الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مبدعون لاجئون يروون علاقتهم الأولى بأمستردام

مبدعون لاجئون يروون علاقتهم الأولى بأمستردام
10 نوفمبر 2008 00:41
كيف يمكن للكاتب الغريب اللاجئ أن يؤسس بيتا في بلد غريب، مدينة غريبة، حارة غريبة ؟ وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه المكان في إبداع هذا الكاتب الغريب ؟ '' قافلة الكتاب '' في مدينة أمستردام استضافت خلال الأسابيع الأربعة من شهر اكتوبر الماضي عددا كبيرا من المبدعين اللاجئين الذين يعيشون في مدينة أمستردام وبينهم بعض الكتاب العرب الذين قاموا باصطحاب الجمهور الهولندي كل يوم أحد في باص أحمر عتيق إلى أماكنهم السرية ورووا لهذا الجمهور كيف أقاموا علاقة حميمة مع هذه المصطبة أو تلك الشجرة أو هذه الحديقة· في الاحد الأول الموافق الخامس من اكتوبر انطلق الباص الأحمر من شمال مدينة أمستردام تحت وابل من المطر الشديد والبرد المفاجئ الذي صاحبه، لكن الدفء عاد مرة أخرى ما إن بدأ نينو البوسني وإبراهيم سلمان الكردي العراقي بسرد حكايتهما عن المدينة · بدت حكاية نينو الكاتب والمخرج السينمائي طويلة وهو يتحدث عن السفن في قنوات أمستردام وزادها بطءا حديثه عن المقبرة ، لكن إبراهيم سلمان المخرج السينمائي والشاعر استطاع أن يستعيد جمهور الباص الأحمر من جديد حين قرأ بعض قصائده بإلقائه المميز · تحدث الكاتبان اللاجئان عن المكان الأثير لديهما في مدينة أمستردام ولماذا تشكل هذه الأمكنة بالتحديد مصدرا للإلهام والاسترخاء · احدهم اختار المقبرة التي يزورها كل يوم تقريبا ليتحدث إلى سكانها الذين لا يستمع إليهم احد والآخر يتوقف طويلا أمام السفن والمراكب الراسية في قنوات أمستردام الكثيرة يتأمل بشغف هذه البيوت المتحركة · في الأحد الثاني الموافق الثاني عشر من اكتوبر الذي كان أكثر تحررا وإشراقا من الذي سبقه روى الكاتب التركي شاروك هشمت الذي عمل في بداية حياته حارسا في محطة في أمستردام كيف اثر هذا المكان في عمله كله بشكل لا فكاك منه · اصطحب الجمهور إلى المحطة التي كان يعمل بها وأشار إلى مكانه الذي كان لا يفارقه ومازال لا يفارقه لأنه يزوره بين فترة وأخرى كلما تذكر أيامه الأولى في أمستردام · الكاتب المصري المعروف رؤوف مسعد كان من بين الكتاب المشاركين في هذه الفعالية حيث انتقل مع الجمهور وفي الباص نفسه إلى شرق أمستردام في جولة لطيفة وخاصة جعلت الجمهور الهولندي يستمتع في جو المرح الذي أشاعه مسعد وأمكنته السرية · وقد اخذ مسعد الكتاب والأصدقاء إلى مقر سكنه السابق وهناك استضافهم '' احمد جامع '' المصري وجاره السابق بائع الشاورما الذي يسميه '' الفتى مرجانه '' حيث كتب عنه ذات يوم قصة بالاسم نفسه · ولكي يستمر هذا الجو المرح ينتقل مسعد مع ضيوفه إلى احد المقاهي التي يمتلكها مصري آخر اسمها '' حبيبي أنا '' لتنتهي فعالية يوم الأحد الثاني في ساعة متأخرة · في ثالث تلك الآحاد الموافق التاسع عشر من اكتوبر حضر الكاتب الإيراني ناصر فاخته واصطحب الجميع إلى ساحة في المدينة وروى للذين حضروا معه في الباص الأحمر قصة أول مصطبة جلس عليها بعد وصوله إلى أمستردام، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه المصطبة من أهم الأماكن في حياته الجديدة · هذا هو المكان الأول الذي استضاف الكاتب ومنحه بعض الأمان الذي يفتقده كل غريب يدخل المدينة أول مرة · ناصر الذي يمر بهذه الساحة كل يوم لا يجلس إلا على هذه المصطبة، وان وجدها مشغولة يجلس إلى اقرب مصطبة وما إن يغادر الناس مصطبته حتى يقفز إليها قبل إن يشغلها الآخرون · من فعاليات اليوم نفسه قدم المسرحي العراقي صالح فارس نشاطا متنوعا بين بيته والحديقة الكبيرة التي يحب فيها شجيرة تين وحيدة والساحة التي تعج بالأجانب العاطلين عن العمل · في البداية دخل الجمهور إلى بيته حيث قدم عرضا مسرحيا قصيرا صامتا ضمن ما يسمى بعروض البيت تناول فيه مشكلة اللاجئ الذي تتشظى هويته بين الهنا والهناك وما يرافق ذلك من معاناة· ثم اصطحب الجمهور إلى بارك كبير يقع إلى جوار بيته حيث شجيرة التين اليتيمة التي أقام معها علاقة الغريب بالغريب، إذ أن التين لا يثمر في مثل هذه الأماكن الباردة· الأحد الرابع والأخير الموافق السادس والعشرين من اكتوبر شهد حفل توقيع كتاب هو ثمرة هذه الفعالية، إذ جمعت قصص هؤلاء المبدعين الأجانب في كتاب باللغة الهولندية كانت قد أعدت قبل فترة من انطلاق الفعالية لتوزع على الجمهور الهولندي الذي لم يتعرف عليهم سابقا· الجدير بالذكر أن هذه الفعالية وهي جزء من نشاط ضخم بدأ في بداية هذه السنة '' أمستردام عاصمة للكتاب '' قد شاركت في تنشيطها العديد من المؤسسات الثقافية في هولندا مثل مؤسسة الأمير برنارد التي تمنح جوائز عالمية سنوية ذات قيمة معنوية ومالية كبيرة ومؤسسة الصحفيين اللاجئين '' اون فايل '' وصندوق دعم الفن في أمستردام
المصدر: أمستردام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©