الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأسد: السيادة أعلى من القرارات الدولية ومستعدون للقتال

22 يناير 2006
دمشق-وكالات الأنباء: أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن بلاده ستواصل التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري لكن بحدود تقف عند السيادة الوطنية باعتبارها الأعلى وليس قرارات مجلس الأمن·
وانتقد في خطاب أمام المؤتمر العام لاتحاد المحامين العرب في دمشق مطالبة الحكومة اللبنانية بترسيم الحدود في مزارع شبعا في جنوب لبنان، معتبرا أنها طلب إسرائيلي، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن استعداده للقبول بأي مبادرة لتحسين العلاقات مع لبنان، قائلا إن الجزء الأكبر من الشعب اللبناني يؤيد سوريا فيما بعض المسؤولين اللبنانيين يسعون لخراب لبنان من أجل إبقاء نفوذهم·
وقال الأسد في خطابه:'نحن مع التحقيق في اغتيال الحريري كي يصل إلى معرفة الفاعل وسنتابع التعاون الآن وفي المستقبل من أجل جلاء الحقيقة على قاعدة السيادة والمصلحة الوطنية التي تلتقي مع التحقيق عندما يكون نزيها'، إلا أنه أضاف أن السيادة الوطنية هي الأعلى وليس قرارات مجلس الأمن وأن بلاده تتحرك وفق هذا المبدأ وليس من أي شيء آخر، معتبرا لجنة التحقيق الدولية بأنها لجنة إدانة وليست لجنة تحقيق وأن هناك محاولة لخلق لعبة سياسية بغطاء قانوني، ومحذرا 'من أنه حتى إذا تطلب منا الظرف ان نقاتل من أجل بلدنا فإننا مستعدون لذلك'·
وقال الأسد:'طرحنا التعاون الكامل لكن وضعنا حدودا وهي نزاهة التحقيق والسيادة والمصلحة الوطنية في حين يريدون التعاون من دون حدود ربما ضد مصلحتنا الوطنية'، معتبرا أنه لا حدود على الإطلاق لهذه الكلمة والهدف هو نقل التحقيق من حدوده القانونية إلى إطار سياسي وإن سوريا تريد إعادة التحقيق الى المجرى القانوني·
واعتبر ان التقريرين اللذين صدرا حتى الآن عن اللجنة الدولية مليئان بالثغرات ولم يكونا منصفين ومع ذلك أعلنت سوريا رغبتها في استمرار التعاون لانها كانت دائما مع الشرعية الدولية والتحقيق النزيه سيكون لمصلحتها، وأضاف انه تم توظيف بعض المزيفين والانتهازيين والخونة كشهود ما يجعلهم أقرب الى صورتهم الحقيقية أمام العالم (في اشارة الى نائبه السابق عبد الحليم خدام وشهود تراجعوا عن إفاداتهم للجنة·
وأشار الاسد إلى أن الاغتيالات في لبنان تأتي في إطار خطة لإحداث انقلاب كلي في المنطقة عموما وسط حملات تهدف لتسميم الاجواء بين لبنان وسوريا، مؤكدا أن دمشق اختارت ضبط النفس وعدم الانجرار إلى المواقف التي يريدها الاخرون·
وقال إن دمشق ستقف دوما إلى جانب لبنان الوطني متى احتاجها أو طلب منها وإنه غير قلق على الإطلاق بالنسبة للعلاقات السورية اللبنانية بالرغم من الجروح الكثيرة، لكنه هاجم بعض المسؤولين اللبنانيين الذين قال إنهم يرون مصلحة لبنان تمر عبر مصالحهم السياسية والمالية واتهمهم برفض مبادرة الامين العام للجامعة العربية وكذلك معارضة الوساطة السعودية والافكار السورية التي تم طرحها لتحسين العلاقات لانهم يرفضون الحل العربي، لكنه رأى ان هؤلاء قلة ومؤقتون والوضع لا يمكن أن يستمر على حاله لأن هذه الحالة عابرة·
وقال الأسد:'نحن مع أي مبادرة لتحسين العلاقات لأنه لا توجد مشكلة بين سوريا ولبنان وحتى هذه اللحظة نريد العلاقة مع لبنان وسنبقى نسعى وهناك علاقات جيدة مع الكثير من اللبنانيين والقسم الأكبر مع اللبنانيين هم مع هذه العلاقة· وتساءل عن المستفيد من ترسيم مزارع شبعا حاليا، مضيفا ان المستفيد الأكبر هو إسرائيل وطلب الترسيم هو طلب اسرائيلي لأن هذا العمل موجه ضد المقاومة ويفيد إسرائيل، معتبرا ان لا مشكلة بين بلاده ولبنان حول المزارع وأن دمشق أرسلت ردا خطيا حول استعدادها لترسيم الحدود، متسائلا: 'كيف يمكن لسوريا أن تعطي وثائق ملكية لشيء لا تملكه (في إشارة إلى مزارع شبعا)· وأضاف:'أن حربنا طويلة جدا وهي حرب هوية وثقافية ومعنوية أدواتها سياسية وعسكرية ومعاركها اقتصاديه و إعلامية ما أن تنتهي معركة حتى تظهر أخرى بأدوات أخرى'، مشيرا الى أن سوريا ضد الحرب ومع حوار الحضارات والثقافات·
وعلى الصعيد الداخلي، قال الأسد إن طريق الإصلاحات طويل وإنها تبدأ من الحاجات الداخلية، مؤكدا رفضه المطلق لأي إصلاح من الخارج، وأضاف:''اننا في بداية الطريق والطريق طويل ولا نقبل أن يقال إننا لم نحقق شيئا··الإصلاح يبدأ وينطلق من حاجاتنا الداخلية فقط ونرفض رفضا مطلقا أي إصلاح من الخارج تحت أي عنوان أو مبرر وإن لم نكن ندعي المثالية والكمال ونعمل على تحسين الواقع المعيشي للسوريين'، مشيرا الى أن هناك مشروعات لدعم مشاركة الشعب سواء قانون الاحزاب أو قوانين الانتخابات والادارة المحلية والعمل على استقلال السلطة القضائية وهذا من شأنه أن يفعل الحياة السياسية·
وحول عملية السلام، أكد الأسد أن المنافذ سدت أمامها ليس نتيجة لرفض الحكومات الاسرائيلية الاستجابة لاستحقاقات السلام واستمرارها في إنكار الحقوق العربية فقط بل لأن الوضعية الدولية الراهنة والقوى الفاعلة فيها ليست مهيأة لأن تدفع عملية السلام إلى الأمام أيضا ولتراجع المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته تجاه عملية السلام وتجاه الاستقرار في المنطقة· متهما إسرائيل بأنها وراء اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تحت أنظار العالم وصمته·
وقال الأسد حول العراق إن سوريا التزمت بمبدأ عدم التدخل في الشأن العراقي وعبرت عن استعدادها لمساعدة العراق عندما يطلب الشعب العراقي ذلك منا، وأكد على وحدة الأراضي العراقية لافتا إلى أن ذلك لن يتحقق ما لم يستند الحل المستقبلي على موضوع أساسي وهو عروبة العراق ومحذرا من الانجرار إلى ما أسماه بالمستنقع الطائفي، داعيا الى إعادة العراق إلى عروبته وإلا سنغرق كلنا في سفينة واحدة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©