الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهنة «ملائكة الرحمة» تبحث عن بنات الإمارات

مهنة «ملائكة الرحمة» تبحث عن بنات الإمارات
15 مايو 2011 19:32
احتفال العالم مؤخراً بيوم الممرضة العالمي، تقدير يؤكد مكانة واحدة من أهم المهن التي مارسها البشر عبر التاريخ، وهو تقدير سنوي يقام في الثاني عشر من مايو من كل عام، وأعرب الكثيرون خلال المناسبة عن أملهم في أن تقبل بنات الإمارات على الالتحاق بالمهنة التي أكدوا رفعة مكانتها، ودللوا على ذلك بممارسة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وزوجات الصحابة للتمريض خلال الغزوات الإسلامية. بداية قالت أسماء كلبان رئيس التمريض في مستشفى صقر في إمارة رأس الخيمة، إن علاقتها بالتمريض بدأت بعد تخرجها كممرض قانوني سنة 1997، عملت كممرضة في مختلف الأقسام ومنها الحوادث، إلى أن أصبحت مسؤولة قسم الحوادث سنة 2000 في أحد المستشفيات بالدولة، وبعد ذلك عادت لاستكمال دراستها 2001. وأشارت إلى أنه في عام 2004 أنهت بكالوريوس التمريض من جامعة الشارقة، ثم عادت مسؤولة لقسم الحوادث في ذات المستشفى، حتى وصلت إلى منصب مسؤول حالات المرضى حتى عام 2006، بعد ذلك التحقت بوزارة الصحة كمنسق في قسم التسجيل في مكتب التمريض الفيدرالي، ومن 2008 إلى الآن رئيس هيئة تمريض مستشفى صقر، وفي عام 2009 دبلوم خدمات فينة في الجامعة الأميركية في بيروت. ومن خلال خبرتها مع عالم التمريض قالت كلبان إن عوامل جذب الإماراتيات للمهنة عديدة، ويجب التركيز عليها، وفي مقدمتها وجود سلم وظيفي واضح لتطوير المهنة، من خلال وجود درجات علمية متخصصة، للحاصلين على البكالوريوس والدرجات العلمية التي تفوقه. وحول الرسالة التي تقدمها للممرضات الاماراتيات، أجملتها في قولها «أهنئ الممرضات بيوم التمريض العالمي، وأتمنى أن تقبل الفتيات الإماراتيات على هذه المهنة، مشيرة إلى أن هذا الإقبال سيحدث تطوراً كبيراً في المنظومة الطبية، بوجود فتيات إماراتيات مؤهلات بشكل جيد في حقل التمريض. تشجيع مستمر أما موزة سعيد والتي تعمل في هيئة التمريض بأحد مستشفيات رأس الخيمة قالت إنها حصلت على دبلوم تمريض وعلوم صحية من معهد رأس الخيمة سنة 2005، بعد الثانوية العامة وكنت ضمن الدفعة الثانية التي التحقت به، وعبر تشجيع القائمين على المعهد والدراسة التي كانت شيقة وممتعة، ازددت ارتباطاً بمهنة التمريض، وأثناء الدراسة العملية وجدت بيئة عملية جديدة، إلى أن تعينت بعد التخرج بنحو ثلاثة أشهر، ومن خلال العمل والتدريب، اكتسبت خبرات متعددة، ولفتت إلى أن مهنة التمريض إنسانية بالدرجة الأولى، وأنها أعطتها قوة التحمل والتعامل مع أصعب المواقف. من ناحيتها ذكرت حصة حلوكة الحاصلة على دبلوم تمريض العالي سنة 2008 من كلية التقنية العليا في رأس الخيمة، ومن ثم التحقت بجامعة رأس الخيمة للعلوم الطبية والصحية، وتخرجت عام 2010 بعد حصولها على بكالوريوس تمريض، وتدرس ماجستير علوم التميز المؤسسي، وقالت إن مهنة التمريض، إنسانية في المقام الأول ومنذ بداية عملها في رأس الخيمة، ضمن أول دفعة، عملت العديد من المواطنات في المهنة، موضحة أن ذلك يدل على مدى تقبل المجتمع للمهنة والاعتراف بأهميتها. وقالت إن الصورة المشرفة التي تعكسها العاملات في المهنة للممرضة المواطنة، تشجع على الالتحاق بهذا المجال، وتقديم الأفكار الابداعية لتطوير المهنة بشكل عام. واختتمت حديثها: أقول لكل فتاة إماراتية تعمل بالتمريض «افتخري كونك ممرضة وابدئي أول خطوة وسيكون المجتمع كله وراءك ويدعمك ويعمل على نجاحك وتثبيت أقدامك في هذا المجال المميز». مفهوم التمريض وأوضحت هويدا عبد الحميد مسؤول التمريض في أحد مستشفيات أبوظبي، أن الكثير من الناس والمرضى ليس لديهم الوعي الكافي بالمفهوم الحقيقي لمهنة التمريض، وبأنه لا يتعدى مجرد إعطاء حقنة أو تغيير ضمادات الجروح، وأن مهنة التمريض تشمل معاني أكثر من ذلك بكثير، كون دور الممرضة يبدأ منذ مرحلة ما قبل العلاج، من حيث درجة تقبل المريض واستيعابه كحالة إنسانية مع اختلاف ثقافته وجنسيته وكذا سلوكياته، وهنا يظهر واحد من أهم أدوار الممرضة، الذي لا يشعر به الكثيرون، وهو استيعاب واحتواء أصحاب الأمراض المختلفة. هويدا عبد الحميد أشارت إلى أن التمريض ليس فقط مساعدة المريض علي تناول الدواء، إنما القيام بشرح كل خطوات التعامل مع المرضى داخل المستشفى، وأيضا انصياعه لأوامر الطبيب والتزامه بالعلاج، وقال: يظهر دور الممرضة في إقناع المريض بجدوى العلاج، حيث إن بعض المرضى يخافون بشدة من نقل الدم ومشتقاته، وهنا نطمئن المريض بسلامة الإجراءات، وأن هناك فحوصات عديدة تجرى لتحديد مدى صلاحية الدم للتفاعل مع جسم المريض، وكذلك توضيح مدى أهمية نقل الدم له، ومضاعفاته التي قد تنجم في حالة رفضه لنقل دم إليه. وبينت هويدا أن ممارسة هذه المهنة تنمي الحس الإنساني لدى من يمارسها وما يجعلنا نجد كل طاقاتنا لأن نساعد المريض أن يجتاز محنته. وهناك جانب لا يعلمه الكثيرون، وهو كم وافر من الدعوات الصادقة والحسنات المتراكمة من المرضى، وهو ما يؤدي أيضاً إلى تقوية الجانب الروحي والوازع الديني لمن يمارس هذه المهنة. ووجهت النداء للمواطنات إلى الإقبال على هذه المهنة، لأنهم سيكونون الأقرب إلى المرضى من أهلهم وخصوصاً كبار السن، وأيضاً سيكونون أكثر فهماً لمتطلباتهم خاصة وأن الدولة وسياسة الحكومة تساعد هذا الاتجاه وتقدر العاملين في مجال التمريض، وتمنحهم كثيراً من الامتيازات عرفاناً بدورهم الحيوي في المنظومة الطبية. نظرة المجتمع دعا عدد من الممرضات وسائل الإعلام، إلى القيام بدوره في تغيير نظرة المجتمع إلى التمريض كمهنة، خاصة بعد حصول العاملين بها على أعلى الدرجات العلمية في التمريض، مشيرة إلى أنه لا زال المعتقد السائد عند البعض أن الممرضة حاصلة على شهادة علمية متدنية. وقالت ينبغي الإشارة في هذا الصدد، إلى أن بكالوريوس التمريض في الوقت الحالي خمس سنوات دراسية متواصلة باللغة الإنجليزية، وهو ما يعني، قدر معلوماتي معارفي كبيرا، مشيرة إلى أن ذلك يبين مدى المكانة التي وصل إليها قطاع التمريض على الصعيد العلمي، وأن العاملين بالمجال يتمنون الوصول إلى مكانة مماثلة على الصعيد الاجتماعي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©