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©